مع اقتراب فصل الصيف، ترتفع درجات الحرارة ومعها فواتير الكهرباء ارتفاعاً كبيراً. ووفقاً لدراسة حديثة، من المتوقع أن تصل تكاليف الكهرباء في الولايات المتحدة خلال الفترة الممتدة من حزيران (يونيو) إلى أيلول (سبتمبر) إلى 719 دولاراً هذا العام، مقارنة بـ476 دولاراً للفترة قبل عشر سنوات.
هذا الأمر قد يجعل الأسر ذات الدخل المحدود تتردد قبل تشغيل مكيف الهواء. ولكن هل يؤدي إيقاف تشغيل المكيف عند مغادرة المنزل فعلاً إلى تقليل فاتورة الكهرباء؟ الإجابة على الأرجح لا.
ففي المناطق ذات المناخ المعتدل، قد يتسنى لك إيقاف تشغيل نظام التكييف لبضع ساعات يومياً، ما قد يؤدي إلى توفير الطاقة وتقليص التكاليف. لكن نجاح هذا الإجراء يعتمد على عدد من العوامل، بما في ذلك حجم وحدة التكييف وكفاءتها، جودة عزل المنزل، مستويات الرطوبة المحلية، مساحة السكن، وصيانة نظام التدفئة والتبريد المركزي.
بالنسبة إلى معظم الأشخاص، "لا يوفر المال"، كما يقول براد جال، مالك ومؤسس شركة "بي جي" للكهرباء وتكييف الهواء في أستراليا، موضحاً أن "المكيفات تعمل بكامل طاقتها في كل مرة يتم فيها تشغيلها، ما يؤدي إلى استهلاك كميات أكبر من الكهرباء بكثير مقارنة بالحفاظ على درجة الحرارة المرغوبة باستمرار".
في معظم الأسر، تُعد استراتيجية "خفض درجة الحرارة" الأكثر فعالية لتقليص التكاليف، كما يؤكد الخبراء. إليك ما يجب معرفته عن هذه الطريقة وكيف يمكن أن تُساعد في خفض فاتورة التكييف هذا الصيف.
عند إيقاف تشغيل جهاز التكييف بالكامل لفترة طويلة من اليوم، بخاصة في الأيام الحارة، ترتفع حرارة المنزل بسرعة، ما يضطر الجهاز للعمل بجهد أكبر عند إعادة تشغيله.
يقول الرئيس التنفيذي لشركة خدمات المنزل "تيترا" في نيوتن - ماساتشوستس، ماكس فيغبرغ إن "الأثاث والجدران قد تحفظ الحرارة لفترة طويلة، ما يجعل أنظمة التكييف تعمل بجهد إضافي لاستعادة درجة الحرارة المرغوبة بعد عودة السكان إلى المنزل". ويوضح فيغبرغ أن هذا النهج يكون مجدياً فقط عندما يكون الشخص خارج المنزل لمدة تزيد عن خمسة أيام، كخيار أثناء الإجازات.
ويضيف أن "تعديل درجة الحرارة استراتيجياً هو خيار أفضل للاستخدام اليومي، ويشمل رفع درجة حرارة المنزل بضع درجات مئوية أثناء الغياب خلال فترة العمل أو الدراسة، بالنسبة إلى معظم الأفراد ثم إعادتها إلى درجة ملائمة أكثر قبل العودة إلى المنزل".
وفي سياق الطقس البارد، ينصح بتخفيض درجة الحرارة لتكون أقرب ما يمكن إلى درجة الحرارة الخارجية، لتخفيف الضغط على النظام.
"إذا كنت تعود إلى المنزل بعد العمل وتشغل تكييف الهواء كثيراً، فهناك فرصة كبيرة لأن تلغي أي توفير قد تحققته بإبقاء الوحدة مغلقة طوال اليوم"، يقول شون مكلاوغلين الرئيس التنفيذي لشركة "إمبوريا" في كولورادو التي تقدم منتجات إدارة الطاقة المنزلية.
كيفية زيادة توفيراتك
الحفاظ على درجة الحرارة أعلى بدرجة فقط يمكن أن يوفر لك حوالى 3% من تكاليف الطاقة الشهرية بحسب ما تظهره البيانات. وتقول وزارة الطاقة الأميركية إنه لتحقيق توفير يصل إلى 10%، يجب أن تهدف إلى زيادة درجة الحرارة بين سبع إلى عشر درجات لمدة ثماني ساعات كل يوم. يمكن أن تؤدي هذه الاستراتيجية إلى المزيد من التوفير إذا كنت تعيش في مناخ أكثر ملاءمة، حيث لا تكون درجات الحرارة أو الرطوبة مفرطة.
هذا النهج لتوفير الطاقة ليس مجدياً اقتصادياً وحسب، بل يساهم أيضاً في الحد من استخدام الطاقة بطريقة مستدامة، ما يعود بالفائدة على البيئة أيضاً.
لكن تلك الاستراتيجيات قد تختلف تبعاً لظروف الطقس المحلية واعتماداً على تكاليف الطاقة وهيكل الأسعار في كل منطقة.
في إطار تعديل درجات الحرارة في المنازل، تأتي التقنيات الذكية لتسهيل الأمور. تمنحك الأجهزة الذكية القدرة على إعداد جداول زمنية دقيقة للتبريد لكل يوم من أيام الأسبوع. في أيام العمل، يمكنك رفع درجة الحرارة بضع درجات عند مغادرتك المنزل، ثم يبدأ النظام تبريد المنزل تدريجياً نحو درجة الحرارة المثالية لك قبل 30 دقيقة من عودتك. إذا لم تكن تملك درجة حرارة محددة، توصي إدارة الطاقة الأميركية باستخدام القيمة القاعدية 78 درجة (فهرنهايت) عندما تكون في المنزل لتحقيق أقصى قدر من التوفير، على الرغم من أن العديد يشعرون بالراحة عند درجة حرارة حوالى 75 درجة. وإذا كانت هذه الدرجة لا تزال مرتفعة بالنسبة إليك، فاستخدم مروحة السقف وتأكد من أنها تعمل باتجاه عقارب الساعة، لدفع الهواء البارد نحو الأسفل وتحسين التهوئة داخل المنزل.
يمكنك أيضاً المساعدة في توفير الطاقة من خلال تغيير فلاتر التكييف بانتظام، وضبط نظامك على الأقل مرة سنوياً، وتنظيف الوحدة والملفات من أي تراكمات. يعني ذلك إزالة الغبار ووبر الحيوانات الأليفة.
هناك طرق أخرى لتقليل الإنفاق على الطاقة هذا الصيف تشمل إغلاق الفجوات حول النوافذ والأبواب حيث يمكن أن يهرب الهواء البارد بسهولة، وتحسين عزل المنزل.
يمكنك أيضاً ترك الأبواب الداخلية مفتوحة لتحسين التدوير، والتأكد من إغلاق الستائر والأبواب. الستائر السوداء التي تساعد في حجب الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تحافظ على برودة منزلك أيضاً.
"كن على علم بأسعار الكهرباء بحسب الوقت في منطقتك الخدمية"، كما ينصح مكلاكلين. "يمكن لشركات الخدمات العامة أن تفرض ثلاثة إلى أربعة أضعاف السعر القياسي للطاقة المستخدمة خلال ساعات الذروة".