تماشياً مع عام الاستدامة واستراتيجية أبو ظبي لتغير المناخ، أبرمت هيئة البيئة - أبو ظبي مذكرة تفاهم مع شركة "توتال للطاقات"، تهدف إلى تعزيز التعاون بشأن تنفيذ برنامج للحفاظ على النظم البيئية الساحلية وإعادة تأهيلها للتخفيف من آثار التغير المناخي.
وقع الاتفاقيةالأمينة العامة لهيئة البيئة - أبو ظبي الدكتورة شيخة سالم الظاهري ورئيس شركة توتال للطاقات في الاستكشاف والإنتاج بدولة الإمارات العربية المتحدة سمير عمر.
آلية التعاون
سيقوم الطرفان بأبحاث ومراقبة وتقييم النظم البيئية الساحلية في أبو ظبي، وبعد ذلك وضع مبادئ توجيهية ومنهجية وخيارات التكلفة والعائد لاستعادة هذه الموائل.
وسيستخدم المشروع تكنولوجيا مبتكرة وحلولاً حديثة لإعادة تأهيل الموائل، بما في ذلك استخدام تقنية ROOT، وهي عبارة عن مجسمات ثلاثية الأبعاد تستنسخ نظام جذور أشجار القرم من خلال المحاكاة الحيوية، حيث تهدف هذه المجسمات إلى لعب دور مماثل لجذور أشجار القرم في تخفيف التيارات ومقاومة الأمواج والتقليل من تآكل الشواطئ، بالإضافة إلى جذب اللافقاريات والأسماك، ما سيعزز من التنوع البيولوجي في البيئة البحرية وعلى نحو مماثل سيتم استخدام الطائرات دون طيار وغيرها من التقنيات الحديثة لتعزيز معدلات نجاح عملية إعادة التأهيل.
التأثير العالمي وإعداد التقارير
يُعتبر الإبلاغ عن نتائج وإنجازات هذه الدراسة جزءاً من عملية إعداد التقارير الخاصة من هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة رقم 14: الحياة تحت الماء. وتسليط الضوء على أهمية استعادة البيئة للتخفيف من تغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والفوائد الاجتماعية والاقتصادية، وسيتم مشاركة النتائج عالمياً.
عمل جماعي وجيل للمستقبل
وبموجب هذه المبادرة، ستقوم هيئة البيئة – أبو ظبي بإشراك أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك شبكة المدارس التابعة لمبادرة المدارس المستدامة SSI، لزيادة فهم أهمية الحفاظ على الموائل الساحلية واستعادة النظم البيئية للكربون الأزرق بين الطلاب. وهذا من شأنه أن يعزز دورهم كقادة بيئيين ودعاة للمستقبل.
ولضمان امتداد تأثير المشروع إلى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، سيقوم الطرفان بتنظيم مؤتمر دولي حول الترميم وعرض إنجازات المشروع في فيلم وثائقي.
وفي السياق، أكدّت الظاهري أهمية هذا البرنامج في تعزيز دور النظم البيئية الساحلية، مثل أشجار القرم والأعشاب البحرية والمستنقعات المالحة، في التخفيف من تغير المناخ وعزل ثاني أوكسيد الكربون. كما تدعم هذه النظم البيئية الرفاه البيئي والإنساني، وتحمي السواحل، وتدعم التنوع البيولوجي، وتوفر فوائد اجتماعية واقتصادية. يعد الحفاظ على هذه النظم البيئية واستعادتها أمراً بالغ الأهمية، لأنها من بين أكثر النظم البيئية تعرضاً للتهديد على وجه الأرض.
ومن جانبه، قال عمر إن المشروع سيعمل على تقييم الحالة الموسمية وصحة النظم البيئية الساحلية في أبو ظبي وتحليل معدلات عزل الكربون ووضع إرشادات لإعادة التأهيل، والتي سيتم تطبيقها على النظم البيئية الساحلية المحلية والإقليمية (مناطق الكربون الأزرق) ويتماشى هذا المشروع مع إحدى ركائز مؤسستنا "المناخ والمناطق الساحلية والمحيطات".