المتداول: خبر يدعي ان "اللاجئ العراقي سلوان موميكا، حارق القرآن مرات عدة في السويد، وجد ميتا في النروج".
الحقيقة: هذا الخبر مختلق، غير صحيح. وأكدت خدمة الهجرة التابعة للشرطة الوطنية في النروج (NPIS) لـ"النهار العربي" أنها ليست على علم بوفاة أي شخص بهذا الاسم في النروج أخيرا". FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
ما القصة؟
منذ يومين، يضج الخبر، لا سيما في مواقع اخبارية وحسابات، عربية وأجنبية. وجاء فيه (من دون تدخل): "عاجل- العثور على سلوان موميكا، الرجل الذي أحرق القرآن الكريم مرات عدة في السويد، ميتا في النروج". وفي وقت لم يرفق بمصدره، حظي انتشارا واسعا وتفاعلا بين المستخدمين.
- حقيقة الخبر -
الا أنّ هذا الخبر غير صحيح، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فقد أكدت خدمة الهجرة التابعة للشرطة الوطنية في النروج (NPIS) لـ"النهار العربي"، عبر رسالة في البريد الالكتروني، أنها "ليست على علم بوفاة أي شخص بهذا الاسم في النروج أخيرا".
وجواب الخدمة ينفي بالتالي الخبر عن الوفاة المزعومة لموميكا في النروج.
البحث، باستخدام كلمات مفاتيح بالنروجية والانكليزية والعربية، يبين ايضا ان لا اثر للخبر المتناقل في المواقع ووكالات الانباء الجدية والموثوق بها، لا سيما النروجية. خبر مماثل لا يمكن ان يغيب في ما لو كان صحيحا.
وقد نشر موقع Document النروجي المحافظ (هنا) تأكيد وحدة الهجرة التابعة للشرطة النروجية، الذي تلقاه "النهار العربي"، أنها "ليست على علم بوفاة شخص يحمل الاسم أعلاه في النروج أخيرا".
وأفاد الموقع ايضا ان "شرطة أوسلو أكدت بدورها أنها تلقت استفسارات عدة حول القضية، وقالت إن المعلومات غير صحيحة".
الأربعاء 27 آذار (مارس) 2024، أعلن اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا أنه غادر البلاد إلى النروج إثر إلغاء تصريح إقامته.
وقال موميكا، وهو مسيحي عراقي أحرق المصحف مرات عدة في صيف 2023 في السويد، لوكالة فرانس برس، إنه وصل إلى النروج، حيث يريد طلب اللجوء (هنا).
وكشف في رسالة أنه "غادرت السويد بسبب ملاحقات تعرضت لها من المؤسسات الحكومية".
وأثار حرق القرآن احتجاجات وإدانات في دول إسلامية عديدة. وفي العراق، هاجم متظاهرون السفارة السويدية في بغداد مرتين في تموز 2023 وأضرموا النار فيها في المرة الثانية.
ودانت الحكومة السويدية حرق المصحف، لكنها شدّدت على أهمية القوانين المتعلقة بحرية التجمّع والتعبير على أراضيها.
وألغت وكالة الهجرة السويدية تصريح إقامة موميكا في تشرين الأول 2023، متحدثة عن معلومات كاذبة في طلبه الأولي للجوء، لكنها منحته تصريحا موقتا لعدم تمكنها من إعادته إلى العراق (هنا، هنا، هنا...).
وكان العراق طالب قبل شهر بتسلّم موميكا بسبب حرقه المصحف. وقال موميكا "السويد أصبحت تشكل تهديدا بالنسبة إلي منذ قرار طردي والتهديد بتسليمي"، واصفا حرية التعبير وحماية حقوق الإنسان في السويد بـ"كذبة كبيرة".
النتيجة: اذاً، لا صحة للخبر المتناقل ان "اللاجئ العراقي سلوان موميكا، حارق القرآن مرات عدة في السويد، وجد ميتا في النروج". وأكدت خدمة الهجرة التابعة للشرطة الوطنية في النروج (NPIS) لـ"النهار العربي" أنها ليست على علم بوفاة أي شخص بهذا الإسم في النروج أخيرا".