ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية عالمياً إلى 14.3 مليون وحدة عام 2023، محققة نسبة نمو 36% مقارنة بعام 2022 الذي بيعت خلاله 10.5 ملايين سيارة، و6.6 ملايين سيارة في 2021، ومتوقع نمو المبيعات بنسبة سنوية 18.5% خلال العام الجاري، لتصل إلى 17.5 مليون مركبة، وفقاً للتقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة "ريستاد إنرجي" في شباط (فبراير) الماضي.
ونمو الطلب على السيارات الكهربائية يدفعنا لطرح بعض الأسئلة، مثل كيف تساهم السيارة الكهربائية في توفير المال؟ وما هي مزايا السيارات الكهربائية وعيوبها؟ ومن هم أكبر منتجي السيارات الكهربائية في العالم؟.
وتبلغ نسبة مبيعات السيارات الكهربائية من إجمالي مبيعات السيارات عالمياً خلال 2023 نحو 15.4%، حيث تقدر مبيعات السيارات العالمية خلال عام 2023 بنحو 92.4 مليون وحدة، بما في ذلك 88.8 مليون مركبة خفيفة، بنمو 10.8% عن مبيعات 2022 البالغة 80.2 مليوناً، بحسب مؤسسة ووردز إنتليجينس للأبحاث والاستشارات العالمية في مجال السيارات وتكنولوجيا السيارات، وتتوقع وكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال موبيليتي" للأبحاث والتقييم الائتماني انخفاض مبيعات السيارات عالمياً إلى 88.3 مليون سيارة بنهاية عام 2024 الجاري.
• كيف توفر المال عند شراء سيارة كهربائية؟
1- الكهرباء أرخص من المحروقات
تقول وزارة الطاقة الأميركية عبر موقعها الرسمي: "يمكن أن تكلّف قيادة السيارة الكهربائية نحو نصف تكلفة قيادة السيارة التي تعمل بالبنزين أو الديزل"، حيث يدفع سائقو المركبات الكهربائية في الولايات المتحدة الأميركية 1.22 دولار لقطع المسافة نفسها التي يمكن أن تقطعها سيارة تقليدية بغالون من البنزين، الغالون يعادل 3.78 ليترات، قيمته 5 دولارات.
وأضافت الوزارة أن أسعار الكهرباء أقل تكلفة من أسعار البنزين، كما تتمتع أسعار الكهرباء بالاستقرار، مقابل تقلبات في أسعار البنزين التي ارتفعت خلال العقد المنتهي في عام 2022 من 1.5 دولار إلى 5 دولارات للغالون الواحد، فيما يقدر سعره يوم 6 نيسان (أبريل) الجاري بـ3.88 دولارات للغالون الواحد، عندما تأثرت أسعار الطاقة عالمياً جراء التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا.
2- الإعفاءات من الرسوم والجمارك
جميع الدول تقدم حوافز مالية وغير مالية مُغرية لحث مواطنيها على اقتناء سيارات كهربائية، للحفاظ على البيئة والمساهمة في الحد من الانبعاثات الكربونية، وأبرز هذه الحوافز هي الإعفاءات الجمركية والضريبية، وتخفيضات رسوم تسجيل المركبات.
ومن أمثلة حوافز الدول المالية للمواطنين، تقدم إيطاليا حوافز مالية تتخطى 13,750 يورو لشراء سيارة كهربائية جديدة، بشرط أن يكون دخل الأسرة أقل من 30 ألف يورو سنوياً، وأن يتم التخلص من السيارة القديمة التي يزيد عمرها عن 20 عاماً وتنتج منها انبعاثات كربونية، أما إسبانيا فتقدم مكافأة تصل إلى 7,000 يورو لشراء سيارة كهربائية، مع خصم إضافي بنسبة 10% للمشتريين في المناطق الريفية مكافأة لهم، كما تقدم فرنسا برنامجاً لتأجير السيارات الكهربائية برسوم شهرية تبدأ من 100 يورو، ويستهدف البرنامج الأشخاص الذين يقل دخلهم السنوي عن 15,400 يورو ويقطعون مسافة لا تقل عن 15 كم يومياً للذهاب إلى العمل.
