أفاد مصدران بأن مصرف "أبوظبي الإسلامي"، أكبر بنك إسلامي في الإمارة، يجري محادثات لشراء حصّة أقلية تبلغ قيمتها نحو 1.1 مليار دولار في بنك "الشريعة" الإندونيسي أكبر بنك إسلامي هناك بهدف الاستفادة من سوق سريعة النمو لمثل هذه الخدمات في جنوب شرق آسيا.
وقال المصدران إن الاستحواذ المحتمل على حصّة 15 بالمئة في بنك "الشريعة" الإندونيسي من بنك "راكيات إندونيسيا" هو أحد الخيارات التي يدرسها مصرف "أبوظبي" الإسلامي.
وطلب المصدران المطلعان عدم الكشف عن هويتهما لأنّهما غير مصرّح لهما بالتحدث لوسائل الإعلام.
وأحجم مصرف "أبوظبي" الإسلامي عن التعليق. ولم يرد بنك "راكيات إندونيسيا" على طلب "رويترز" للتعليق.
ولفت السكرتير الإداري لبنك "الشريعة" الإندونيسي المملوك للدولة جوناوان هارتويو في بيان ردّاً على استفسارات "رويترز" إلى أن "ما يمكننا قوله هو أن المعلومات المذكورة أعلاه متاحة لمساهمينا".
وأوضحت المصادر أن المناقشات والمداولات لا تزال في مراحلها الأولى وليس هناك ما يضمن إتمام الصفقة.
ومنطقة جنوب شرق آسيا، التي تضم 11 دولة ويبلغ عدد سكانها أكثر من نصف مليار نسمة، هي سوق سريعة النمو للخدمات المصرفية الإسلامية.
ووفقاً لتقرير تطوير التمويل الإسلامي الذي نشرته هيئة الخدمات المالية في إندونيسيا العام الماضي، بلغت قيمة الأصول المالية المتوافقة مع الشريعة في إندونيسيا 163 مليار دولار في تموز (يوليو) من العام الماضي، بزيادة 13 بالمئة عن نفس الفترة من العام السابق.
ويعمل بنك "الشريعة" الإندونيسي على تعزيز وجوده في منطقة الشرق الأوسط حيث افتتح مكتباً تمثيلياً في مركز دبي المالي العالمي في أوائل كانون الثاني (يناير) 2022، قبل أن يحصل على الموافقة في آب (أغسطس) الماضي للتحول إلى فرع متكامل.
ويتطلّع البنك الذي يمثل الحجاج والمعتمرون الإندونيسيون غالبية عملائه إلى افتتاح فرع في السعودية، وفقاً لموقعه الإلكتروني.
وبحسب ما جاء في الموقع الإلكتروني، أنشأت إندونيسيا بنك "الشريعة" عبر دمج ثلاثة بنوك تعمل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية بهدف تحويله إلى واحد من بين أكبر عشرة بنوك إسلامية في العالم.
ويعد البنك ومقره جاكرتا سادس أكبر مصرف في إندونيسيا قياساً بحجم الأصول. وأظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن أسهم البنك المملوك للدولة ارتفعت بنحو 42 بالمئة منذ بداية العام لتنمو قيمته السوقية إلى نحو سبعة مليارات دولار.
ولمصرف "أبوظبي الإسلامي" الذي بلغت قيمة أصوله نحو 192.8 مليار درهم (52.51 مليار دولار) حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر) أنشطة خارج الإمارات في دول من بينها السعودية وبريطانيا ومصر، وفقاً لموقعه الإلكتروني.
وستكون الصفقة في حال إتمامها من بين أكبر صفقات القطاع المصرفي في جنوب شرق آسيا في السنوات القليلة الماضية.
وكانت أحدث الصفقات الكبيرة في القطاع المصرفي بالمنطقة هي بيع أنشطة الخدمات المصرفية للأفراد التابعة لسيتي جروب في إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام إلى بنك يونايتد أوفرسيز في سنغافورة في عام 2022 مقابل نحو 4.9 مليار دولار سنغافوري (3.59 مليار دولار).