النهار

مونيكا بيلوتشي في ميلادها الـ60.... جمالٌ أيقونيّ لا يكترث بالعمر!
علاء زريفة
المصدر: دبي- النهار العربي
لو كان لنا أن نتخيل مثالاً حيّاً لربّة الجمال "أفروديت"، لكانت بالإجماع مونيكا بيلوتشي! لو أتيح لنا أن نجري تصويتاً عاماً حول لقب "أحلى السيدات"، لحازت مونيكا على نسبة (99,9)، "المُريبة دائماً"، من دون أن تثير أي معارضة أو شكوك حول "جدارة المُنتخبة المُتوجة" على قلوب جميعنا دون استثناء. لو أردنا أن نضع تصوراً فيزيائياً للحُسن، يجمع بين الخيال والواقع، فتنة الخرافة وبهاء الحقيقة المتجسدة، لوقعنا في شِرك ما نُحب كما حدث لذلك الفنان المسكين "بيغماليون"، وهو ينحت "صورة حبيبته"، ولن يكون المُراد على غير صورة "مالينا". ومن لا يعرف مالينا، الصامتة المُدهشة، التي تسير خلفها كالمنوّم مغناطيسياً، وكأنها ربما نموذح عن "غروشينكا/ أغرافينا" بطلة رائعة الروائي الروسي الشهير فيودور دستويفسكي "الأخوة كارامازوف"، الأنثى التي يقع الجميع في شباكها من دون أن تثير الخلاف، أو تكون "بائعة هوى"، أو "تتوب" عن سحرها. تبقى مونيكا صاحبة "الجمال الشعري البليغ" الذي لا يُسرف في شرح كُنّهه رغم فصاحته، له حدة السكين ولكنه لا يجرحك، وحكمة المطلق من دون أن يلتفت إلى نقصك، إنها بمثابة "ظاهرة بشرية لا تكرر" ما إن تسعى لفهمها حتى تهوي منك "صخرة التفسير"، لتكون وتبقى أحد رموز إيطاليا الشهيرة. يمكننا أن نكتفي بوصف مونيكا على أنها لوحة فنية في "متحف الخلق". يكفي أن تحلم بأنها تبتسم لك وتقول متلازمتها اليومية "Mi Amore" التي تكررها لأكثر من ألفي مرة في اليوم.
مونيكا بيلوتشي في ميلادها الـ60.... جمالٌ أيقونيّ لا يكترث بالعمر!
مونيكا بيلوتشي
A+   A-
لو كان لنا أن نتخيل مثالاً حياً لربّة الجمال "أفروديت"، لكانت بالإجماع مونيكا بيلوتشي!
لو أتيح لنا أن نجري تصويتاً عاماً حول لقب "أحلى السيدات"، لحازت مونيكا نسبة (99,9)، "المُريبة دائماً"، من دون أن تثير أي معارضة أو شكوك حول "جدارة المُنتخبة المُتوجة".  
لو أردنا أن نضع تصوراً فيزيائياً للحُسن، يجمع بين الخيال والواقع، فتنة الخرافة وبهاء الحقيقة المتجسدة، لوقعنا في شِرك ما نحب كما حدث لذلك الفنان المسكين "بيغماليون"، وهو ينحت "صورة حبيبته"، ولن يكون المراد على غير صورة "مالينا". 
ومن لا يعرف مالينا، الصامتة المدهشة؟ تلك التي تسير خلفها كالمنوّم مغناطيسياً، وكأنها ربما نموذج عن "غروشينكا/ أغرافينا" بطلة رائعة الروائي الروسي الشهير فيودور دستويفسكي "الإخوة كارامازوف"، الأنثى التي يقع الجميع في شباكها من دون أن تثير الخلاف، أو تكون "بائعة هوى"، أو "تتوب" عن سحرها. 
تبقى مونيكا صاحبة "الجمال الشعري البليغ" الذي لا يسرف في شرح كُنهه رغم فصاحته، له حدة السكين ولكنه لا يجرحك، وحكمة المطلق من دون أن يلتفت إلى نقصك، إنها بمثابة "ظاهرة بشرية لا تكرر" ما إن تسعى لفهمها حتى تهوي منك "صخرة التفسير"، لتكون وتبقى أحد رموز إيطاليا الشهيرة. 
يمكننا أن نكتفي بوصف مونيكا على أنها لوحة فنية في "متحف الخلق". يكفي أن تحلم بأنها تبتسم لك وتقول متلازمتها اليومية "Mi Amore" التي تكررها لأكثر من ألفي مرة في اليوم.
 
