النهار

إذا تراجع الدولار... هذه 6 فرص استثمارية مجدية
كريم حمادي
المصدر: النهار العربي
يتجه الفدرالي الأميركي نحو خفض الفائدة بين 25 إلى 50 نقطة أساس، في محاولة لإنعاش الاقتصاد. فما هي المخاطر الكبرى التي تهدد الدولار؟
إذا تراجع الدولار... هذه 6 فرص استثمارية مجدية
(تعبيرية)
A+   A-
يتجه الفدرالي الأميركي في 17 و18 أيلول (سبتمبر) الجاري نحو خفض الفائدة بنسبة تتراوح بين 25 إلى 50 نقطة أساس، في محاولة لإنعاش الاقتصاد، بعد عامين من التشديد النقدي. فقد لمّح جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، الجمعة 23 آب (أغسطس) الماضي، إلى نيته خفض أسعار الفائدة في الشهر الجاري لإنعاش الاقتصاد وإنقاذه من الركود المحتمل، خصوصاً أن التضخم يسير نحو هدف الفيدرالي وهو 2%.
 
كل ما سبق يدفعنا إلى التساؤل: ما المخاطر الكبرى التي تهدد الدولار، وكيف نقتنص الفرص الاستثمارية في ظل ضعف الدولار؟ 
 
أفضل عائد ممكن
يقول عمرو وهيب، خبير أسواق المال وعضو مجلس إدارة شركة كايزن للاستشارات المالية، لـ"النهار العربي": "على الأفراد النظر بشكل دقيق وبعناية شديدة في اختيار الأوعية الادخارية والاستثمارية لتحقيق أفضل عائد ممكن على الاستثمار، ويجب أن يأخذوا في الحسبان تأثير انخفاض سعر الفائدة، فهذا يشمل مجموعة متنوعة من الأصول مثل الذهب والأسهم والسندات والعقارات ".
 
وينصح وهيب بالاستثمار في الأوعية الادخارية مثل الحسابات النقدية وشهادات الإيداع بعملات بلدان نامية، مثل الصين والهند والبرازيل ومصر، حيث يحصل المستثمر على أكبر عائد من الادخار، كما يرشح الاستثمار في الذهب باعتبار أنه ملاذ آمن للمستثمرين في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.
 
يضيف وهيب: "يمكن الاستثمار في الأسهم تحقيق عوائد مالية جيدة على المدى الطويل، إضافة إلى الاستثمار في السندات حيث يمكن أن تكون السندات اختياراً مستقراً وآمناً للمستثمر، يوفّر له تحقيق عوائد مالية ثابتة في مقابل مخاطر منخفضة".
 
ما المخاطر التي تهدد الدولار؟
سجل سعر الدولار أكبر تراجع شهري له مقابل العملات الرئيسية الأخرى في هذا العام في آب (أغسطس)، بعدما انخفض أكثر من 2%. يرتبط هذا الاتجاه الهبوطي بتوقع قيام الاحتياطي الفدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة استجابة لضعف الاقتصاد. 
 
ويقودنا تراجع سعر الدولار إلى 3 مخاطر رئيسية وضعها محللو مؤسسة الخدمات المالية الأميركية مورغان ستانلي ويلث في تقرير لها، وهي:
 
الخطر الأول: ارتفاع الذهب والبيتكوين
عادة ما يسير الذهب عكس اتجاه الدولار، وهو ما شهدناه خلال عام 2024 حيث ارتفع سعر المعدن النفيس بنحو 20% منذ بداية العام، مدعوماً بعوامل عدة منها التحوط ضد التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا والشرق الأوسط، والتحوط ضد خفض الفائدة على الدولار، وعمليات الشراء القوية التي أجرتها بعض الدول، مثل الصين وروسيا، للحدّ من هيمنة الدولار، وتحسباً لفرض عقوبات طارئة عليها.
 
وقال غولدمان ساكس إن "الذهب يبقى التحوط المفضل لدينا ضد المخاطر الجيوسياسية والمالية، مع الدعم الإضافي الآتي من الخفض الوشيك لأسعار الفائدة، ومشتريات البنوك المركزية المستمرة في الأسواق الناشئة".
 
وتسير عملة بيتكوين الرقمية والشهيرة بـ"الذهب الإلكتروني" على خطى الذهب نفسه. فمنذ أيلول (سبتمبر) 2023، حين كان سعر بيتكوين 25,8 ألف دولار، وحتى 3 أيلول (سبتمبر) الجاري، حين بلغ 58,9 ألف دولار، ارتفع سعر بيتكوين أكثر من 127%. والارتفاع القياسي في سعر بيتكوين يشير إلى قلق المستثمرين من تباطؤ الاقتصاد أو عجز الولايات المتحدة عن تحمل الديون.
 
الخطر الثاني: عودة أموال اليابان الساخنة إلى طوكيو
على مدار عقود، كان البنك المركزي الياباني يحدد سعر الفائدة على الائتمان عند مستوى الصفر، أو قريباً من الصفر، وهذه الميزة دفعت العديد من المستثمرين لاتباع تجارة المناقلة (وهي الحصول على قروض بالعملة الياباني ذات فائدة صفرية، ثم تحويل العملة من الين الياباني إلى الدولار الأميركي، والاستثمار في أصول مالية أميركية مثل السندات ذات العائد المرتفع نتيجة ارتفاع سعر الفائدة). لكن اليوم، بعدما أعلن المركزي الياباني رفع الفائدة على الإقراض بمعدل 0.25%، ستبدأ أموال المستثمرين اليابانيين الساخنة في الخروج من الولايات المتحدة والعودة إلى الوطن. ومع تضخم وعاء الاستثمار الأجنبي لليابان إلى 628,45 تريليون ين (4,2 تريليونات دولار) بحلول نهاية عام 2023، فقد تكون التأثيرات المتتالية على الدولار هائلة.
 
