النهار

كيف نجني ثروة من صناديق العملات المشفرة المتداولة؟
كريم حمادي
المصدر: النهار العربي
منذ إدراج صناديق العملات المشفرة في البورصة العالمية في 11 كانون الثاني (يناير) 2024، ازداد التداول فيها بشكل مطرّد. فما هي الصناديق المتداولة في العملات المشفرة، وكيف نجني منها الثروات؟
كيف نجني ثروة من صناديق العملات المشفرة المتداولة؟
(تعبيرية)
A+   A-
منذ إدراج صناديق العملات المشفرة في البورصة العالمية في 11 كانون الثاني (يناير) 2024، ازداد التداول فيها بشكل مطرّد. 
 
فقد شهدت هذه الصناديق وعددها 11 صندوقاً إقبالاً كبيراً من المستثمرين، فجذبت في أول شهرين فقط 7 مليارات دولار، وفقاً لشركة "كايكو" (Kaiko) الفرنسية لأبحاث العملات المشفرة، ما رفع سعر بيتكوين خلال آذار (مارس) الماضي إلى رقم قياسي، إذ سجل 73 ألف دولار، ليتراجع في 20 آب (أغسطس) الجاري إلى 60,9 ألف دولار، بحسب منصة كوين ماركت كاب (CoinMarketCap)، علماً إن سعر بيتكون كان عند إطلاق الصناديق نحو 46,7 ألف دولار.
 
فما هي الصناديق المتداولة في العملات المشفرة، وكيف نجني منها الثروات؟
 
استثمار مباشر
صناديق العملات المشفرة المتداولة (Cryptocurrency Exchange-Traded Funds – ETFs) هي صناديق تستثمر في الأصول المالية الرقمية المشفرة مثل بيتكوين وإثريوم والتقنيات ذات الصلة، وتسمح بالاستثمار المباشر في هذه الأصول من دون امتلاك أي عملة رقمية مشفرة، وذلك بشراء أسهم الصندوق المُدرج في البورصات التقليدية أو بيعها.
 
بعبارة أخرى، من يهتم بالاستثمار في بيتكوين يمكنه بذلك من خلال منتج تنظمه لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، بمخاطر تقنية أقل، مثل نسيان كلمة المرور. 
 
وخلافاً لمعظم العملات المشفرة التي يمكن التداول بها في أي وقت في بورصات مثل "بينانس"، تتبع صناديق العملات المشفرة المتداولة توقيت البورصة التقليدية المتداولة فيها، ما يعني توقف التداول في عطلات نهاية الأسبوع، وهي الأوقات التي تشهد تداولاً أكثر ورقابةً أقل في بورصات العملات المشفرة.
 
وبحسب "كايكو"، ارتفعت سيولة بيتكوين، وهي العملة المشفرة الأشهر والأكبر عالمياً، من 400 مليون دولار إلى قرابة 500 مليون دولار في جميع البورصات العالمية، بين كانون الثاني (يناير) وأيار (مايو) الماضيين، وفقًا لقياس عمق السوق، بحسب "بلومبرغ".
 
تداول في خمس خطوات
يقول عمرو وهيب، الخبير في أسواق المال، لـ"النهار العربي" إن عملية الاستثمار في صناديق العملات الرقمية المشفرة المتداولة تعتمد على 5 خطوات:  "أولاً، على المستثمر اختيار شركة الوساطة المالية التي سيتعامل معها، والتي تدير صناديق استثمار متداولة في العملات المشفرة، فبعضها يخشى الاستثمار في الأصول المتقلبة. وبعدها، عليه تسجيل بياناته في الشركة للحصول على الرمز الخاص به للتداول في أسواق المال الرسمية. ثم، يبحث عن الصناديق المتداولة في رموز مشفرة مثل "Bitcoin" أو "BTC"، ليختار صندوق من الصناديق المعتمدة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية".
 
