النهار

"اختفاء سرير من الفضّة الخالصة من أحد متاحف القاهرة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
القاهرة- ابراهيم عرفات
المصدر: النهار العربي
"اختفاء سرير من الفضّة الخالصة من أحد متاحف القاهرة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
صورة للتدوينة المضللة - إكس
A+   A-
انتشر على موقعي التواصل الاجتماعي المختلفة فايسبوك وإكس خبر يزعم اختفاء سرير من الفضة الخالصة من أحد متاحف القاهرة. الا ان هذا الزعم غير صحيح تماماً. FactCheck#
 
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
 
فقد نشر حساب على موقع فايسبوك خبراً يزعم اختفاء سرير من الفضة الخالصة من متحف قصر البرنس محمد علي بالمنيل. وقد ارفقه بصورتين للمكان نفسه بدون السرير. وقال (من دون تدخل): "قصر البرنس محمد علي بالمنيل... كان هناك سرير من الفضة في 2020... الآن تبخر السرير الفضة في 2024".
 
 
وكتب حساب آخر على موقع التدوينات القصيرة إكس: "سيدة توثق اختفاء سرير من الفضة من قصر محمد علي بصورتين واحدة، في عام 2020 والثانية في عام 2024".
 
ودوّن حساب آخر (من دون تدخل): "اختفاء سرير زوجة الخديوي توفيق من متحف قصر محمد علي 850 كجم من الفضة... ماذا يعبثون بآثار مصر وهل يتم استبدال الفضة بمعادن أخرى. لقد نهبوا وسرقوا مصر. هل تبقى على سرير؟".
 
 
حقيقة الخبر
ولكن بعد تتبع الخبر، اتضح أنه غير صحيح تماماً. وهذا ما أكده الدكتور ولاء الدين بدوي، المدير العام السابق لمتحف قصر المنيل ومدير متحف قصر الزعفران حالياً، قائلا إن السرير موجود في الترميم حالياً.
 
وكتب الدكتور بدوي في حسابه الرسمي بفايسبوك: "أثير سؤال أرسلته إلي إحدى الزميلات للتأكد يخص سرير الأميرة أمينة هانم إلهامي، زوجة الخديوي محمد توفيق ابن الخديوي إسماعيل، والذي كان يعرض في القاعة الشتوية بسرايا العرش علوي، وحالياً السرير يرمم في قسم الترميم".
 
ولفت إلى أن "هذا السرير آخر سرير متبق من 4 أسرة من الفضة كان الخديوي إسماعيل أهداها لأبنائه الأربعة في الزواج الشهير "زواج الأنجال". وقد حافظ عليه الأمير محمد علي توفيق ونقله إلى قصره بالمنيل من قصر والدته الأمير أمينة هانم إلهامي الملقبة "أم المحسنين" أو "الوالدة باشا"، بعد وفاتها".
 
 
وأشار المدير العام السابق لمتحف قصر المنيل إلى أنه "كان يجب عند نزول السرير للترميم أن تُكتب ورقة وتوضع للجمهور كي يعرف الزوار والجمهور الحقيقة، كما تعلمنا في علم المتاحف وادارتها والعرض المتحفي".
 
ونشر الدكتور بدوي في التعليقات، رداً على طلب أحد المعقلين على البيان، صورة للسرير مغطى بغلاف من البلاستيك بعد ترميمه، لتأكيد صحة ما كتبه.
 
 
من جهة أخرى، أصدر الحساب الرسمي للإدارة العامة لإدارة الأزمات والكوارث بوزارة السياحة والآثار على فايسبوك بياناً رسمياً أكد أن هذا السرير الأثري في "الترميم".
 
وتضمن البيان تصريحات لرئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار مؤمن عثمان الذي قال إن مسألة اختفاء سرير أمينة هانم إلهامي، والدة الخديوي عباس حلمي الثاني والأمير محمد علي توفيق منشئ متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل، "عار تماماً من الصحة".
 
وأكد أن "السرير موجود في المتحف لإجراء أعمال الترميم اللازمة له، تمهيداً لعرضه بالقاعة المخصصة لعرض مقتنيات السيدة أمينة هانم الهامي ضمن سيناريو العرض المحتفى للمتحف الخاص بمتحف قصر محمد على بالمنيل، والذي يتم تجهيزه حالياً تمهيداً لافتتاحه خلال الفترة القليلة المقبلة".
 
 

من جهتها، قالت آمال صديق، المديرة العامة لمتحف قصر المنيل، بحسب بيان وزارة السياحة والآثار، إن هذا السرير مصنوع من الفضة، وكان يُعرض قبل البدء بأعمال ترميمه في القاعة الشتوية لسرايا العرش، ويزن نحو 850 كيلوغراماً من الفضة الخالصة ويتميز بالجمال والروعة في النقوش والزخارف.
 
 
ويُعدّ متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل من أجمل المتاحف التاريخية في مصر واهمها (هنا)، ويعبّر عن فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث وينفرد بتصميمه المعماري الرائع.
 
بُني على طراز إسلامي حديث مقتبس من المدارس الفنية الفارسية والمملوكية، ويتضمن بعض الزخارف السورية والمغربية والأندلسية، بل شاعت فيه الروح العثمانية. لذا فهو يعد مدرسة فنية جامعة لعناصر الفنون الإسلامية المختلفة.
 
أنشأه الأمير محمد علي توفيق في الفترة ما بين 1319- 1348هــ/ 1900- 1929م، ويتكون القصر من سور خارجي يحيط بمدخل القصر، ويضم داخل أسواره سرايا الاستقبال، برج الساعة، السبيل، المسجد، متحف الصيد، سرايا الإقامة، سرايا العرش، المتحف الخاص، والقاعة الذهبية، هذا إلى جانب الحديقة الرائعة المحيطة بالقصر والفريدة من نوعها.
 
الخلاصة: سرير "الوالدة باشا" الذي يزن 850 كيلوغراما من الفضة الخالصة موجود في الترميم. وأكدت وزارة السياحة والآثار أنه لم يختف. كذلك يتم تجهيزه لعرضه في مكان جديد في المتحف.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium