النهار

يؤكد خبراء التخطيط المالي الأسري أن تجاهل المرء السيطرة على نفقاته يعرضه ليكون فريسة للأزمات المالية، ويسبب له صدمات مالية. وتقول شانون سيمونز، الخبيرة المالية بشركة "سيمونز فاينانشيال بلاننغ" بمدينة تورنتو، إن "الخطأ الأكبر هو الاستسلام، فالصدمة المالية يمكن أن تكون مُدمرة فعلياً". 

إدارة الأموال هي عملية التعامل مع الشؤون المالية، من إعداد الميزانية إلى استخدام الائتمان وسداد الديون. والأهداف المرجوة من إدارة الأموال الخاصة خمسة، وضعتهم منصة Axelor الفرنسية لإدارة المشروعات، وهي: التخطيط المالي الذي يساعدك إدارة الميزانية على توقع وتخطيط الدخل والنفقات والاستثمارات والتدفقات النقدية المستقبلية خلال فترة زمنية معينة، ورصد موارد الدخل وتحديد أولويات الإنفاق الذي يتيح تحديد أولويات النفقات، والشعور بالمسؤولية لضبط الإنفاق بحسب الأهداف المرسومة، وتقييم الأداء بإجراء مقارنة للنتائج الفعلية بالتوقعات المدرجة في الميزانية، وأخيراً اتخاذ القرارات استناداً إلى معلومات وبيانات موثوقة.

يقدم محمد عز الدين، الخبير في الإدارة المالية للأفراد والشركات، لـ "النهار"، ستّ نصائح لإدارة الأموال وتجنب الوقوع في فخ الأزمات المالية، ندرجها هنا:

1- إعداد الميزانية دقيقة: 
هذا يُحسن الأداء المالي، بتوفير المال اللازم للحصول على أساسيات الحياة، ثم الكماليات، مع ضمان توفير مدخرات للمستقبل، في 3 خطوات: حساب إجمالي الدخل الشهري بحساب قيمة الراتب ومصادر الدخل الأخرى، وتحديد إجمالي النفقات الشهرية برصد النفقات الرئيسية كالسكن والطعام والقروض والمواصلات، مع اعتماد متوسط آخر 6 أشهر لتوقع النفقات الأخرى، وطرح النفقات من إجمالي الدخل.

2- تتبع النفقات:
وهذا يتم بالخطوات التالية: استخدام تطبيقات تتبع النفقات مثل "Mint" أو "YNAB"، وتدوين  النفقات اليومية كلها، وتقسيم النفقات إلى فئات مثل الطعام والمواصلات والترفيه، وتخصيص الوقت  إسبوعياً أو شهرياً لمراجعة النفقات وتأكيد التزام بنود الميزانية، وتوفير مبلغ معين شهريًا، وتجنب الإنفاق عند الشعور بالتوتر أو الملل، والاحتفاظ بالفواتي وإيصالات المفدوعات.

3- خطة للتقاعد: 
يوصي الخبير في الإدارة المالية بضرورة رسم خطة مالية للتقاعد تساعد على تدبير النفقات اللازمة، وتتضمن ادخار بين 10 إلى 25% من إجمالي الدخل. 

4- صندوق للطوارئ
قد تطرأ أزمات غير محسوبة، مثل عطل في السيارة، ما يستدعي إنشاء صندوق مالي للطوارئ من خلال حساب توفير مصرفي، أو حساب ادخار تلقائي، يخصم البنك الجزء المتفق عليه من الراتب شهرياً. ويقول عز الدين: "يمكن البدء بمبالغ صغيرة مثل 100 دولار شهرياً، ورفعها تدريجاً".

5- حسن إدارة الديون
ينبغي تجنب أعباء الدين المرتفعة، والتوقف عن الاستدانة لشراء سلع أو خدمات غير ضرورية، والتزام التخلص من الديون بأسرع وقت ممكن، حتى لو بالسداد المبكر، أو سداد الديون الصغيرة أولاً ثم الكبيرة لاحقاً، أو دمج الديون في حساب واحد لضمان سهولة السداد.

6- بناء الائتمان ومراقبته
يقول روبرت كيوساكي مؤلف كتاب "الأب الغني والأب الفقير": "أنا ملياردير غارق في الديون، ويتمتع بإعفاءات ضريبية لاقتراض المال"، لافتاً إلى ضرورة استفادة المرء من الائتمان بتحسين التقييم الائتماني الخاص والاستفادة من نقاط بطاقات الائتمان للحصول على سلع وخدمات مجانية أو مخفضة.

هكذا تنجو من "فخ" بطاقات الائتمان
قد لا تخلو محفظة أحدنا من بطاقة ائتمان، أو بطاقتين وأكثر، بفضل التسهيلات والامتيازات التي تقدمها هذه البطاقات، كالقدرة على الشراء الفوري والسداد لاحقًا، فضلاً عن برامج المكافآت والنقاط. ولكن… حذار من أن تتحول بطاقة الائتمان فخاً مالياً! فما لا ينتبه إليه كثيرون أنها دين، والصرف منها سهلٌ يراكم الديون. وعند العجز عن سداد المستحقات في وقتها، تتفاقم مشكلة الفوائد المرتفعة على المبالغ المستحقة، فتزيد الأعباء المالية والنفسية على الفرد. وفي حال عدم القدرة على السداد الكامل، يُفضل دفع الحد الأدنى المستحق على الأقل، وتفعيل خاصية الدفع التلقائي لضمان عدم نسيان تسديد المبالغ في مواعيدها. ويقول الخبراء إن الحلّ الأمثل هو رسم خطة واضحة لاستخدام بطاقة الائتمان والتزامها بدقة، إضافة إلى حصر الإنفاق الائتماني في الأمور الضرورية، ومراجعة كشوف الحسابات بدقة.

كذلك، ينصح الخبراء بحسن اختيار البطاقة نفسها، بحسب الاحتياجات والميزانية. فإذا كنت بحاجة إلى بطاقة تسمح لك بشراء السلع والخدمات من دون الحاجة إلى دفع المال مقدمًا، ففكر في الحصول على بطاقة ائتمانية. أما إذا كنت بحاجة إلى بطاقة تسمح لك بسحب الأموال من حسابك المصرفي مباشرةً، فتلائمك بطاقة خصم. وإن كنت تبحث عن بطاقة تقدم لك حسومات على الفنادق والرحلات، ففكر في الحصول على بطاقة السفر.