فجّرت أندريا سكينر، ابنة الكاتبة الكندية الراحلة أليس مونرو، فضيحة مدوية بإعلانها أنها تعرّضت لاعتداء جنسي من قبل زوج والدتها، وهي طفلة لا تتجاوز التاسعة من عمرها. والمخزي في الأمر، أن مونرو كانت على دراية بالأمر، لكنها لم تدعم ابنتها بل آثرت الاستمرار في زواجها.
وفي التفاصيل، كتبت سكينر قبل أيام مقالاً افتتاحياً في صحيفة "تورنتو ستار"، جاء فيه أنها كانت تبلغ من العمر 25 عامًا عندما أخبرت والدتها عن سوء المعاملة التي تعرّضت لها على يد زوج والدتها جيرالد فريملين خلال طفولتها، واصفةً ردّ فعل مونرو بـ"غير المتعاطف تماماً".
كما عرضت مجموعة رسائل تعود إلى العام 2005 يعترف فيها فريملين بالاعتداءات التي ارتكبها بحقها ويقرّ بذنبه، علمأً أن مونرو ظلّت متزوجة من فريملين، الذي توفي في عام 2013.
وقد أحدث مقال أندريا ضجّة في الأوساط الأدبية بين زملاء مونرو الذين قاموا بنعيها قبل أشهر قليلة.
وفي معرض تعليقه على تصريحات سكينر، قال روبرت ثاكر، الأكاديمي الكندي ومؤلف كتاب سيرة حياة مونرو، إنه كان يتوقع حدوث ذلك، "ففي نهاية المطاف كنت أتوقع أن الجمهور سيعلم أن زوج مونرو اعتدى جنسيًا على إحدى بناتها".
كما اعترف بأن سكينر كتبت إليه عن تجربتها في عام 2005، بينما كان على وشك نشر كتابه المتمحور حول والدتها، وذلك بعد أن اتصلت بالشرطة، لكنه قرّر عدم التصرّف بهذه المعلومات.
وقال: "من الواضح أنها كانت تأمل في ذلك الوقت أن أعلن ما حدث لها على الملأ، لكنني لم أكن على استعداد للقيام بذلك. لقد عشت فترة كافية لأدرك أن بعض الأمور التي تحدث ضمن العائلات تبقى بين أفرادها".
ولفت ثاكر إلى أنه تحدث مع مونرو عن الأمر في عام 2008، عندما التقيا في أحد المطاعم لإجراء مقابلة. حينئذ، طلبت منه مونرو إيقاف تشغيل جهاز التسجيل الخاص به. ورغم رفضه وصف المحادثة بالتفصيل، قال إن مونرو أبلغته أنها علمت بالأمر في عام 1992، عندما كانت ابنتها تبلغ 25 عاماً، أي بعد مرور سنوات عدة على الاعتداءات. وأضاف إنها هجرت فريملين لبعض الوقت، لكنها قرّرت العودة إليه في النهاية.
وفقًا لثاكر، كان من المفهوم على نطاق واسع في محيط مونرو أنها استمدت من قصة حياتها، أحداث قصتها "المخرّبون" التي صدرت عام 1993، والتي تدور حول امرأة تتغاضى عن معرفة أن شريكها اعتدى جنسيًا على الأطفال، وأن كثيرين من زملائها كانوا على علم بالتباعد بينها وبين ابنتها.
وكانت أندريا سكينر، كتبت في مقالتها الافتتاحية أن شهرة والدتها تعني أن الصمت بشأن إساءة معاملتها امتد إلى ما هو أبعد من عائلتها، وتابعت: "لقد عرف العديد من الأشخاص من ذوي النفوذ بعضاً من قصتي، ومع ذلك استمروا في التغاضي عنها".