 
 
 
جمال كلاسيكي واثق
ولدت "فتاة بوند"، سنة 1964 في مدينة "تشيتا دي كاستيلو" وسط إيطاليا، وترعرعت كطفلة مدللة في مدينة  سان جوستينو. 
يلاحقها جمالها منذ الصغر، حيث عانت من نظرات الناس الفضولية إليها دائماً، ما كان يُسبب لها الإزعاج كما قالت يوماً: "عندما كنت أذهب إلى ساحات اللعب، كان الجميع ينظر إليّ، وهذا الأمر كان يزعجني". 
تتمتع مونيكا بملامح محايدة واثقة، متوازنة وكلاسيكية، كل شيء فيها أنثوي بشكل مفرط، وإن بدا مألوفاً وبديهياً للوهلة الأولى من دون أن تفقد جاذبيتها الساحرة كـ"مجدليةٍ مغوية" و"قنبلة نووية" لا يجوز لأصحاب القلوب الضعيفة الاقتراب منها.
لا تخضع صاحبة لقب "أجمل امرأة في العالم لجيل كامل"، لمقياس جمالي متفق عليه. ليست مونيكا "ملكة الجليد" التي يميل الناس إلى اعتبارها "مخيفة"، إنها تلك "الفتاة الاعتيادية المجاورة" التي قد تراها حولك دائماً، ولا تثير "ذُعر النساء"، ولا تفلت منهن العبارة الشامية الشهيرة "يبعتلك حمى شو حلوة"، لكنك تخضع برضى المهزوم السعيد لشرط الدهشة.
 
 
 
 
سر الأنوثة
حظيت بيلوتشي دائماً بالمراكز الأولى لتصنيفات أكثر النساء جاذبية وجمالاً وفقاً لمعظم المجلات العالمية. رغم ذلك لا يبدو أن مونيكا تحمل عن نفسها "الاعتقاد نفسه" بالقول: "لا أرى نفسي بهذا الجمال.. أغلب الناس يرونني جميلة لأنهم يرونني على أغلفة المجلات والصحف وهذه الصور تظهر جزءاً وجانباً من جمالي ولكني لا أبذل مجهوداً لأبدو جميلة هذه طبيعتي"، وأن جمال المرأة قد يكون مشكلةً بالنسبة للمرأة عندما لا يكون لديها شيءٌ سواه. 
تدخل بيلوتشي في الـ30 من سبتمبر/ أيلول الحالي، عامها الستين، وهي لا تزال رغم تقدم السن، وخطوط الشيخوخة التي لا تجتهد كثيراً في إخفائها، تنجح في أن تثبت لجميع عشاقها النساء قبل الرجال - دون عمليات التجميل التي لا تؤمن بها - بأن العمر مجرد رقم، وأن الجمال الحقيقي يكمن في "الظهور بأفضل صورة من نفسك"، مُحافظةً على توهج شبابها الدائم ورشاقتها المعروفة.  
تبدو مونيكا متصالحةً مع تقدمها بالعمر بالقول: "ألحظ التجاعيد في وجهي وحول عيني.. لم تكن موجودةً قبل 10 سنوات، أرى وجهي يتغير في الشاشة.. أتقبل الأمر، ولا أقول يا إلهي، يا له من أمر مروع". 
تتحدث مونيكا عن سر جمالها كونها تعتمد على "نهج حياتي بسيط وطبيعي" من خلال عنايتها ببشرتها، النوم والراحة، ممارسة رياضة اليوغا، التوازن الغذائي وتجنب "الإفراط في اتباع الحميات الغذائية"، والحفاظ على "طاقتها الإيجابية" وعدم الاستسلام لضغوط المجتمع المتعلقة بـ"الجمال المثالي". 
 
