تتواصل الآثار المُترتبة على العطل التقني الكبير الذي وقع يوم الجمعة 19 تموز (يوليو)، مُخلّفًا تأثيرات ملموسة على نطاق واسع. وقد لفت أحد الخبراء في مجال الأمن الإلكتروني الانتباه إلى أن هذا الحادث يُعتبر الأكبر في تاريخ صناعة تكنولوجيا المعلومات، وقد أدّى إلى إلغاء أكثر من 5000 رحلة جوية وعرقلة الأعمال في مجالات مُتعدّدة تتراوح بين البيع بالتجزئة وصولاً إلى خدمات التوصيل والرعاية الصحية.
من جانبها، قدّمت شركة "كراود سترايك" اعتذارها، ولكنها لم تُوضح ما إذا كانت ستقدّم تعويضات للعملاء المتأثرين أم لا. وعندما استفسرت CNN عن خطط الشركة للتعويض، لم تتلق إجابة واضحة. ويعتقد الخبراء أن من المحتمل أن ترتفع المطالبات بالتعويضات، وقد تظهر دعاوى قضائية نتيجة لذلك.
يتفق الخبراء إلى حدّ كبير على أن من السابق لأوانه الحصول على تعامل حازم مع ثمن تعطّل الإنترنت العالمي يوم الجمعة. لكن هذه التكاليف يمكن أن تتجاوز مليار دولار بسهولة، كما قال باتريك أندرسون، الرئيس التنفيذي لمجموعة أندرسون الاقتصادية، وهي شركة أبحاث في ميشيغان متخصصة في تقدير التكلفة الاقتصادية لأحداث مثل الإضرابات وغيرها من اضطرابات الأعمال.
وتشير تقديرات شركته إلى أن التكلفة الاقتصادية للخرق الأمني الأخير الذي تعرّضت له شركة CDK Global، وهي شركة برمجيات تخدم تجار السيارات في الولايات المتحدة، قد بلغت مليار دولار. وعلى الرغم من أن هذا الانقطاع استمر لمدة تقارب الثلاثة أسابيع، إلّا أنه كان محصورًا في قطاع محدّد.
وأوضح أندرسون: "هذا الانقطاع يؤثر على عدد أكبر من المستهلكين والشركات بشكل يتراوح بين المضايقة البسيطة والاضطرابات الجسيمة، مما تنتج منه تكاليف باهظة لا يسهل تعويضها". وأضاف أن التكاليف قد تكون باهظة بشكل خاص بالنسبة لشركات الطيران، نظرًا لخسارة الإيرادات من الرحلات الملغاة والتكاليف الإضافية للعمالة والوقود للطائرات التي أقلعت ولكن تأخّرت بشكل كبير.