شهدت آسيا، التي تُعدّ المركز الرئيسي لشراء النفط عالميًا، انخفاضًا في واردات النفط الخام لتصل إلى الحدّ الأدنى خلال العامين الماضيين في شهر تموز (يوليو) . هذا الانخفاض جاء نتيجة لتراجع الطلب من قِبل الصين والهند، وهما من أكبر المستوردين في المنطقة. وفي تقرير صادر عن مجلة "أويل برايس" المُتخصّصة في شؤون الطاقة، أشار إلى هذا التطور في عددها الأخير.
تباطؤ واردات الهند، الذي يُعزى جزئيًا إلى تأثير موسم الرياح الموسمية على الطلب، يُعدّ أحد الأسباب. لكن السبب الأكبر للقلق يكمن في الأداء الصيني، الذي لم يرق إلى توقعات المستثمرين في سوق النفط لهذا العام، ما أثار مخاوف بشأن الطلب المستقبلي في ظل الوضع الاقتصادي الهش، الأزمة العقارية المستمرة، والطلب المنخفض على الوقود.
في تموز (يوليو)، بلغت واردات آسيا من النفط الخام حوالى 24.88 مليون برميل يوميًا، وهو أقل مستوى يومي منذ تموز (يوليو) 2022، بتراجع نسبته 6.1% مقارنةً بالشهر السابق، وفقًا لبيانات من شركة "إل إس إي جي" العالمية لأبحاث النفط.
وتُظهر الأرقام، أن واردات النفط الخام في آسيا قد انخفضت هذا العام مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، بمعدل 26.78 مليون برميل يوميًا من كانون الثاني (يناير) إلى تموز (يوليو) ، وهو انخفاض بمقدار 340 ألف برميل يوميًا عن الأشهر السبعة الأولى من عام 2023.
وتُشير التقديرات إلى أن واردات النفط الخام الصينية قد تنخفض بنسبة 2.1% أو بمقدار 240 ألف برميل يوميًا في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى تموز (يوليو) مقارنةً بالعام السابق. وقد أكدّت البيانات الرسمية لشهر تموز (يوليو) أن الأرقام تقترب من تقديرات "إل إس إي جي" البالغة 10.53 ملايين برميل يوميًا.
أثّر ضعف الطلب في الصين وتباطؤ وارداتها على أسعار النفط عالميًا خلال الأشهر الأخيرة، وغالبًا ما كان لها تأثير أكبر من التوترات في الشرق الأوسط والتغيّرات في مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة.
وتُظهر الإحصائيات الأخيرة أن واردات الصين من النفط الخام قد انخفضت بنسبة 11% في حزيران (يونيو) من مستوى قياسي مرتفع في الشهر نفسه من عام 2023، وهو ما يعكس الطلب المنخفض على الوقود وانخفاض معدلات التشغيل في مصافي التكرير المستقلة. وفي النصف الأول من عام 2024، انخفضت واردات النفط الخام بنسبة 2.3% مقارنةً بالنصف الأول من العام الماضي، وفقًا لبيانات الإدارة العامة للجمارك في الصين.