النهار

الدّرع الأخضر: كيف تتصدّى الغابات لتحدّيات التغيّر المناخي
المصدر: النهار العربي
تُسلّط دراسة حديثة الضوء على الدور الحيوي للغابات كمخازن للكربون في مكافحة التغّير المناخي، على الرغم من العقبات الإقليمية مثل التجريف والحرائق. تعتبر الغابات حارسًا قويًا ضد التغيرات المناخية.
الدّرع الأخضر: كيف تتصدّى الغابات لتحدّيات التغيّر المناخي
الغابات تحارب التغير المناخي
A+   A-
تُسلّط دراسة حديثة الضوء على الدور الحيوي للغابات كمخازن للكربون في مكافحة التغّير المناخي، على الرغم من العقبات الإقليمية مثل التجريف والحرائق. تعتبر الغابات حارساً قوياً ضد التغيرات المناخية.

في هذه الدراسة التي شارك فيها علماء من 11 دولة، تم تأكيد "الدور الحاسم للغابات في مكافحة التغير المناخي" والمخاطر المتعددة التي تهدد هذه المخازن الكربونية الهامة للأرض. وقد وصف أحد العلماء الدراسة بأنها "مبتكرة".

أعلنت خدمة الغابات الأميركية  USFS، الجهة المسؤولة عن البحث الذي نُشر في مجلة Nature، يوم الأربعاء: "رغم التحديات الإقليمية مثل التجريف والحرائق، لا تزال الغابات قوة مؤثّرة في معركة التغّير المناخي”. وأضافت: “هذه النظم البيئية الحيوية قد امتصت ثاني أوكسيد الكربون امتصاصاً متواصلاً على مدى الثلاثين سنة الماضية، حتى مع الاضطرابات التي أثرت على قدرتها".

تكشف الدراسة عن استمرار الغابات في امتصاص ثاني أوكسيد الكربون على مدى الثلاثين عاماً الماضية، "حتى مع انخفاض قدرتها على الامتصاص".

بعد تحليل القياسات الأرضية طويلة الأمد والبيانات المستقاة من الاستشعار عن بعد، توصّل الباحثون إلى أن "الغابات تمتص بمعدل 3.5 ± 0.4 مليار طن متري من الكربون سنوياً، وهو ما يمثل تقريباً نصف الانبعاثات الناتجة من حرق الوقود الأحفوري خلال الفترة من 1990 إلى 2019".
وفقاً لـUSFS، من النتائج الرئيسية الأخرى للدراسة:
 
تعاني الغابات الشمالية في نصف الكرة الشمالي، والتي تشمل مناطق مثل ألاسكا وكندا وروسيا، تراجعاً كبيراً في قدرتها على امتصاص الكربون بنسبة 36%، ويرجع ذلك إلى زيادة الاضطرابات الناجمة عن حرائق الغابات، وتفشّي الحشرات، وارتفاع درجات حرارة التربة.
كما تأثرت الغابات الاستوائية بانخفاض قدرتها على امتصاص الكربون بنسبة 31% بسبب إزالة الغابات. لكن إعادة النمو في الأراضي الزراعية المهجورة والمناطق المقطوعة ساهمت في تعويض هذه الخسائر جزئياً، ما أدى إلى استقرار صافي تدفق الكربون في المناطق الاستوائية. بينما شهدت الغابات المعتدلة زيادة بنسبة 30% في قدرتها على امتصاص الكربون، ويرجع ذلك أساساً إلى مبادرات إعادة التشجير الواسعة، خصوصاً في الصين. من التوصيات الهامة للدراسة، العمل على خفض إزالة الغابات، وتشجيع إعادة التشجير، وتحسين طرق حصاد الأخشاب لتقليل الانبعاثات الناتجة من قطع الأشجار والأنشطة المتعلقة بها".
 
 
وقد خسر العالم حوالي 3.7 ملايين هكتار من الغابات الاستوائية الأولية في العام الماضي، وهو ما يعادل تقريباً 10 ملاعب كرة قدم كل دقيقة، وفقاً لبيانات من تحليل الأراضي العالمية ومختبر ديسكفر بجامعة ميريلاند. وعلى الرغم من أن هذا يمثل انخفاضاً بنسبة 9% في إزالة الغابات مقارنة بعام 2022، إلا أن المعدل الإجمالي لإزالة الغابات يظل مشابهاً لما كان عليه في عامي 2019 و2021. وأدى قطع الأشجار إلى إطلاق 2.4 جيغا طن متري من تلوث المناخ في الغلاف الجوي في عام 2023، وهو ما يعادل تقريباً نصف الانبعاثات السنوية في الولايات المتحدة من حرق الوقود الأحفوري.
 

اقرأ في النهار Premium