الخطر الثالث: التوتر بين قطبي الاقتصاد العالمي
لا يخفى على أحد أن الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترامب قاد حرباً اقتصادية ضروس ضد الصين (ثاني أكبر اقتصاد في العالم) استهدفت التكنولوجيا والتجارة. إن فاز ترامب في السباق الرئاسي في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، قد تلجأ بلدان مثل الصين وروسيا إلى تقويض هيمنة الدولار على التجارة الدولية، من خلال التحوط بالذهب أو التبادل التجاري بعملات أخرى غير الدولار، ما يساهم في إضعاف الدولار.
 
6 طرق للاستثمار في ظل ضعف الدولار
وضع موقع أخبار الولايات المتحدة (USNEWS) استراتيجية تعتمد على 6 طرق للاستثمار في ظل ضعف الدولار وهي:
 
1- السلع الأساسية
ترتبط أسعار السلع الأساسية مثل النفط والقمح والمعادن والإلكترونيات بالدولار، باعتباره عملة التجارة الدولية حتى الآن. لكن العلاقة بينهما عكسية، فكلما انخفض الدولار ارتفعت أسعار السلع الاستراتيجية، والسبب هو ارتفاع الطلب على هذه السلع واستغلال ضعف الدولار. لكن العلاقة ليست ثابتة. ففي عام 2022، كانت أسعار السلع الأساسية قوية بالتوازي مع التشديد النقدي. وفي الثمانينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ارتفعت أسعار السلع بالتوازي مع رفع الفائدة على الدولار، وهما فترتان متشابهتان عندما أدى ارتفاع التضخم إلى تشديد أسعار الفائدة، وأدى ارتفاع تكاليف السلع في النهاية إلى ركود في الولايات المتحدة.
 
2- الذهب
على الرغم من أن سعر الذهب مرتبط بالدولار، لكن الطلب عليه يرتفع خصوصاً في أثناء تقلبات أسعار العملة وفترات عدم اليقين الاقتصادي. لذلك، ترتفع قيمة المعدن النفيس كلما ضعف الدولار.
 
3- العملات المشفرة
يتحوط العديد من المستثمرين بالعملات المشفرة، وتحديداً بيتكوين، في أثناء فترة تقلب أسعار العملات وضبابية المشهد الاقتصادي. لكن هذا النوع من الاستثمار يتطلب أشخاصاً لديهم القدرة على تحمل التقلبات الشديدة في أسعار العملات المشفرة. وعلى مدار 12 شهراً، ارتفع سعر بيتكوين بنسبة 118% بدعم من تفاؤل المستثمرين بخفض سعر الفائدة على الدولار خلال عام 2024، لكن لا يُنصح بالاستثمار في العملات المشفرة من دون دراسة جيدة للسوق، والاستعانة بمستشار مالي لتحليل أداء السوق، للتأكد من أن القرار يتناسب مع خطة الاستثمار الخاصة بالمستثمر.
 
4- الأسواق الناشئة
يرى دوج كاري، مالك ورئيس شركة (WealthTrace)، أن ضعف الدولار أمر إيجابي للمستثمرين في صناديق الأسواق الناشئة التي تستثمر في بلدان تشهد نموًا اقتصاديًا قويًا، مثل الصين والهند والبرازيل. وعزا ذلك إلى أن النتائج المالية للشركات الكبرى، من إيرادات ومصروفات وأرباح، تترجم في النهاية بالدولار لأنه عملة التجارة الدولية، فكلما تراجعت قيمة الدولار، ارتفعت عوائد الاستثمار عند التحويل من العملة في السوق الناشئة (محل الاستثمار) إلى الدولار. 
 
5- الأسهم العالمية
يمكن الاستثمار في أسهم النمو للشركات التي تتمتع بآفاق نمو قوية، والتي تستفيد في العادة من بيئة منخفضة الفائدة، حيث تزداد قيمة الشركات المستقبلية. وكذلك يمكن الاستثمار في أسهم صناديق الأسواق الناشئة خصوصاً في الأسواق التي تشهد نموًا اقتصاديًا قويًا.
 
6- صناديق الاستثمار المتداولة بالعملات الدولية
يعدّ الاستثمار في العملات الدولية من أشهر الطرق لتحقيق الربح من ضعف الدولار. ويمكن متداولو الصرف الأجنبي المراهنة على أزواج العملات بشكل مباشر. وهناك أيضاً صناديق يتم تداولها علنًا، تسمح للمستثمرين ببيع وشراء العملات الدولية، تمامًا كالأسهم. 

الأكثر قراءة

سياسة 11/23/2024 7:37:00 AM
أعلن برنامج "مكافآت من أجل العدالة" عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار أميركي مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني
سياسة 11/23/2024 9:48:00 AM
إسرائيل هاجمت فجر اليوم في بيروت مبنى كان يتواجد فيه رئيس قسم العمليات في "حزب الله"، محمد حيدر

اقرأ في النهار Premium