يبدو أن أزمة مسلسل "حبق" المزمع بدء تصويره في شهر سبتمبر/أيلول القادم، والذي يتناول قصة حب تجمع بين سليمى (كاريس بشار) وطيف (مهيار خضور)، في أحد أحياء دمشق العشوائية متناولاً تبيعات الحرب وما تركته في ملامح المدينة وناسها. ستكون فصلاً طويلاً جديداً من النزاع الفني والشخصي القديم-الجديد بين النجمتين السوريتين سلاف فواخرجي وكاريس بشار، علّق أحدهم ساخراً من الجدل الفني الدائر الذي أودى بفواخرجي خارج مسلسل "حبق" لمصلحة كاريس بشار بالقول: "يلا هلق 20 سنة نق، نزعتلي عرسي ومسلسلي". بالإشارة إلى سبب الخلاف القديم بينهما، وهو حضور كاريس عرس فواخرجي بدون دعوة، وإفساد فرحتها.
نال الموضوع حصة وافرة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحوّل إلى "ترند" بعدما أعلنت سلاف فواخرجي استبعادها من العمل توليها إدارة الشركة الجديدة "Captian Prodaction"، بعد الاتفاق الذي جرى خلال حفل عشاء في أحد فنادق دمشق، ووضعت خطة عمل لمدة عام ونصف، حيث أقنعت فواخرجي الجهة المنتجة بنص للسيناريست بلال شحادات، وتسلم باسم السلكا دفة الإخراج، وبطولة كل من: فادي صبيح، ومهيار خضور. وتحويل العمل المزمع من 15 إلى 30 حلقة مع "ضمان تسويقه"، ليكون ضمن السباق الرمضاني الدرامي القادم لعام 2025، وفقاً لما نشرته فواخرجي في وقت سابق.
"الحق أبقى، ولا ذنب لأي أحد طارئ"
لتتفاجأ فواخرجي لاحقاً - وبدون سابق إنذار وتلقي أي أتعاب مادية لجهودها - باستبعادها لمصلحة "غريمتها التقليدية في الوسط الفني" كاريس بشار. وترد فواخرجي دون أي توضيح مباشر، لأسباب الاستبعاد بمنشور عبر صفحتها عبر "فايسبوك" شاكرةً جميع من ساندها ودعمها خلال أزمتها الأخيرة بالقول: "شكراً لكل هذا الحب الذي رأيته وأراه … دُمتم أوفياء أصحاب مبدأ وحق، يفعلون ما يقولون، ولا يخافون لومة لائم … في السر والعلن! وأتمنى من الباقين أن لا يحيلوا المشكلة التي حدثت إلى أمر شخصي، فهي ليست كذلك على الإطلاق ولا يمكن لها أن تكون .. والأذى المعنوي أكبر من ذلك بمراحل إن لم يعوا ذلك أو لا يريدون أن يعوا!".
ونفت فواخرجي مسؤولية زميلتها وغريمتها، رغم وصفها إياها بـ"الطارئة"، وأن تاريخها الفني الطويل يشهد لها، مؤكدة أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض لمثل هذا الظلم قائلةً: "ولا ذنب لأي أحد طارئ سواء كنتُ على توافق معه أم لا فلا نظلم ولا نشهد ظلماً … ولسنا نحن من يتوقف عند دور أو عمل، فلطالما حدث ودون أسف أن راح منّا الكثير … صدفة أو فعل فاعل … لا يهم"….
لتختم فواخرجي منشورها بالتأكيد أنها تلقت عرضاً مالياً لـ"لفلفة الموضوع"، وأن ما حدث يعكس حالة من غياب السلوك المهني وقلة الاحترام، بالقول: "المشكلة الحقيقية تكمن في القيمة والمعنى وليس في التفاصيل، وإن لم تكن مشكلتنا مبدأ مهنياً وكرامة وطنية لكنّا قبلنا بعروض صُلح مادية من قبل أصحاب المشكلة لإسكاتنا! وصدقوني الانتصار على صفحات التواصل الاجتماعي ليس بانتصار، فكل من كان له سعر … رخيص .. الحق أبقى … والحب أبقى وسيبقى الحبق السوري نبتتي المفضلة وعطرها يلازمني من أيام أصيص جدتي".
