الرباط: كريم السعدي
تنظم مؤسسة منتدى أصيلة، ما بين 13 و31 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ45، في دورته الخريفية، بمشاركة ما يناهز 300 من صفوة رجال السياسة والفكر والأدب والإعلام والفن التشكيلي من مختلف أنحاء العالم.
وتتميز فعاليات هذا الموسم الثقافي، الذي ينظم ذلك تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وبلدية أصيلة، ببرمجة عدد من الندوات ضمن جامعة المعتمد ابن عباد المفتوحة في دورتها الـ38، التي تتميز، بحسب المنظمين، بمناقشة قضايا حيوية آنية، وذلك ما بين 13 و28 تشرين الأول الجاري، تركز على أزمة الحدود في إفريقيا، ومساراتها الشائكة، والتحدي القائم والدور الممكن على مستوى النخب العربية في المهجر، ومصير الحركات الدينية والحقل السياسي، فضلا عن قيم العدالة والنظم الديموقراطية.
كما تنظم مؤسسة منتدى أصيلة، بشراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، ندوتين، ما بين 23 و28 تشرين الأول الجاري:"الذكاء الاصطناعي: أي حكامة في إفريقيا في عصر الرقمنة"، و"شمولية الثقافة وانخفاض اللامساواة في توظيف الموارد الثقافية".
وتحتفي "خيمة الإبداع"، التي تحولت إلى فقرة رئيسية ضمن فعاليات الدورة الخريفية، بمحمد الأشعري، الكاتب والروائي والشاعر المغربي ووزير الثقافة سابقاً، بمشاركة أكثر من عشرين من الأدباء والجامعيين والأكاديميين المغاربة والعرب، وذلك يوم 30 تشرين الأول الجاري، يقدمون بشهاداتهم في حق المحتفى به.
وتصدر مؤسسة منتدى أصيلة كتابا يتضمن شهادات المشاركين في هذا اللقاء الاحتفائي بمبدع فرض حضوره في الساحة الثقافية، المغربية والعربية.
وتشهد الدورة تنظيم حفل توقيع كتاب "شغف وإرادة: رهان في الإعلام والثقافة والسياسة"، للكاتب الصحفي والناشر المغربي محمد برادة.
وتتميز مشاغل الفنون التشكيلية بمشاركة فنانين من المغرب والبحرين والسنغال وسوريا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا. فيما تستقبل أروقة المعارض، في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، معرضا جماعيا، بمناسبة مرور 45 سنة على احتضان مؤسسة منتدى أصيلة لأوراش فن الحفر والطباعة الفنية تحت عنوان "معرض 45 سنة من فن الحفر في أصيلة"، ومعرضاً تكريمياً تحت شعار "مسارات متقاطعة" للفنانين مليكة أكزناي (المغرب) وأكيمينوغوشي (اليابان).
كما يحتضن قصر الثقافة معرضا جماعيا للإبداعات الحديثة في فن الحفر، ومعرض "خطوط" للفنان التشكيلي المغربي عبد القادر المليحي، إلى جانب معرض الأطفال مواهب الموسم. وتستمر هذه المعارض إلى 31 كانون الاول (ديسمبر) المقبل.
كما يُنظم مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل، ما بين 20 و27 تشرين الأول الجاري. وهو يعنى بالكتابة في مختلف المجالات مثل الشعر، والقصة والسيناريو وغير ذلك.
وكانت مؤسسة منتدى أصيلة قد نظمت الدورة الصيفية للموسم الثقافي الدولي الـ45، ما بين 5 و27 تموز (يوليو) الماضي.وتميزت هذه الدورة بتنظيم معارض تشكيلية، ومشاغل الفنون، وصباغة الجداريات، فضلا عن مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل، مع تنظيم ندوتين: "سوق الفن وصناعة القيمة" و"الفن المعاصر وخطاب الأزمة"، فضلا عن ثلاث محاضرات موضوعاتية، الأولى حول "مدخل لتاريخ النقوش في المغرب" لعالم الآثار الدكتور عبد الخالق المجيدي (المغرب)، والثانية حول "تاريخ فن الحفر وتطوره" للفنان التشكيلي ميشيل بارزان (بلجيكا) والثالثة حول "تاريخ الطباعة والنشر في المغرب" للدكتورة لطيفة الكندوز (المغرب)، المتخصصة في التاريخ المعاصر.
كما شهدت هذه الدورة حفل توقيع كتاب "المؤلف في الصورة" للكاتب والناقد المغربي شرف الدين ماجدولين (المغرب)، مع تنظيم حفل تكريمي للفنانيْن مليكة أكزناي (المغرب) وأكيمي نوغوشي(اليابان).
ويحرص القائمون على موسم أصيلة على التجديد النوعي والكمي، ضمن خيار الاستمرارية والمحافظة على الهوية الفكرية، التي طبعت الموسم منذ انطلاقه، في 1978، كتظاهرة هادفة غير مسبوقة في المجال الثقافي غير الحكومي في المغرب، مما أكسب الموسم مصداقية متجددة، فصار موعداً ثقافياً دولياً بامتياز، تقصده النخب السياسية والثقافية المغربية والأجنبية، خصوصاً من دول الجنوب والمنطقة العربية، على أساس أنّه من الواحات الفكرية القليلة في العالم وعالم الجنوب، التي يجري فيها نقاش خصب بين الفاعلين ومنتجي الأفكار بخصوص قضايا وإشكاليات لها اتصال بصميم الراهن الثقافي والمعيشي العام.