أصيلة: كريم السعدي
تنظم مؤسسة "منتدى أصيلة" فعاليات "موسم أصيلة الثقافي الدولي" الـ45، في دورتين، في الصيف وفي الخريف، على غرار المواسم الثلاثة السابقة، وذلك تحت رعاية الملك محمد السادس،وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وبلدية أصيلة.
وتخصص الدورة الصيفية للفنون التشكيلية، وتنطلق ما بين 5 تموز (يوليو) حتى 27 تموز الجاري؛ فيما تنظم الدورة الخريفية خلال شهري تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) المقبلين، ببرمجة مجموعة من الندوات في إطار الدورة الثامنة والثلاثين لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، إلى جانب ندوتين تنظمان بتنسيق مع "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد"، وسط حضور عربي وإفريقي ودولي لافت، بمشاركة صفوة من الباحثين، والمفكرين وأصحاب القرار، وشعراء وإعلاميين، مع تنظيم مشاغل للفنون والحفر والليتوغرافيا، ومعارض فنية وورشات إبداعية وعروض موسيقية.
وتتميز الدورة الصيفية بتنظيم معرض جماعي بمناسبة مرور 45 سنة على احتضان مؤسسة منتدى أصيلة لأوراش فن الحفر والطباعة الفنية، حيث ينظم، بالمناسبة، معرض تكريمي، تحت شعار "مسارات متقاطعة" للفنانين مليكة أكزناي (المغرب) وأكيمي نوغوشي (اليابان) برواق المعارض في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية.
بدوره، يحتضن قصر الثقافة معرضا جماعيا للإبداعات الحديثة في فن الحفر، ومعرضا للفنان التشكيلي المغربي عبد القادر المليحي، إلى جانب معرض الأطفال - مواهب الموسم. وتستمر هذه المعارض من 13 تموز الجاري إلى 31 كانون الأول ( ديسمبر) المقبل.
كما يحتضن الموسم ندوة حول "سوق الفن وصناعة القيمة"، يومي 13 و14 تموز (يوليو)، وندوة ثانية حول "الفن المعاصر وخطاب الأزمة" يومي 19 و20 تموز (يوليو)، كما سيتم تنظيم حفل تكريم للفنانين مليكة أكزناي (المغرب) وأكيمي نوغوشي (اليابان) يوم 21 تموز (يوليو).
ويشهد الموسم تنظيم ثلاث محاضرات موضوعاتية، الأولى حول "مدخل لتاريخ النقوش في المغرب" لعالم الآثار عبد الخالق المجيدي (المغرب)، يوم 15 تموز (يوليو)، والثانية حول "تاريخ فن الحفر وتطوره" للفنان التشكيلي ميشيل بارزان (بلجيكا)، يوم 18 تموز (يوليو).
أما المحاضرة الثالثة فتتناول موضوع "تاريخ الطباعة والنشر في المغرب" للباحثة في التاريخ المعاصر لطيفة الكندوز (المغرب)، يوم 18 تموز (تموز)، إلى جانب حفل توقيع إصدار "المؤلف في الصورة" للكاتب والأكاديمي شرف الدين ماجدولين (المغرب)، يوم 14 تموز (يوليو).
كما يتضمن برنامج الدورة تنظيم مشغل الصباغة على الجداريات، سيرا على عادة الموسم منذ ربيع 1978، ينجز في مختلف أزقة مدينة أصيلة العتيقة، ما بين 5 و12 تموز (يوليو) بمشاركة 14 فناناً؛ فضلا عن تنظيم مشغل للصباغة على الجداريات، خاص بأطفال أصيلة خلال الفترة ذاتها.
وما بين 13 و27 تموز (يوليو)، تنظم المؤسسة مشاغل الفنون التشكيلية في قصر الثقافة، مشاغل الصباغة والحفر والطباعة الحجرية (الليتوغرافيا) بمشاركة 25 فنانا تشكيليا من إسبانيا، والبحرين، وبلجيكا، والبرتغال، وبريطانيا، ومالطا، ومصر، واليابان، وسوريا، والمغرب؛ فضلا عن "مشغل الأطفال مواهب الموسم" في حدائق قصر الثقافة.
على صعيد آخر، تحتضن مكتبة الأمير بندر بن سلطان مشغل "التعبير الأدبي وكتابة الطفل"، تحت إشراف الأستاذ مصطفى البعليش، لفائدة طلبة المدارس الإعدادية والثانوية في أصيلة من 15 إلى 19 تموز (يوليو).
ويحرص القائمون على هذا الحدث الثقافي والفني المتميز على التجديد النوعي والكمي، ضمن خيار الاستمرارية والمحافظة على الهوية الفكرية، التي طبعت الموسم منذ انطلاقه، كظاهرة هادفة غير مسبوقة في المجال الثقافي غير الحكومي بالمغرب، ما أكسب الموسم مصداقية متجددة، فصار موعداً ثقافياً دولياً بامتياز، تقصده النخب السياسية والثقافية المغربية والأجنبية؛ خصوصاً من دول الجنوب والمنطقة العربية، على أساس أنّه من الواحات الفكرية القليلة في العالم وعالم الجنوب، التي يجري فيها نقاش خصب بين الفاعلين ومنتجي الأفكار بخصوص قضايا وإشكاليات لها اتصال في صميم الراهن الثقافي والمعيشي العام.