النهار

المخرج الدنماركي توماس فينتربيرغ رئيساً للجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم في مراكش
المصدر: النهار
المخرج الدنماركي توماس فينتربيرغ رئيساً للجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم في مراكش
الدنماركي توماس فينتربيرغ.
A+   A-
الرباط: كريم السعدي 

 

 

أعلنت إدارة المهرجان الدولي للفيلم في مراكش عن اختيار المخرج الدنماركي توماس فينتربيرغ رئيسا للجنة تحكيم الدورة ال21، التي تنظم ما بين 29 تشرين الثاني( نوفمبر و7 كانون الأول ( ديسمبر ) المقبلين.

 

وجرت العادة أن تسلم في حفل اختتام المهرجان خمس جوائز ، هي الجائزة الكبرى (النجمة الذهبية)، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة الإخراج، وجائزة أفضل دور رجالي، وجائزة أفضل دور نسائي.

 

وتمنح لجنة تحكيم المهرجان النجمة الذهبية لواحد من بين 14 فيلما طويلا، تعد بمثابة الفيلم الأول أو الثاني لمخرجيها، والتي تشارك في المسابقة الدولية المخصصة لاكتشاف سينمائيي العالم.

 

وقال فينتربيرغ، في تصريح لمنظمي المهرجان، إن رئاسة لجنة تحكيم مهرجان مراكش هي "امتياز وشرف"، بالنسبة إليه. وأضاف: "في عالم اليوم الذي يعيش تغيرات مستمرة ويشهد انقسامات على نحو متزايد، تفتح مهرجاناتٌ، من قبيل مهرجان مراكش، نافذة مهمة على مجموعة واسعة من الثقافات"، مشيرا إلى أن الأفلام تستطيع أن "تصف ما لا يمكن تفسيره"، لتجعلنا "ندرك ما لا يمكن قبوله". ورأى أن ثمة العديد من الأشياء، في وقتنا الحاضر، "نحن في حاجة ماسة لكي نفهمها".

 

وأصبح فينتربيرغ، منذ التحاقه اللافت للنظر بالساحة السينمائية الدولية من خلال فيلم "الاحتفال" (1998)، الذي نال عنه جائزة لجنة التحكيم في مهرجان (كان) السينمائي الدولي ، واحدا من أشهر المخرجين الأوربيين وأكثرهم نجاحاً في وقتنا الحاضر؛ حيث وقع على عمل مفعم بالجرأة لا يتردد في مساءلة الجوانب المظلمة لحياة الإنسان وتسليط الضوء عليها، فتفوق في إعادة تجديد نفسه، وفي إحداث المفاجأة في كل فيلم من أفلامه.

 

ولد فينتربيرغ في 19 آيار ( مايو)  1969، ويقيم في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن. وهو أول سينمائي دنماركي يرشح لجائزة أوسكار لأفضل مخرج عن فيلمه "جولة أخرى" (2020). وفاز بعد ذلك بجائزة الأوسكار، وجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا)، وجائزة سيزار، وأربع جوائز للفيلم الأوروبي  عن هذه الدراما التي حققت نجاحا باهرا، والتي شارك بها في مهرجان (كان)، قبل أن يتم اختيارها في مسابقتي مهرجاني تورونتو وسان سيباستيان.

 

درس فينتربيرغ الفن السابع في المعهد الوطني للسينما بالدنمارك. في سنة 1993، وحصل فيلم تخرجه "الجولة الأخيرة" على العديد من الجوائز، وعلى ترشح لنيل جائزة أوسكار الطلبة. ثم فاز فيلمه القصير "الطفل الذي مشى  إلى الخلف" (1995) بالعديد من جوائز الجمهور، أبرزها خلال مشاركته في مهرجان كليرمون فيرون. وبعدها بسنة واحدة، أخرج فيلمه الطويل الأول "الأبطال" (1996).

 

وكتب فينتربيرغ ولارس فون ترير، سنة 1995، عريضة حركة "دوغما 95". وفي 1998، أخرج فيلم "الاحتفال"، أول أفلام هذه الحركة، الذي نال عنه، بالإضافة إلى تتويجه في مهرجان كان، جائزة فاسبيندر للفيلم الأوروبي التي تمنحها أكاديمية السينما الأوروبية ، وجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية من دائرة نقاد السينما في لوس أنجلوس، ومن دائرة نقاد السينما في نيويورك، إضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى عبر العالم.

