يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي في لبنان صورة بمزاعم أنها تظهر "منسق منطقة جبيل في القوات اللبنانية باسكال سليمان يتلقى العلاج، بعد تحريره من خاطفيه ووضعه في عهدة الجيش اللبناني". الا أنّ هذا الادعاء لا اساس له.
في الواقع، الصورة تظهر مواطنا تعرّض في منطقة بسبينا البترون للضرب على يد عمال سوريين يعملون معه، وفقا لما تم تداوله. وحتى الساعة، لا يزال سليمان مخطوفا. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر رجلاً تمدد على نقالة في غرفة مستشفى على ما يبدو، بينما وضعت ضمادات على رجليه. منذ قليل، بدأ انتشارها في حسابات زعمت انها "للمخطوف باسكال سليمان، الذي بات في عهدة الجيش اللبناني، ويخضع لفحوص طبية".
- حقيقة الصورة -
الا ان هذه المزاعم لا اساس لها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا الى الصورة منشورة في مواقع اخبارية لبنانية في 7 نيسان 2024، ضمن تقارير عن "تعرض السيد اسطفان. ط، في منطقة بسبينا البترون، للضرب على رأسه على يد عمال سوريين يعملون معه، السبت 6 نيسان 2024 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
وفي التفاصيل، "تهجم العمال على اسطفان من الخلف وضربوه بالرفش على رأسه وربطوه في قبو، ثم حاول أحدهم اقناع الآخرين بذبحه قبل المغادرة، من دون ان يفلح في ذلك. ثم استولوا على كل ما يملكه واستقلوا سيارته من طراز "مرسيدس ستايشن"، ولاذوا بالفرار إلى منطقة الكورة. وتمكن عناصر شعبة المعلومات- مكتب البترون من إيجاد السيارة مركونة في منطقة كفرحزير، وسط تأكيد أمني على الاستمرار في البحث حتى توقيف الفاعلين ومعاقبتهم".
وتم ادخال اسطفان الى "العناية الفائقة وحاله مستقرة".
ماذا عن القيادي سليمان؟ هل تم تحريره كما يتم زعمه؟
كلا.
المعلومات بشأنه حتى الساعة متضاربة، ولا صحة أبدا أن مخابرات الجيش حررته كما يُروج، ولم تتلق معراب حتى الساعة أي معلومات تتعلق بتحريره، بل هناك جهود مستمرة ومضنية تقوم بها الأجهزة الأمنية ووحدات الجيش لمعرفة مكان وجوده، على ما ذكرت مصادر معراب لـ"النهار" (هنا).
وفي آخر المعطيات، أعلنت قيادة الجيش (هنا، هنا) أنّه "إثر خطف سليمان بتاريخ 7/4/2024، تمكّنت مديرية المخابرات، بعد متابعة أمنية، من توقيف عدد من السوريين المشاركين في عملية الخطف، وتجري المتابعة لتحديد مكان المخطوف ودوافع العملية".
وقد تعرض سليمان للخطف على طريق حاقل الأحد 7 نيسان 2024 خلال عودته من مناسبة عزاء في جرد جبيل. وعلى الاثر، تداعى شباب القوات اللبنانية إلى جبيل وقطعوا الأوتوستراد بالاتجاهين، الامر الذي تسبب بزحمة سير خانقة منذ ساعات الصباح الأولى للاثنين.
وأثارت القضية مواقف سياسية وحزبية وشعبية مندّدة. وتسود حالة من الغضب والحذر في جبيل في انتظار جلاء مصير سليمان.