النهار

في ذكراه الـ66... "ملك البوب" الذي رحل غارقاً بالدّيون ومطارداً بالفضائح
علاء زريفة
المصدر: دبي- النهار العربي
في مايو/ أيار عام 2017، نشر موقع Grammy awards مدونةً تتناول عشرة أسباب جعلت من مايكل جاكسون (1958-2009)، واحداً من أكثر فناني موسيقى البوب تأثيراً وشهرة على الإطلاق، هو الذي أطلقت عليه صديقته المقربة إليزابيث تايلور لقب "ملك البوب".
في ذكراه الـ66... "ملك البوب" الذي رحل غارقاً بالدّيون ومطارداً بالفضائح
مايكل جاكسون
A+   A-
في أيار (مايو) عام 2017، نشر موقع Grammy awards مدونةً تتناول عشرة أسباب جعلت من مايكل جاكسون (1958-2009)، واحداً من أكثر فناني موسيقى البوب تأثيراً وشهرة على الإطلاق، هو الذي أطلقت عليه صديقته المقربة إليزابيث تايلور لقب "ملك البوب". 
 
ومن الأسباب التي صنعت نجومية مايكل جاكسون الفريدة هي: حصوله على 8 جوائز دفعة واحدة  في الليلة الشهيرة لحفلة توزيع جوائز غرامي في الثامن عشر من فبراير/شباط 1984، وفوزه بجائزة "أسطورة غرامي" النادرة سنة 1993، وتقديمه رقصته المبتكرة "المشي على القمر" التي تبدو كما سائر عروضه الراقصة بـ"مشاهدة الزئبق وهو يتحرك" كما تصفها المغنية ديانا روس. 
 
وأيضاً، كونه أول فنان يبيع أكثر من مليون أغنية رقمية في أسبوع واحد، كما أصبح أول فنان يمتلك ثلاثة ألبومات الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة. إضافة إلى كونه أول مغنٍ يمتلك ستةً من أفضل عشرة ألبومات مبيعاً عبر التاريخ. 
 
وبهذا كلّه غدا "الساحر" صاحب إرثٍ موسيقي لا يقارن، منح الموسيقى أكبر تأثير قياساً بأي فنان آخر كما يؤكد المخرج السنيمائي مارتن سكورسيزي. 
 
 
" The Jackson 5 " 
 وُلِد مايكل جاكسون في 29 آب/ أغسطس 1958 في غاري بولاية إنديانا، وكان الثامن من بين عشرة أطفال، لجوزيف وكاثرين جاكسون. عمل والده مشغل رافعة في مصنع للصلب، وعملت والدته في متجر سيرز. كانت الموسيقى مصدراً للهروب من حياتهم اليومية وكان كلا الوالدين موسيقيين أيضاً. 
 
كان لجميع أشقاء مايكل جاكسون الثمانية - ريبي وجاكي وتيتو وجيرماين ولا تويا ومارلون وراندي وجانيت - بصماتهم في صناعة الموسيقى. ومع ذلك، كانت موهبة مايكل واضحة منذ سن مبكرة جداً، وبتشجيع من والده، بدأ مايكل مسيرته المهنية في سن الخامسة. انضم إلى مجموعة إخوته الموسيقية في الستينيات ليصبح اسمها " The Jackson 5".
 
بمجرد انضمام مايكل كمغنٍ رئيسي ومؤدٍ للفرقة، كانوا على المسار السريع نحو الشهرة والثروة. كان صوت مايكل، جنباً إلى جنب مع حركات الرقص المميزة الخاصة به، سبباً في ترفيه الجماهير وإمتاعهم. 
 
كان نجاح "The Jackson 5"، الذي أُعيدت تسميته لاحقاً باسم The" Jacksons"، هو ما دفع مايكل إلى أن يصبح فناناً مشهوراً. بدأ مسيرته الفنية المنفردة في عام 1971، ولكنه لم يذق لذة النجاح الباهر حتى عام 1979 عندما تعاون مع كوينسي جونز لتسجيل ألبومه المنفرد "Off the Wall" الذي  يُعد أحد أعظم الألبومات على الإطلاق وتم إدخاله إلى قاعة مشاهير غرامي في عام 2008، وحصلت أغنيته "Don't Stop 'Til You Get EnougH" على أول جائزة غرامي لمايكل لـ"أفضل أداء صوتي". 
 
بعد ذلك، اجتمع مايكل مع كوينسي جونز لإصدار ألبومه اللاحق "ثريلر" عام 1982، الذي استلهم فكرة تأليفه من مقطوعة كسارة البندق لتشايكوفسكي، ليحقق حلم طفولته الذي أطلقه نحو النجومية. 
 
 
الانحدار الطويل والأخير
بالنسبة إلى محبيه ومدمني فنه حول العالم، كان مايكل جاكسون أكثر من ذلك، ظاهرة، أيقونة موسيقية، نجماً لا يتكرر. لكنّ الصورة الوردية لنجمهم لطالما أفسدتها الشكوك بـ"تنكره لعرقه"، وهو ما أنكره جاكسون في مقابلة شهيرة مع أوبرا وينفري عام 1993 بالقول: "أنا أميركي أسود. أنا فخور بكوني أميركياً أسود. أنا فخور بعرقي، وأنا فخور بما أنا عليه.
 
