نشرت حسابات على التدوينات القصيرة إكس (تويتر سابقا)، تصريحات منسوبة إلى رئيس جهاز المخابرات الأميركية في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، كشف فيها مخططا لتدمير الجيش المصري.
نشرت حسابات على التدوينات القصيرة إكس (تويتر سابقا)، تصريحات منسوبة إلى رئيس جهاز المخابرات الأميركية في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، كشف فيها مخططا لتدمير الجيش المصري. الا ان هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
فقد نشرت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس منشورا منسوبا إلى رئيس جهاز المخابرات في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، ارفقت به صورة. وجاء فيه (من دون تدخل): رئيس جهاز المخابرات الأمريكي بعد استقالته: "حاولت إدارة اوباما تدمير الجيش المصري وتقسيم مصر الا اننا فشلنا كان نتيجة تخطيط غير مدروس".
وأضاف المنشور الذي لاقى إعادة نشر وتفاعلا ملحوظا (من دون تدخل أيضاً): "حكومة أوباما دربت حقوقيين وخونة أطلقوا عليهم نشطاء عن طريق تجنيدهم لتدمير الحكومات... ولكن الشعب المصري انقذ مصر والمنطقة العربية من دمار شامل".
- حقيقة المنشور -
ولكن بالتحقق من المنشور، اتضح أنه مضلل تماما. وهو ما يمكن بيانه في ما يلي:
- الصورة المرفقة بالخبر تعود إلى الجنرال مايكل هايدن، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية.
وبحسب موقع القوة الجوية الأميركية (هنا)، فإن الجنرال مايكل هايدن هو مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وعيّنه الرئيس جورج دبليو بوش في الفترة من 2006- 2009، أي قبل تولي الرئيس الأسبق باراك أوباما الحكم. وبالتالي ثمة صعوبة في الأخذ بشهادته حول خطط هذه الإدارة تجاه مصر.
وبالنظر إلى السيرة الذاتية للجنرال هايدن، فقد بدأ الخدمة الفعلية في عام 1969 بعد حصوله على درجة البكالوريوس في التاريخ في عام 1967، ودرجة الماجستير في التاريخ الأميركي الحديث في عام 1969، وكلاهما من جامعة دوكين. كذلك تخرج في برنامج تدريب ضباط الاحتياط بالجامعة.
وشغل الجنرال هايدن منصب قائد وكالة المخابرات الجوية ومدير مركز الحرب المشتركة للقيادة والسيطرة. كذلك شغل مناصب عليا في البنتاغون ومقر القيادة الأوروبية الأميركية ومجلس الأمن القومي والسفارة الأميركية في جمهورية بلغاريا الشعبية، وأيضاً منصب نائب رئيس الأركان، وقيادة الأمم المتحدة والقوات الأميركية في كوريا، حامية جيش يونغسان، كوريا الجنوبية.
تولى ايضا إدارة وكالة الأمن القومي، ورئاسة جهاز الأمن المركزي. وكان النائب الرئيسي لمدير الاستخبارات الوطنية، وهو أول شخص يخدم في هذا المنصب، ثم رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية 2006- 2009.
- بالبحث في تصريحات الجنرال هايدن، اتضح أنه تحدث عن مصر في مناسبتين فقط. الأولى خلال لقاء مع جون كينغ، كبير المراسلين الوطنيين والمذيع في "سي أن أن"، في 11 شباط (فبراير) 2011، أي بعد ساعات من تنحي الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك. وتم نشرها بعنوان: "الجنرال هايدن يتحدث عن (خطر الفوضى) في مصر؟". (هنا)
وخلال اللقاء، قال الجنرال هايدن إن بلاده عملت على "تنظيم الخلايا" (cells organizing) وتطوير قادتها وبناء منصات للتواصل من أجل حشد مئات الآلاف من الناس في تظاهرة منظمة في ميدان التحرير. واعترف أن ما حدث خلال "هذه التظاهرات" كان فوضويا، و"نتاج الفياسبوك وتويتر، وتخطى مسألة التنظيم".
وتابع أن السؤال الآن هو من هم هؤلاء الناس؟ ومن يقودهم؟ وماذا يريدون؟ ومع من تتحدث الحكومة المصرية؟ واختتتم حديثه بالقول إن "لا شيء من هذا واضح". ولم يتطرق مطلقا إلى الجيش المصري.
- المناسبة أو اللقاء الثاني الذي تحدث فيه الجنرال هايدن عن مصر كان في 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2011، وذلك في جمعية السياسة الخارجية (الأميركية). وتناول خلاله أحداث "الربيع العربي" في مصر، والأمن السيبراني والانسحاب الأميركي من العراق.
الخلاصة: مما سبق، يتضح أن الجنرال مايكل هايدن كان رئيسا لجهاز الاستخبارات المركزية الأميركية خلال عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، وليس الرئيس أوباما. ولم يتطرق خلال حديثه عن مصر إلى مسألة تفكيك الجيش المصري.