 
 
 
أيقونة موضة
تتميز مسيرة مونيكا بيلوتشي بقدرتها على الانتقال بين عوالم مختلفة - من عروض الأزياء إلى السينما الأوروبية والهوليوودية - بكل سلاسة، مع الحفاظ على مكانتها كرمز للجمال والجاذبية، فهي ليست "مجرد امرأة فاتنةً فحسب". 
بدأت مونيكا حياتها كعارضة أزياء في ميلانو عام 1988، إلى جانب دراستها الحقوق لتحقق شهرة كبيرة في هذا المجال من خلال عملها مع أكبر دور الأزياء العالمية مثل دولتشي آند غابانا وكارتير. أصبحت واحدة من أبرز العارضات في أوروبا، وأسس عملها في مجال الموضة قاعدة جماهيرية لها، أتاح لها الفرصة للانتقال إلى مجال التمثيل بفضل جمالها الإيطالي الكلاسيكي وجاذبيتها الفريدة.
دخلت بيلوتشي عالم التمثيل في أوائل التسعينات، حيث بدأت بأدوار صغيرة في السينما الإيطالية والفرنسية. أحد أوائل أعمالها البارزة كان في فيلم "Dracula" (1992) للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، حيث ظهرت بدور ثانوي ولكنه لفت الأنظار إليها.
شهد عام 2000، انطلاقة قوية لمونيكا بيلوتشي عندما أدت دوراً رئيساً في فيلمها الأشهر على الإطلاق "مالينا" للمخرج جوزيبي تورناتوري. حقق الفيلم شهرة عالمية وجعل بيلوتشي رمزاً للجمال وقوة الأداء الدرامي. لعبت فيه دور امرأة جميلة تعيش في بلدة صغيرة خلال الحرب العالمية الثانية، وتصبح محوراً للشائعات والحسد. تألقت أيضاً في فيلم "Irreversible" في عام 2002، الذي نال شهرة واسعة وأثار الكثير من الجدل بسبب محتواه العنيف والجريء. 
 
 
في هوليوود
انتقلت بيلوتشي في الفترة نفسها إلى هوليوود حيث شاركت في أفلام شهيرة مثل: "The Matrix Reloaded" (2003) و"The Matrix Revolutions" بدور بيرسيفوني، زوجة ميروفينجيان، وهذا الدور عزز مكانتها كنجمة عالمية. 
أدت أيضاً دور مريم المجدلية في فيلم ميل غيبسون The Passion of the Christ (2004). وأصبحت في عام 2015، أكبر ممثلة تقوم بدور فتاة جيمس بوند في فيلم "Spectre"، ما أثبت أن الجمال والموهبة لا يرتبطان بالعمر.
لم تكتفِ بيلوتشي بالنجاح في هوليوود، بل واصلت  تقديم أدوار متميزة في السينما الأوروبية. عملت مع كبار المخرجين مثل إيمانويل كراليز وفرانسوا أوزون. فواصلت بيلوتشي تقديم أدوار متنوعة في أفلام مثل "Ville-Marie" (2015) و "On the Milky Road" (2016). كانت تظهر في هذه الأدوار بمزيج من القوة والأنوثة، ما جعلها رمزاً عالمياً للمرأة القوية والجذابة.
تزوجت بيلوتشي من الممثل الفرنسي فنسنت كاسل في عام 1999، وأنجبت منه ابنتين هما ديفا وليوني، انفصلا في عام 2013، لكنهما ظلا على علاقة جيدة.
تستمر بيلوتشي في التألق، سواء في أدوارها السينمائية أو كأيقونة في مجال الموضة، مواصلةً تحدي الأعراف وتقديم نفسها كواحدة من أبرز النساء في السينما العالمية.
 

اقرأ في النهار Premium