"الصمت سيد الموقف"
بالمقابل، لم يصدر من قبل الأطراف الأخرى، سواء الجهة المنتجة أو فريق العمل كتابةً وإخراجاً وتمثيلاً، أي تصريح حول حقيقة ما جرى فعلاً، فاكتفى المخرج باسم السلكا بالترويج للعمل الجديد عبر صفحته الشخصية عبر "فايسبوك" مؤكداً أن العمل بمثابة فسحة ضوء وسط ظلام الواقع اليومي المعيش: "وفي وسط كمية من الحاجات الغاشمة يظهر لك ضوء من بعيد كدة يطري على القلب". بدوره كاتب العمل بلال شحادات أشار إلى تعاونه الفني الجديد مع شركة "الكابتن" بمشاركة منشور للشركة يقول: "نترقب بشغف عرض مسلسلنا الجديد "حبق" والذي سيكون تعاوننا الأول ويجمع بين رؤيته الفنية وإنتاجنا المتميز".
وتحدّث شحادات في حوار لصحيفة الوطن السورية في الثاني عشر من يونيو/حزيران عن عمله الجديد - قبل الجدل الأخير - بالقول إنه: "دراما اجتماعية شعبية، تروي قصصاً في حي شعبي في الوقت المعاصر، وسوف نرى حكايات أشخاص عاشوا خلال عشر سنوات من الحرب، ونركز على قصة البطل والبطلة المرتبطة بهذا الحي". وأنه لحد موعد نشر الحوار مع الصحيفة لم يتم اختيار نجمة العمل التي ستقف أمام مهيار خضور: "هناك احتمال كبير لتغيير اسم العمل، لكن من المؤكد أن اسم «حبق» سوف يبقى حاضراً لأنه اسم البطلة، وبطل العمل إلى الآن هو النجم مهيار خضور، أما البطلة فلم يتم اختيارها بعد، لكن من المفترض خلال الأيام القادمة القليلة سوف نشاهد أي بطلة سوف يقع الاختيار عليها". بينما بقيت كاريس بشار في حالة تامة من الصمت والتجاهل التام لما صدر عن فواخرجي.
"استبعاد فواخرجي"
ليبقى الموضوع في إطار "الزوبعة الفيسبوكية"، ووجهاً من وجوه التنافس الفني الذي يطوي تفاصيله الغموض، ويبقى مفتوحاً على الأسئلة بين مع وضد، ومتعاطف وشامت، ومُحبّ وكاره. فيما اعتبرت إحدى المجلات أن الموضوع مرتبط بمحاولة مقصودة لتحييد سلاف فواخرجي وإبعادها عن الساحة الفنية.
يبدو أن هذا الكلام كان مبنياً على ما أشار إليه الممثل السوري أيمن زيدان متعاطفاً مع موقف فواخرجي بالقول: "عادة لا أتدخل في هذا النمط من التداعيات لكن أجد لزاماً علي أن أدون رأيي حول هذا الأمر باقتضاب .. من المؤسف أن تتعرض فنانة بقيمة سلاف فواخرجي لما تعرضت له … سأختصر الأمر ببضع كلمات .. أنت ستظلين أنت يا عزيزتي .. وستظلين أكبر بكثير ممن تصرفوا بهذه الطريقة .. في هذا الزمن الأغبر تتبدل المعايير وتفيض مياه المستنقعات الآسنة فدعينا يا صديقتي نركن بجوار السواقي الصافية وإن كانت لا تروي شغفنا للفن النبيل".
فالوسط الفني السوري، كغيره من الأوساط المهنية الأخرى، مليء بالتوافقات أو الصراعات والمشاحنات التي تذكي نارها الغيرة و"الشللية الفنية"، و"كراهية الكار" في بعض الأحيان. أو قد تخضع للاستقطاب السياسي تحديداً خلال سنوات الحرب التي شهدت هجرة نجوم الدراما السورية خارج البلاد، سواء لمواقفهم السياسية أو بحثاً عن لقمة العيش. ولا تبتعد "الأزمة الفنية" الأخيرة بين النجمتين عن مثل هذه النزاعات التي يسلط عليها الضوء لخصوصية هذا الوسط الذي يحظى بالاهتمام الشعبي والإعلامي، والهدف دائماً "تصدر الترند" كثيمة استهلاكية قابلة للاجترار وإعادة الاستعمال مراراً وتكراراً.