النهار

"وزن الروح البشرية 1 غرام.. ما علاقة تجربة علمية في 1907؟".. إليكم الحقيقة FactCheck#
القاهرة- ابراهيم عرفات
المصدر: النهار العربي
"وزن الروح البشرية 1 غرام.. ما علاقة تجربة علمية في 1907؟".. إليكم الحقيقة FactCheck#
صورة من المنشور المتداول - مواقع التواصل الاجتماعي
A+   A-
نشرت مواقع إخبارية تصريحاً للدكتور محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، يزعم فيه أن الروح البشرية وزنها 1 غرام؛ وهو زعم مضلل تماماً. FactCheck#
 
"النّهار العربي" دقّق من أجلك
فقد نشرت حسابات عدة لمواقع إخبارية ما وصفته بـ"التصريح المثير" للدكتور محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والذي جاء فيه (من دون تدخل): "وزن روح الإنسان 1 جرام".
 
 
 
وبحسب تفاصيل الخبر (من دون تدخل): فقد أوضح أمين الفتوى، خلال برنامج مذاع على فضائية "الناس": "الروح عبارة عن سر يسري في جسد الإنسان كما يسري الماء في العود الأخضر، في تجربة عملها عالم فرنسي عن وزن روح الإنسان، وكشف أنها تساوي 1 غرام".
 
 
وأضاف: "العالم الفرنسي عمل التجربة ووزن الأجساد وهي فيها الروح وبعد خروج الروح، الروح تخرج من القدم أولاً ثم في النهاية تخرج من الرأس والعقل، حتى تزول عنه الحياة ولا يمكن أن يعيده أحد للحياة".

 
 
ولكن، بالبحث عن الموضوع اتضح أنه مضلل تماماً؛ وهو ما يمكن بيانه في ما يلي:
- بداية، تعد الروح في الإسلام سراً إلهياً لا يعلمه البشر، وهو ما جاء في الآية (85) من سورة الإسراء: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"، وبالتالي فإنه وفق القرآن لا يعلم الروح إلا خالقها.
 
- تصريحات أمين الفتوى زعم أن هناك عالماً فرنسياً أجرى تجربة أثبت فيها أن وزن الروح البشرية 1 غرام؛ وهو أمر غير صحيح تماماً؛ إذ إن التجربة المثبتة حول وزن الروح أجراها الطبيب الأميركي Duncan MacDougall وذلك في عام 1907، ويُطلق عليها (تجربة الـ21 غراماً) أو (21 grams experiment)، وذلك بحسب الدكتور علاء حمودة – الطبيب الشرعي المصري.
 
وقال حمودة في تصريحات خاصة لـ"النهار العربي"، عن الطبيب الأميركي أجرى تجربة على 6 رجال محتضرين على الميزان وسجل وزنهم قبل الوفاة وبعدها، ووجد فرقاً في الميزان بلغ 21.3 غراماً.
 
وأوضح أن التجربة أُجريت في عام 1907، وأن الطبيب الأميركي لم يأخذ في اعتباره حساب وزن السوائل التي تخرج من الجسد مع الوفاة وأيضاً البخر من الجلد، لافتاً إلى أن العلم أثبت أن التجربة خطأ تماماً.
 
- مقالة علمية بجامعة ميامي تحت عنوان: "القياس: كم تزن النفس البشرية؟ عالم واحد على الأقل حاول العثور على الجواب"، بقلم إريكا نيدوفسكي، نقلا عن " The Baltimore Sun" فند أيضاً هذه التجربة وكشف عن أنها معيبة وغير علمية.(هنا)
 
واستندت المقالة إلى رؤية Ronn Wade رئيس قسم التشريح في كلية الطب جامعة ماريلاند، والمشرف على برنامج أميركا للمتبرعين بالجسم، والذي قال رداً على سؤال حول ما إذا كانت الروح نوعاً من الطاقة، وأكد أنها واحد من تلك الأسئلة "الميتافيزيقية" التي لا يحمل العلم أي إجابة عنها.
 
وتساءل Wade كيف حدد MacDougall لحظة الموت بالضبط؟، وهل استند في تجاربه إلى أي نوع منه، هل الموت الجسدي أم الموت الدماغي أم الموت الخلوي؟.
 
تجربة الـ21 غراماَ
فقد نشر موقع brooklyn.cuny.edu (هنا) تفاصيل تجربة الطبيب الأميركي Duncan MacDougall الذي ولد في غلاسكو عام 1866 وانتقل إلى هافرهيل ماساتشوستس في الولايات المتحدة عندما كان في العشرين من عمره تقريباً، والتحق بكلية الطب بجامعة بوسطن وحصل منها على شهادته الطبية.
 
وأشار الموقع إلى أنه بعد التخرج عاد إلى هافرهيل حيث بدأ ممارسته الطبية، وركز مجهوده على فكرة إظهار أن "الروح" قد يكون لها وزن يمكن وزنها عبر وزن الجسد عندما تغادره.
 
ووضع MacDougall مريضاً يُحتضر على الميزان وسجل الوزن، ولاحظ أنه في لحظة الوفاة كان هناك فقدان صغير جداً للوزن في مكان ما بين 3/4 أونصة حتى 11/2 أوقية. وقد أجرى تجاربه على مدى 5 سنوات بمساعدة أطباء آخرين، وأكد أنه كان هناك خلل في التجربة، ما دفعه لأن يجرب الفرضية نفسها على 15 شخصاً أظهروا أن فقدان الوزن عند الموت ليس له علاقة بـ"الروح".
الخلاصة: ليس هناك عالم فرنسي أو دراسة أثبتت أن وزن الروح البشرية 1 غرام. ولكن كانت هناك تجربة في عام 1907 وأثبت دراسات علمية وآراء علمية أنها معيبة ولا يمكن الاعتداد بها. كما أن القرآن الكريم أكد أنها سر إلهي.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium