أعلنت شركة "سامسونغ" الكورية الجنوبية العملاقة الأربعاء، عن ارتفاع أرباحها التشغيلية 15 مرّة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام 2024، بفضل انتعاش في أسعار الرقائق وزيادة الطلب على منتجاتها المستخدمة في برامج الذكاء الاصطناعي.
وفي الفترة الممتدة بين نيسان (أبريل) وحزيران (يونيو)، وصلت أرباح "سامسونغ" التشغيلية إلى 10,44 تريليون وون (7,57 مليارات دولار) مقارنة بـ 670 مليار وون في العام السابق، بحسب بيان للشركة.
وتجاوزت هذه النتائج توقعات المحلّلين، وشكّلت قفزة بنسبة 1462,29% على أساس سنوي.
ويرجع جزء من هذا النجاح إلى "الزيادة في متوسط سعر بيع" مساحات الذاكرة و"المبيعات القوية لألواح أوليد OLED"، المستخدمة في الشاشات، وفق الشركة.
وارتفعت مبيعات "سامسونغ إلكترونيكس" بنسبة 23,4% على أساس سنوي لتصل إلى 74 مليار وون (53,56 مليار دولار).
و"سامسونغ إلكترونيكس" هي الشركة الرئيسية التابعة لمجموعة "سامسونغ"، أكبر تكتل من الشركات التي تديرها عائلات في رابع أكبر اقتصاد في آسيا.
وتُعدّ شركة التكنولوجيا العملاقة أحد أكبر منتجي أشباه الموصلات التي تبرز راهناً في الاقتصاد العالمي، وتُستخدَم في مختلف الأدوات، من الأجهزة المنزلية وصولاً إلى الهواتف المحمولة والسيارات والأسلحة.
وارتفع الطلب على المكوّنات المتقدمة المستخدمة في أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، بفضل نجاح برنامج "تشات جي بي تي" ومنتجات أخرى تُعنى بالذكاء الاصطناعي.
وتُعدّ "سامسونغ" أيضاً أحد المنتجين العالميين القلائل الذين يصنّعون HBM (ذاكرة النطاق الترددي العالي)، المستخدمة بشكل خاص في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وأشار نائب رئيس الشركة المسؤول عن تخزين البيانات كيم جاي جون، في تصريح صحافي، إلى أن مبيعات ذاكرة النطاق الترددي العالي ارتفعت بنسبة 50% في الربع الثاني مقارنة بالربع السابق.
وقال: "تلقّينا طلبات من زبائننا أعلى بأربع مرّات تقريباً من طلبات العام السابق".
وقالت شركة التكنولوجيا العملاقة في بيانها إنها ستستجيب "بشكل فعّال للطلب على المنتجات ذات القيمة المضافة العالية المستخدمة في الذكاء الاصطناعي"، وستزيد من قدراتها الإنتاجية "لزيادة حصة مبيعاتها من اتش بي ام 3ايه HBM3E".
وفي بداية تموز (يوليو)، عرضت "سامسونغ" خططها لدمج الذكاء الاصطناعي في سلسلة كاملة من المنتجات.
وقالت المسؤولة في شركة "موديز رييتينغز" غلوريا تسوين "إنّ الجودة الائتمانية العالية لشركة "سامسونغ إلكترونيكس" كانت مدعومة بأرباحها القوية هذا العام ومدفوعة بالانتعاش في دورة شرائح الذاكرة".
وأضافت: "إن تطوير رقائق للذكاء الاصطناعي وتعزيز أنشطتها لجمع الاموال يتّسمان بأهمية كبيرة لناحية موقعها القيادي في المجال التكنولوجي وفي أرباحها على مدار الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة".
إضراب وأشباه الموصلات
من ناحية أخرى، شهدت المجموعة الكورية الجنوبية إضراباً عاماً غير مسبوق و"لأجل غير مسمّى"، أطلقته في العاشر من تموز (يوليو) نقابة تمثل أكثر من خمس إجمالي القوى العاملة في الشركة، لإجبار الإدارة على التفاوض معهم بشأن مسائل عدة أبرزها الرواتب.
وانضمّ آلاف الموظفين إلى الإضراب عند إطلاقه، لكن عدد المضربين ليس معروفاً في المرحلة الراهنة.
وأشارت "سامسونغ" الأربعاء إلى أنها تتناقش "لضمان انتهاء هذا الإضراب النقابي سريعاً"، موضحة أنها لا تواجه "أي مشكلة" في الاستجابة لطلبات الزبائن.
إلّا أن النقابة الرئيسية للمجموعة تحدثت عن مشاكل في عمليات الإنتاج.
وفي حديث إلى وكالة "فرانس برس"، قال نائب رئيس النقابة الوطنية لشركة "سامسونغ الكترونيكس" لي هيون كوك: "نتلقّى معلومات من أعضائنا تفيد بأن الإضراب يؤثر على الإنتاج".
وتُعدّ أشباه الموصلات أهم صادرات كوريا الجنوبية، إذ حققت 13,4 مليار دولار في حزيران (يونيو)، وهو أعلى مستوى منذ عامين تقريباً، بحسب الإحصاءات الرسمية. وهو ما يمثل خمس إجمالي صادرات البلاد.
ووقّعت "سامسونغ" عقداً بقيمة 6,4 مليارات دولار من الولايات المتحدة في نيسان (أبريل) الفائت، لإنتاج رقائق إلكترونية متطورة في تكساس.
وفي الشهر نفسه، أعلنت شركة "آي دي سي" المتخصصة أنّ "سامسونغ" استعادت في الربع الأول من العام 2024 مكانتها كأهم مورّد للهواتف الذكية، مطيحةً بذلك بمنافستها الأميركية "أبل".