النهار

النهار

تغيّر المناخ يهدّد الدخل العالمي بحلول عام 2049 وفقاً لدراسة جديدة
المصدر: النهار العربي
تتوقّع دراسة أجراها معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثير المناخ، خسارة الدخل العالمي بنسبة 19% بسبب تغيّر المناخ خلال 25 عامًا، بتكلفة 38 تريليون دولار أميركي سنويًا بحلول عام 2049.
تغيّر المناخ يهدّد الدخل العالمي بحلول عام 2049 وفقاً لدراسة جديدة
تعبيرية: إنعكاسات التغيرات المناخية على الاقتصاد العالمي
A+   A-
تتوقّع دراسة أجراها معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثير المناخ، خسارة الدخل العالمي بنسبة 19% بسبب تغيّر المناخ خلال 25 عامًا، بتكلفة 38 تريليون دولار أميركي سنويًا بحلول عام 2049.

ومن المتوقع أن يخسر الاقتصاد العالمي حوالى 19 % من الدخل خلال السنوات الـ25 المقبلة بسبب تغيّر المناخ، حيث تكون البلدان الأقل مسؤولية عن المشكلة ولديها الحدّ الأدنى من الموارد للتكيّف مع التأثيرات التي تعاني أكثر من غيرها، وفقاً لدراسة جديدة نُشرت خلال شهر نيسان ( أبريل) الماضي.

وقالت الدراسة التي أجراها علماء في معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثير المناخ، إن تأثيرات المناخ قد تكلّف الاقتصاد العالمي حوالى 38 تريليون دولار أميركي سنويًا بحلول عام 2049.

ونظر الباحثون في البيانات التفصيلية المُتعلّقة بالطقس والاقتصاد من أكثر من 1600 منطقة على مستوى العالم، والتي تغطي الأربعين عامًا الماضية.

وقالوا إن خسارة الدخل العالمي يمكن أن تتراوح بين 11% و29%، اعتماداً على السيناريوهات المناخية المختلفة والشكوك في البيانات.

وأشار الباحثون، أن الخسارة المتوقعة هائلة، وهي بالفعل تزيد بنحو 6 أضعاف عن تكلفة تقليل انبعاثات الكربون، بما يكفي لإبقاء متوسط ارتفاع درجة الحرارة أقل من درجتين مئويتين.

وتعود هذه الأضرار الاقتصادية في معظمها إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة. ومع ذلك، عندما أخذ الباحثون في الاعتبار أيضًا عوامل أخرى مثل الأمطار والعواصف، زادت الأضرار الاقتصادية المتوقعة بنحو 50% وتباينت أكثر من منطقة إلى أخرى.

وفي حين أن من المتوقع أن تعاني معظم مناطق العالم اقتصادياً بسبب هذه التغيّرات، إلّا أنهم قالوا إن المناطق القريبة من القطبين قد تشهد بعض الفوائد بسبب قلّة التقلّب في درجات الحرارة.

ومن ناحية أخرى، من المرجح أن تكون المناطق الأكثر تضرّراً هي تلك الأقرب إلى خط الاستواء، والتي ساهمت تاريخياً بشكل أقل في الانبعاثات العالمية ولديها دخل أقل حالياً.

ومن المتوقع أن تعاني البلدان الأقل مسؤولية عن تغيّر المناخ من خسارة في الدخل تزيد بنسبة 60% عن البلدان ذات الدخل المرتفع، و40% أكبر من البلدان ذات الانبعاثات الأعلى. وقال إنها أيضاً هي التي لديها أقل الموارد للتكيّف مع آثاره.


ارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية بأكثر من 1.1 درجة مئوية منذ عام 1850، ما أدّى إلى تفاقم التأثيرات المناخية، حيث كان عام 2023 هو الأكثر سخونة على الإطلاق.

وترتبط الغازات الدفيئة المنبعثة في الغلاف الجوي ارتباطًا وثيقًا بها، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى حرق الوقود الأحفوري منذ بداية الثورة الصناعية.

ووفقاً لتقرير "حالة المناخ العالمي 2023" الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن مستويات الغازات الدفيئة، ودرجات حرارة السطح، وحرارة المحيطات وتحمضها، وارتفاع مستوى سطح البحر، وصلت جميعها إلى مستويات قياسية في عام 2023.

وتقول منظمة علوم المناخ، إن العالم يحتاج إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 43% بحلول عام 2030 للحدّ من ارتفاع متوسط درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، وهو حاجز الحماية لمنع تفاقم التأثيرات المناخية.

وحذّر العلماء من أن سيناريو العمل كالمعتاد سيدفع العالم إلى ارتفاع درجات الحرارة بنحو 3 درجات مئوية بحلول نهاية القرن.