عوائد اقتصادية هامة
وفي ضوء ذلك يقول الخبير والمحلل المالي والاقتصادي وضاح الطه، في تصريحات خاصة لـ "النهار العربي" إن تعزيز قطر إمدادات الطاقة إلى أوروبا وآسيا في ضوء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية سيؤدي إلى مكاسب اقتصادية هامة بشكل مستقر ومستدام وإيجابي.
أضاف أن أبرز العوائد الاقتصادية المتوقعة تتمثل في زيادة المبيعات وخلق فوائض في الموازنة والميزان التجاري القطري، بالإضافة إلى المساهمة في تسريع تطوير حقل الشمال الأكبر في العالم من حيث الاحتياطات وزيادة الإنتاج وأسطول الغاز المسال، وهذا بشكل عام يدعم استراتيجية قطر نحو التنوع وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية وغير الغازية في الناتج المحلي الإجمالي.
وأشار إلى أنه قبيل الحرب الروسية الأوكرانية كانت روسيا تهيمن على الحصة الأكبر في سوق الغاز الأوروبي بواقع أكثر من 30 إلى 35 في المئة وخصوصاً في ألمانيا، ولكن النزاع دفع أوروبا إلى محاولة تغيير مصادرها، ولجأت خصوصاً إلى قطر والولايات المتحدة والجزائر.
صندوق النقد وتوقعات إيجابية
ويرى صندوق النقد الدولي أن قطر لا تزال تبدي قدرة كبيرة على الصمود في مواجهة الضبابية العالمية والتوتر الجيوسياسي.
مقومات داعمة لقطر
واستكمالًا لذلك يؤكد خبير اقتصادات الطاقة، نهاد إسماعيل، في تصريحات خاصة لـ"النهار"، أن قطر تساهم في سد الحاجة الأوروبية للغاز الطبيعي المسال، حيث تتميز بأنها المنتج الأقل كلفة في العالم وبهذا لديها قدرة أكثر تنافسية تجعلها مصدراً مضموناً وجاذباً للطاقة في أوروبا التي تحاول الاستغناء الكلي عن روسيا.
وعن الانعكاسات الجيوسياسية على قطر فيما يتعلق بالطاقة، لفت إلى أن اضطرابات البحر الاحمر لم تؤثر كثيرًا على قطر باستثناء توقيف الناقلات لفترة وجيزة، وهو ما أوضحته وحدة البحوث الاقتصادية التابعة لمجلة "إيكونوميست" البريطانية والتي أشادت في نيسان (أبريل) 2024، بصمود الاقتصاد القطري أمام التحديات، وأشارت إلى رؤية 2030 القطرية التي ترسم استراتيجية تطوير وتنويع الاقتصاد والتنمية وخلق بيئة جاذبة للاستثمار.
وأوضح أن التعاون الأوروبي القطري يعود لسنوات قبل الحرب الروسية الاوكرانية، حيث تم توقيع اتفاق تعاون عام 2018 لتعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية ورفع وتيرة التعاون في مجال الأبحاث والابتكار، وهو ما يتفق مع الجهود القطرية لتحقيق أهداف رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد.