النهار

مجموعة العشرين تتوصل إلى اتفاق تاريخي لفرض الضرائب على الأثرياء
المصدر: النهار العربي
للمرّة الأولى في التاريخ، توصلت الدول العشرون الكبرى إلى اتفاق لفرض الضرائب على أثرى الأثرياء في العالم.
مجموعة العشرين تتوصل إلى اتفاق تاريخي لفرض الضرائب على الأثرياء
الاتفاق العالمي لضريبة المليارديرات
A+   A-
للمرّة الأولى في التاريخ، توصلت الدول العشرون الكبرى إلى اتفاق لفرض الضرائب على أثرى الأثرياء في العالم. وقد أجمع وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في هذه الدول، على ضرورة تحصيل الضرائب بشكل عادل من "الأشخاص الذين يمتلكون ثروات هائلة"، وذلك وفقاً لبيانات مشتركة أصدروها بعد اجتماعات عُقدت في البرازيل.

رغم الخلافات حول الطريقة المثلى لتنفيذ هذا الاتفاق، فإن الرغبة في التعاون لتحصيل الضرائب من أكثر العائلات ثراءً في العالم كانت أقوى، ما أثار بعض الشكوك حول مدى فعالية هذه الخطة.

ومع ذلك، أعرب الناشطون في منظمة "أوكسفام" الدولية عن ترحيبهم بالاتفاق، واعتبروه خطوة هامة نحو الأمام. وقالت سوزانا رويز، المسؤولة عن السياسة الضريبية في المنظمة: "هذا تقدّم عالمي جديد - للمرّة الأولى في التاريخ، وافقت أكبر اقتصادات العالم على التعاون لفرض ضرائب على الأثرياء للغاية.

وأضافت: "لقد كانت الحكومات متواطئة لفترة طويلة في مساعدة الأثرياء للغاية على دفع القليل من الضرائب أو عدم دفع أي ضرائب، إن الثروات الضخمة توفّر نفوذاً وقوة هائلين لأغنياء العالم، الذين يستخدمونها لحماية ثرواتهم وإخفائها وتضخيمها، وتقويض الديموقراطية وتوسيع فجوة التفاوت".

يدفع المليارديرات حالياً ما يعادل 0.3% من ثرواتهم في الضرائب، وفقاً لتقرير أعدّه غابرييل زوكمان، بتكليف من البرازيل، المضيفة لاجتماعات مجموعة العشرين لهذا العام، والتي بلغت ذروتها في قمة الزعماء في تشرين الثاني (نوفمبر).

وقال التقرير، إن ضريبة بنسبة 2% يمكن أن تجمع 250 مليار دولار (200 مليار جنيه إسترليني) سنوياً على مستوى العالم، من حوالى 3000 فرد: النقود التي يمكن أن تمول الخدمات العامة، مثل التعليم والرعاية الصحية ومكافحة تغّير المناخ.

إن الاحتباس الحراري العالمي ناتج في الغالب من حرق الوقود الأحفوري من قبل الدول الغنية مثل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ولكن آثاره تضرب بشكل غير متناسب الدول النامية مثل بوروندي والصومال وموزمبيق.
 
يقول الناشطون إن أنماط الحياة الملوّثة للمليارديرات من الطائرات الخاصة واليخوت الفاخرة، تساهم بنسبة كبيرة في أزمة المناخ.
 
لقد وضعت البرازيل، التي تقود الضريبة المقترحة، معالجة الفقر وتغيّر المناخ في قلب رئاستها لاجتماعات مجموعة العشرين لهذا العام، واستضافتها لقمة الأمم المتحدة السنوية للمناخ، COP30، في عام 2025.
إن دولة الأمازون وعملاق العالم النامي تكافح نفسها أسباب وتأثيرات تغّير المناخ مثل إزالة الغابات والجفاف.
لكن الاقتراح خلق صدعًا بين مجموعة العشرين من الاقتصادات الكبرى.
لقد أعربت فرنسا وإسبانيا وجنوب إفريقيا عن دعمها، بينما تقاومه الولايات المتحدة.

كيف ستعمل ضريبة الملياردير؟
اتفق الجميع على الأساس، ولكن هناك خلافاً آخر يدور حول من سيشرف على العملية. تدعم الولايات المتحدة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كمضيفة، ولكن الناشطين يقولون إن النادي الذي يتألف في الغالب من دول غنية لا يمكن الوثوق به في هذه المهمّة. وبدلاً من ذلك، يريدون من الأمم المتحدة الأوسع والأكثر شمولاً أن تديرها.
 

اقرأ في النهار Premium