لدي الكثير من الفخر والكرامة بما أنا عليه، أعاني اضطراباً جلدياً يدمر تصبغ الجلد. إنه شيء لا أستطيع علاجه. عندما يختلق الناس قصصاً عن أنني لا أحب من أنا، فإن هذا يؤلمني".
 
عانى جاكسون أيضاً مطاردات الصحافة الدائمة له، والتشكيك بسلوكه، لا سيما السلوك الجنسي.
كذلك، كشفت الأدلة التي ظهرت أثناء محاكمته بتهمة التحرش بالأطفال قبل أربع سنوات من موته، أنه كان يعاني إدماناً طويل الأمد على مسكنات الألم القوية، والتي قد بدأ في تناولها في منتصف ثمانينات القرن العشرين للتعامل مع مشكلة في أسفل الظهر تفاقمت بسبب الأداء الموسيقي، ولم يكن هناك ما يشير إلى أنه توقف عن تناولها على الإطلاق.
 
 
وأشارت وثائق المحكمة أيضاً إلى أن نمط حياة جاكسون كان مفرطاً، وغير صحي، ومُدمناً على الكحول، فقد كان يشرب زجاجة تلو الأخرى من النبيذ الباهظ الثمن، ما جعله في أواخر أيامه مجرد "حطام جسدي".
 
الجانب المظلم الآخر الذي ظهر بعد وفاته، أن جاكسون كان مديناً بمبالغ هائلة. وتراوحت تقديرات حجم ديونه بين 60 مليون دولار أميركي و500 مليون دولار أميركي، وهو "رقم مخيف" كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في عام 2009. 
 
فوفقاً للصحيفة، كل ما يملكه تقريباً قد تم بيعه أو استغلاله بالاستدانة. فقد سقطت مزرعة "نيفرلاند" التي كان يعيش فيها بالقرب من سانتا باربرا في ولاية كاليفورنيا لمدة ثلاثة عقود تقريباً، في الحجز العقاري في عام 2008. لتصرح ديان ديموند، المراسلة التلفزيونية المخضرمة التي غطت معظم محاكمات جاكسون، لصحيفة الإندبندنت البريطانية الشهيرة أن جاكسون كان "مفلساً طيلة معظم العقد الماضي".
 
"تأثير جاكسون"  
"لقد خرجنا من سعادتنا. لقد خرج من آلامه... لقد كان يتعرض للتحدي باستمرار في الصحافة وكل ما أراده حقاً هو أن يكون أعظم فنان، وقد كان كذلك"، بهذا تصف المغنية الكندية سيلين ديون جاكسون الذي لا يمكننا أن نفهم مدى "الانجراف العاطفي والدموع" لديهم، سواء خلال حياته أو بعد وفاته في التعبير عن حُبهم لـ"معبودهم الفني"، والذين قال عنهم  جاكسون يوماً إنهم "الأكثر ولاءً في العالم".
يكفي أن نستعيد شريط لحظاته الأخيرة، ومشاهد الحشود المتجمعة خارج المركز الطبي لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس في الـ25 يونيو/حزيران 2009، والمذيعين المذهولين الذين كانوا يتحدثون للمشاهدين من خلال لقطات مرتجفة من طائرات الهليكوبتر، وزملاء البوب السابقين المصدومين، بالنسبة لهم كان رحيل جاكسون المفاجئ بمثابة "صاعقة من السماء".
 
وأيضاً، بالنسبة لفئة صغيرة من أفراد الأسرة والمقربين المسموح لهم بدخول دائرته الداخلية، وكان ذلك بمثابة تأكيد مأساوي لأسوأ مخاوفهم: ففي الأشهر الأخيرة، أصبحت علامات التحذير من علامات تدهور صحته مؤلمة جداً. 
 
كان جاكسون في الخمسين من عمره، لكنه كان يتمتع بسلوك هش كرجل أكبر منه بعقود عدة. كان يبدو نحيفاً، وشاحباً، لديه بطن صغير، مقيداً بكرسي متحرك، غير قادر على العمل. لم يقم بجولة منذ عام 1997، وأصدر آخر ألبوم له في عام 2001.
 
بالنسبة إلى كثيرين من هؤلاء - بعد وفاته - تحول هذا الحب لـ"طقوس تعبدية" في ما يُعرف بـ"مايكلنج" مثل الموقع التذكاري في ميونيخ، حيث حوّل المعجبون تمثال "أورلاندو دي لاسو" إلى ضريح لجاكسون، وخدمة الصلاة الشهرية عبر الإنترنت والتي تسمى "صلاة الحب الكبرى"، خلالها يتم تشجيع الناس على استيعاب رسالة جاكسون ونشرها من خلال وسائل التأمل في موسيقاه. أو خلال "أسبوع مايكل" السنوي في لوس أنجلوس، حيث يسافر المعجبون كـ"حجاج" إلى أماكن شهيرة حضر فيها جاكسون حول العالم. 
 

اقرأ في النهار Premium