 

وحظي فينتربيرغ وفون ترير، إلى جانب رفيقيهما في حركة دوغما، كريستيان ليفرينغ وسورين كراج جاكوبسن، في 2008، بالجائزة الفخرية للسينما الأوروبية في حفل توزيع جوائز الفيلم الأوروبي، وذلك عن إسهاماتهم الأوروبية المتميزة في السينما العالمية. وبعد ذلك، أخرج فينتربيرغ فيلمين ناطقين باللغة الإنجليزية حظيا باستحسان كبير من لدن النقاد هما "كل شيء عن الحب" (2003) من بطولة خواكينفينيكس، كلير دانيس وشون بين،  و"ويندي العزيز" (2005)،الذي كتبه لارس فون ترير ولعب فيه دور البطولة جيمي بيل.

 

وعاد فينتربيرغ للإخراج بلغته الأصلية، في 2007، من خلال فيلم "عندما يعود الرجل إلى المنزل"، أتبعه بفيلم "سوبمارينو" (2010) الذي تم اختياره للمشاركة في مهرجان برلين، ونال عنه جائزة أفضل فيلم من المجلس الشمالي للسينما.

 

وأخرج فينتربيرغ، في 2012، فيلم "الصيد"، من بطولة مادس ميكلسن، الذي ترشح لجائزة الأوسكار، وجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم أجنبي، كما فاز بجائزة أفضل فيلم أجنبي  في جوائز السينما المستقلة البريطانية، وحصل عنه مادس ميكلسن على جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان. وفي 2015، أخرج فينتربيرغ فيلم "بعيدا عن الحشد الصاخب" من بطولة كاري موليجان، ماتياس شونارتس ومايكل شين. وفي 2016، كتب وأخرج فيلم "مجتمع محلي"، الذي فاز بجائزة الفيلم الأوروبي وجائزة المهرجان الدولي للفيلم بفيلنيوس، كما نالت ترين ديرهولم، عن دورها في هذا الفيلم،جائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة في مهرجان برلين.وقام أيضا بكتابة وإخراج العديد من الأعمال المسرحية للمسرح الوطني بورغ في العاصمة النمساوية فيينا، والتي لقيت إشادة كبيرة من قبل النقاد، عرضت أمام أعداد قياسية من الجماهير في مسارح بشبابيك مغلقة في جميع أنحاء أوروبا. كما قام بإخراج مقاطع فيديو لفرق موسيقية عالمية مثل "بلور" و"ميتاليكا".

 

يشار إلى مهرجان الدولي للفيلم في مراكش انطلق في 2001 بمبادرة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، كـ"مبادرة شجاعة متبصرة"، ليشكلّ "حدثاً في تاريخ السينما المغربية".

 

وساهم المهرجان، بحسب منظميه، في "إشعاع المغرب كأرض للسينما والتصوير"، منخرطاً بذلك في "تقاليد انفتاح وكونية المملكة"، كما "ساهم في حضور السينما المغربية على الصعيد الدولي". كما يحسب له "الجمع بين قوة برمجته، وجرأة اكتشافاته، وجودة تكريماته، ومهنية عروضه، واحترامه لجمهوره، وحفاوة استقباله، وتقاسمه عشق السينما"، حيث استطاع أن يثبت مكانته بوصفه واحدا من أكبر مواعيد السينما العالمية، و"جسراً يربط بين ثقافات الأمم"، و"محطة مهمة للفن السابع العالمي ترسو على أرض حبلى بالتاريخ".

 

فهو ينظم بمدينة مراكش "عاصمة السلالات المغربية العريقة"، منذ حقبة المرابطين، ومنطلق انفتاح المغرب على المغرب الكبير والأندلس، ولكن أيضاً، المدينة التي تشهد تطوراً مستمراً وتحظى بالبنية التحتية اللازمة لاستضافة الحدث".

اقرأ في النهار Premium