أما في الدول العربية، فتقدم سلطنة عمان خصومات على الرسوم والجمارك عند شراء سيارة كهربائية جديدة، وكذلك مصر تطبق نظام "صفر جمارك" على السيارات الكهربائية الجديدة أو المستعملة التي لا يزيد عمرها عن 5 سنوات، كما تسعى دول مثل السعودية والإمارات والكويت وقطر لتوسيع شبكات الشحن الكهربائية وتطوير البنية التحتية لخدمة هذه السيارات، في إطار خطط حكومية للتحول نحو السيارات الكهربائية النظيفة.
3- تكلفة صيانة منخفضة وأعطال أقل
تحتوي السيارات التي تعمل بالغاز على أكثر من 2,000 قطعة متحركة، فيما المركبات الكهربائية بها 20 قطعة فقط، وعليه تواجه السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي خطر مواجهة مشكلات في الصيانة أعلى 100 مرة من نظيرتها التي تعمل بالكهرباء، ويتكبد مالكها مدفوعات غير مخطط لها عند زيارته لمراكز الصيانة، كما أن تكلفة تغيير قطع المكابح أو إعادة ربط مكونات الجر في السيارات الكهربائية تقدر بنحو 10% فقط مقارنة بمثيلتها من السيارات العاملة بالوقود الأحفوري، بحسب وكالة (MCE) الأميركية المتخصصة في تقديم حلول الطاقة النظيفة.
وتمثل البطاريات في السيارات الكهربائية ما بين 60% إلى 70% من إجمالي سعر السيارة، ويمتد عمر البطارية الافتراضي بين 8 إلى 13 عاماً، ثم ينخفض أداء البطارية ما بين 10% إلى 15% بعد 8 سنوات من الاستخدام، وفي هذه الحالة لا يتم الاستغناء عنها بالكامل، بل يمكن استبدال الخلايا التالفة فيها بأخرى جديدة.
4- مواقف مجانية
في معظم البلدان الأوروبية وبعض البلدان العربية، يدفع سائق السيارة التقليدية رسوماً لأماكن إيواء السيارات، خصوصاً في المناطق الكثيفة الإشغال مثل المناطق الإدارية والأماكن التجارية ومناطق مراكز التسوق والمراكز الصحية وغيرها، لكن السيارات الكهربائية تتمتع بميزة 0% رسوماً لمواقف السيارات، وهذا مطبق في بعض المدن الأميركية والدول الأوروبية.
5- تكلفة تأمين أقل
تكلفة التأمين على السيارات الكهربائية تكون عادة أقل من تكلفة التأمين على السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري لأربعة أسباب، أولها أن تكلفة الصيانة في السيارات الكهربائية أقل، وبالتالي تكون أقل عرضة للحوادث والأضرار.
والسبب الثاني هو انخفاض احتمالية حدوث حرائق؛ لأن السيارات الكهربائية ليست مزودة بمحركات تعمل بنظام الاحتراق الداخلي، وبالتالي فإن احتمالية حدوث حرائق نتيجة تسرب الوقود أو اشتعاله أقل.
وثالثاً أن السيارات الكهربائية تأتي مع تكنولوجيا أمان متقدمة، مثل نظام الفرامل المانع للانغلاق ونظام التحكم الديناميكي في الاستقرار والأنظمة الذكية لمساعدة السائق في القيادة، هذا يقلل من احتمالية وقوع حوادث.
ورابعاً وأخيراً تقدم بعض الدول حوافز لمالكي السيارات الكهربائية، مثل تخفيضات على الرسوم والضرائب وتوفير مواقف مجانية للشحن. هذا يساهم في تقليل تكلفة التأمين.
• ما هي عيوب السيارات الكهربائية؟
1- باهظة الثمن
تعتمد السيارات الكهربائية على تكنولوجيا حديثة ومتطورة، وهذا يجعل ثمنها مرتفعاً عن سعر نظيرتها التقليدية التي تعمل بالبنزين أو الديزل، فمتسوط سعر السيارة الكهربائية الواحدة يتراوح بين 15 إلى 40 ألف دولار، وهذا للفئات المتوسطة، أما السيارات الفاخرة فيتخطى ثمنها الـ100 ألف دولار.