يعدد وهيب هذه الصناديق، وهي: 
- بتوايز بتكوين إي تي إف (Bitwise Bitcoin ETF)
- فان إك بتكوين تراست (VanEck Bitcoin Trust)
- فرانكلين بتكوين إي تي إف (Franklin Bitcoin ETF)
- هاشدكس بتكوين بي تي إف (Hashdex Bitcoin ETF)
- آي شيرز بتكوين تراست (iShares Bitcoin Trust)
- فالكيري بتكوين فَند (Valkyrie Bitcoin Fund) 
- فيديليتي وايز أوريجين بتكوين فَند (Fidelity Wise Origin Bitcoin Fund)
- غراي سكيل بتكوين تراست (Grayscale Bitcoin Trust)
- آرك 21 شيرز بتكوين إي تي إف (ARK 21 Shares Bitcoin ETF)
- إنفسكو غالاكسي بتكوين إي تي إف (Invesco Galaxy Bitcoin ETF)
- ويزدوم تري بتكوين فَند (WisdomTree Bitcoin Fund)
 
ويتابع: "الخطوة الأخيرة هي البدء في تداول أسهم صناديق العملات المشفرة المتداولة، علماً أن الرسوم الإدارية منخفضة، تتراوح بين 0.19 و1.50% كحد أقصى، حيث تسعى شركات الوساطة لجذب أكبر عدد من المستثمرين إلى الأصول الرقمية".
 
كيف نجني ثروة؟
في جواب عن هذا السؤال، ينصح وهيب باختيار الصندوق الأكبر من حيث السيولة المالية، "وليكن تابعاً لشركة وساطة تتمتع بخبرة طويلة. ثانياً، لا بد من أن يكون المستثمر على دراية بتفاصيل سوق العملات المشفرة، فقد يكون الاستثمار في الصناديق المتداولة أقل خطورة من المحافظ الرقمية التقليدية، لكنها في النهاية تستثمر في أصول رقمية عالية المخاطر ومتقلبة".
 
كذلك، ينصح وهيب بألا تزيد نسبة الأموال المستثمرة في الصناديق المتداولة عن 10% من إجمالي قيمة المحفظة المالية الخاصة بالمستثمر. يقول: "10% نسبة كبيرة وتحمل مخاطرة، لذلك عامل الخبرة مهم"، مشيراً إلى أن النسبة الآمنة تتراوح بين 3 و5% للتحوط ضد تقلبات السوق، داعياً إلى ضرورة تنوّع المحفظة المالية بين أسهم الصناديق المتداولة والأسهم التقليدية والسندات وعقود الخيارات.
 
3 مزايا رئيسية
أبرز مزايا الاستثمار في صندوق متداول من أي نوع، بما في ذلك البيتكوين، هي قدرة المستثمر على إيداعه لدى وسيط مسجّل، يكون عضواً في مؤسسة حماية مستثمري الأوراق المالية غير الربحية، "وبالتالي مُؤَمن عليه من مؤسسة حماية مستثمري الأوراق المالية، وهذا يعني حصول المستثمر على نحو 500 ألف دولار لحمايته في حالة إفلاس شركة الوساطة التي يتعامل معها".
 
الميزة الثانية هي تداول المنتجات المعتمدة حديثًا في البورصات الموثوقة، مثل بورصات نيويورك وناسداك وشيكاغو لعقود الخيارات، "وهذه أسواق نظامية أكثر استقرارًا وأمانًا من بورصات العملات المشفرة التي تتعاظم فيها المخاطر وتعاني ضعفاً في الرقابة"، بحسب ما يقول أليكس ميخالكا، نائب رئيس أبحاث الاستثمار في شركة "ويلزفرونت" (Wealthfront) للاستشارات، في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأميركية.
 
ويحدد برايان أرمور، مدير أبحاث الاستراتيجيات السلبية في شركة "مورنينغ ستار"، الميزة الثالثة في تمكين صناديق العملات المشفرة المتداولة المستشارين الماليين في شركات الوساطة من الوصول إلى الأصول الرقمية المشفرة وشرائها لصالح عملاء يمكنهم تحمل تكاليف الاستثمار في فئات الأصول البديلة. لكنه يحذر: "سيكون سعر بيتكوين متقلبًا إن استثمر المستثمر فيه بنفسه مباشرة، أو من خلال صندوق استثمار متداول، ففي السنوات الخمس الماضية، كانت تقلبات سوق بيتكوين 4 أضعاف تقلبات سوق الأسهم".
 

اقرأ في النهار Premium