انخفض إنتاج الطاقة الكهرومائية على مستوى العالم إلى أدنى مستوى له منذ 5 سنوات في العام الماضي. ويُعزى هذا الانخفاض إلى هطول أمطار أقل من المتوسط في مناطق متعددة، بما في ذلك الصين وأميركا الشمالية والهند. وقد أثّر هذا التراجع على توليد الطاقة المائية وأدّى إلى زيادة استخدام الوقود الأحفوري والانبعاثات في عام 2023.
وفقًا للمراجعة الإحصائية للطاقة العالمية التي نشرها معهد الطاقة البريطاني، بلغ توليد الطاقة المائية على مستوى العالم 4240 مليار كيلوواط/ساعة في عام 2023، مقارنةً بالرقم القياسي البالغ 4359 مليار كيلوواط/ساعة في عام 2020.
وعلى الرغم من الركود الذي شهدته الصناعة على مدى السنوات الثلاث الماضية، يُتوقع أن تشهد الطاقة المائية انتعاشًا في عام 2024. يُعزى ذلك إلى زيادة هطول الأمطار وذوبان الثلوج في المناطق الرئيسية، بالإضافة إلى النشر المتسارع لطاقة الرياح والطاقة الشمسية. هذه الخطوات ستساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقديم بيئة أكثر استدامة للمستقبل.
توليد الطاقة الكهرومائية العالمية
تَركّز توليد الطاقة المائية على مستوى العالم بشكل كبير في 7 دول فقط. تشمل هذه الدول الصين 30٪، البرازيل 9٪، كندا 9٪، الولايات المتحدة 6٪، روسيا 5٪، الهند 4٪، والنرويج 3٪.
في الصين، انخفض إنتاج الكهرباء بشكل كبير بسبب الجفاف الذي أثّر على نهر اليانغتسي وأنظمة الأنهر الأخرى. وفقًا للمراجعة الإحصائية، انخفض إنتاج الكهرباء في الصين بمقدار 96 مليار كيلوواط في الساعة في عام 2023، مقارنةً بما كان عليه قبل ثلاث سنوات، وهو ما يمثل 80٪ من التوليد المفقود عالميًا.
كما شهدت الولايات المتحدة وكندا والهند وروسيا انكماشًا حادًا في إنتاج الكهرباء المائية. في الولايات المتحدة، انخفض إنتاج الطاقة المائية إلى أدنى مستوى له منذ 22 عامًا بسبب الجفاف في الجزء الغربي من البلاد، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
الانتعاش المائي
تشهد مولّدات الطاقة المائية تحسنًا ملحوظًا هذا العام، حيث يُتوقع أن يؤدي هطول الأمطار الغزيرة وتساقط الثلوج في مناطق الإنتاج الرئيسية إلى زيادة قياسية في الإنتاج لمدة عام واحد.
في الصين، ارتفع توليد الطاقة بنسبة 16٪ في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024 مقارنة بعام 2023، وفقًا لبيانات المكتب الوطني للإحصاء. وتساهم الأمطار الموسمية الغزيرة في الجنوب والوسط في هذا الارتفاع، حيث يتمّ استغلال تدفقات الأنهر الكبيرة بفاعلية من خلال التوربينات الحديثة.
أما في البرازيل، سجّلت مولّدات الطاقة المائية رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ 206 مليارات كيلوواط في الساعة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 199 مليار كيلوواط في الساعة.
تخزّن الخزانات المتصلة بنظام نقل الكهرباء الرئيسي في البرازيل ما يكفي من المياه لتوليد 101 مليار كيلوواط في الساعة في نهاية حزيران (يونيو). وعلى الرغم من انخفاض التخزين مقارنة بالعام الماضي، إلّا أنه يعدّ الأعلى منذ عام 2012.
وفي الولايات المتحدة، يشهد توليد الطاقة المائية تعافيًا من أدنى مستوياته في العام الماضي، حيث يتوقع أن يرتفع بنسبة 6٪ في عام 2024.
تعتبر الطاقة المائية بديلاً نظيفًا عن الوقود الأحفوري، وقد تلعب دورًا مهمًّا في تقليل انبعاثات الكربون. إذا تمّ دمج هذا الانتعاش المائي مع توسع مزارع الرياح والطاقة الشمسية، فقد يكون لها تأثير إيجابي أكبر على البيئة.
وإذا كان الانتعاش المائي كبيرًا بالقدر الكافي، وكان مصحوبًا بانتشار سريع ومستمر لمزارع الرياح والطاقة الشمسية، وكلاهما يبدو محتملًا، فقد يكون كافيًا لخلق ذروة في حرق الفحم وانبعاثات الوقود الأحفوري، على الأقل موقتا.