باتت خلافات الفنانين وتصريحاتهم المثيرة للجدل من الترندات الشائعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وغالباً ما تجذب انتباه المتابعين باعتبارها كاشفةً على ما يجري في كواليس الوسط الفني.
من أحدث هذه الترندات كلام للمثل القدير بسام كوسا الذي ظهر في حوار ضمن برنامج المنتدى، منتقداً الوسط الفني الراهن.
ومن أجرأ تصريحات بسام كوسا حين قال إن الفن عموماً بات أشبه بستارة تتخذها بعض الممثلات لممارسة مهن أخرى، علماً أن هناك زميلات أخريات موهوبات ومحترمات ونرفع رؤوسنا بهنّ وبأعمالهن. وأضاف ساخراً أنّ "استخدام الذكاء الاصطناعي" بات ذريعة لتكذيب أي فيديو "سيئ" ما اعتبره المعلقون تلميحاً إلى فنانة سورية قالت إن الفيديو المسيء الذي انتشر لها هو "مفبرك" بتقنية التزييف العميق.
اعتبر بسام كوسا أنّ من أخطر الأشياء دخول مثل هؤلاء الدخلاء على هذه المهنة الحضارية العبقرية، مؤكداً ضرورة المساءلة والمواجهة: "من سمح لهم بالتمثيل؟ من أنتج لهم/نّ؟ ولماذا؟".
وضرب كوسا مثالاً على كلامه بمسلسل له لم يُعرض حتى الساعة بسبب رفض ممثلة أن يوضع اسمه قبل اسمها، فقال: "أنهينا العمل وأنجزناه ولكن لم توافق على وجود اسمي قبل اسمها، وإلى الآن لم يعرض المسلسل. إنهم مجموعة ولكن أفضل ألا أغوص كثيراً في الموضوع، غير أنه بلا شكّ هو انعكاس لواقع مترد".
الخلافات هذه تجعل من تصريحات الممثلين موضع تداول كبير بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت حياة الفنانين وتصريحاتهم وخلافاتهم أشبه بظاهرة متداولة.
والمعروف أنّ الممثل السوري كان بعيداً نوعاً ما عن هذه المشاحنات والمناكفات التي تخرج على العلن، لكنّ الحال تغيرت ولعلّ المثل الأبسط على ذلك هو خلاف النجمتين سلاف فواخرجي وكاريس بشار الذي حدث قبل 22 عاماً، غير أنه لم يخرج إلى العلن إلا قبل فترة قصيرة.
الخلاف القديم عاد إلى الواجهة وبدأت الاتهامات بين الفنانتين ليتيّن أن سببه هو إقامة كاريس بشار حفلة عيد ميلادها في يوم زفاف سلاف فواخرجي، الأمر الذي أثار جدلاً في الإعلام وبين المتابعين.
مثل هذه الأخبار والخلافات تزيد اهتمام المتابعين بحياتهم الشخصية وتصريحاتهم وحواراتهم. فالفنان لم يعد محصوراً في وسطه الفني، بل صار متصلاً بالمجتمع كله من خلال الهواتف الذكية والصفحات الإلكترونية، والتفاعل معه صار مباشراً ودائماً.
بعض الخلافات قد لا تكون شخصية بل مهنية، كالجدل المحتدم منذ فترة ما بين الممثل عابد فهد والكاتب والممثل يامن الحجلي.
بدأ الأمر حين انتقد عابد فهد عمل "ولاد بديعة" للكاتبين علي وجيه ويامن الحجلي، واعتبر أن "العنف فيه مبالغ وغير مفيد".
استدعى كلام عابد رداً قوياً من كاتب العمل الحجلي بقوله "كان يجب عليه أن يقول هذا الكلام عندما قدّم دور المقدم رؤوف في الولادة من الخاصرة، فقد رأينا أبشع نموذج للعنف آنذاك"، وأضاف ساخراً: "أعده بأن نقدّم السنة المقبلة عملاً عن الحمام الزاجل".
الردّ استدعّى رداً، فعلّق عابد فهد على كلام الحجلي ثم اعتبر أنه "تسرع كثيراً في كلامه".
كان عابد فهد قد أدى دور رؤوف في مسلسل "الولادة من الخاصرة" من إخراج رشا شربتجي، وهو أيضاً مسلسل يكتظّ بالعنف، لكن اللافت اليوم أن رأي فهد يتشابه وبعض آراء "النقاد" الذين يعتبرون أن المجتمع السوري المأزوم هو "بخير" حالياً، لكن الرؤية هذه لا تتوافق مع واقع المجتمعين السوري واللبناني وحتى مع ما قدمه هذا العام فهد، وكان قد أدى دوراً في مسلسل "نقطة انتهى" وهو مسلسل سوري لبناني من بطولته وأنس طيارة وندى فرحات وخالد السيد وآخرين ومن إنتاج الصباح، المسلسل الأخير لا يرقى لما قدمه فهد سابقاً، فالنص مليء أيضاً بالعنف والمخدرات ولا يقلل ذلك من أداء فهد الذي يحاول ألا يقدم شخصية تشبه الأخرى، لكن اللافت أن المسلسل كان يسخر من لهجة أبناء ريف الساحل السوري عمداً وبوضوح، وذلك من خلال الشخصية التي يؤديها تيم ابن المخرج محمد عبد العزيز بدور مروان، بلا أي مبرر وتوظيف درامي، فهل هي بهدف إثارة الجدل مثلاً؟ اللافت أنه حتى هذه المهمة الأخيرة لم ينجح بها.