2- محدودية محطات الشحن
لا تزال معظم البلدان، سواء الأوروبية أو العربية، تعاني نقصاً حاداً في عدد محطات شحن السيارات الكهربائية، لذلك يفضل أغلب مالكي هذه النوعية من السيارات الاعتماد على الشحن البطيء في المنزل قبل الخروج للعمل، لكن يزداد الأمر صعوبة في حالات السفر، فليس من السهل الوصول لمحطة شحن سريعة لإعادة شحن البطارية من جديد، لذلك ثمة تطبيقات تساعد قائدي السيارات الكهربائية على معرفة أماكن محطات الشحن السريع داخل نطاق الدولة، وينصح بتفقد هذه التطبيقات قبل السفر، لضمان الوصول بأمان إلى الوجهة المطلوبة.
3- بروتوكولات الشحن
تعتمد كل دولة بروتوكول شحن خاصاً بها، وفي الغالب تعتمد دول أوروبا بروتوكول شحن موحداً، فيما تعتمد الصين بروتوكول شحن خاصاً بها، وهنا تكمن المشكلة، لأنك قد تجد محطة الشحن السريع لكن تُصدم أن المحطة لا تقدم الخدمة لبروتوكول الشحن الخاص بسيارتك، لذلك لا بد من التأكد قبل الشراء من أن بروتوكول شحن سيارتك يتفق مع بروتوكولات الشحن المعتمدة داخل الدولة.
4- البطاريات وقطع الغيار باهظة الثمن
كما ذكرنا سلفاً، فإن البطارية تشكّل من 60% إلى 70% من إجمالي ثمن السيارة الكهربائية، وبالتالي إذا فسدت البطارية وأصبح من الصعب تصليح الأجزاء التالفة فيها، فمن الأفضل شراء سيارة جديدة بدلاً من شراء بطارية جديدة، لكن ثمة بارقة أمل في هذا الأمر، وهي أن بعض الشركات الصينية الجديدة أصبحت توفر خدمة استبدال بطارية السيارة المنتهية بأخرى جديدة مشحونة، وبالتالي لن تحتاج مستقبلاً لشراء بطارية جديدة كلياً.
وبجانب غلاء أسعار البطاريات، فإن قطع الغيار من المكونات الإلكترونية عادة ما تكون باهظة الثمن، تحديداً في البلدان النامية التي لا تصنع هذه القطع الإلكترونية، فيضطر مالك السيارة الكهربائية لاستيرادها وتحمل تكاليف الشراء والشحن والجمارك.
5- ندرة مراكز صيانة السيارات الكهربائية
تعاني البلدان العربية تحديداً ندرة مراكز صيانة السيارات الكهربائية، الأمر الذي يجعل تكلفة الصيانة مرتفعة نظراً لارتفاع الطلب على الخدمة ونقص المعروض.
6- انبعاثات محطات شحن السيارات الكهربائية
من المفارقة أن السيارات الكهربائية صديقة للبيئة، لكن محطات الشحن السريع للسيارات الكهربائية تصدر عادة كميات كبيرة من الانبعاثات الكربونية، وهذا لأن معظم هذه المحطات لا تزال تعمل بالغاز لتوفير الطاقة اللازمة.
• أكبر 3 شركات مبيعاً للسيارات الكهربائية عالمياً
نشرت فايننشال تايمز تقريراً في كانون الثاني (يناير) الماضي أوضح أن شركة تسلا تفوقت في مبيعات السيارات الكهربائية في 2023، بينما شركة بي واي دي الصينية (BYD) تفوقت من حيث إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة والذي تخطى 3 ملايين سيارة.
وفي ما يخص السيارات الكهربائية، باعت تسلا 1.81 مليون سيارة كهربائية العام الماضي، مقابل 1.58 مليون سيارة كهربائية لبي واي دي، و394 ألف سيارة كهربائية لفولكس فاغن.