المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "تمدّد طوفان طلاب جامعة كولومبيا الأميركيّة الى الشوارع احتجاجاً على حرب غزة".
الا أنّ هذا الزعم خاطئ.
الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 19 كانون الثاني 2024. وتظهر تظاهرة حاشدة في مدينة هامبورغ الالمانية ضد اليمين المتطرّف. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
المشاهد الجوية تظهر حشودا تجمعت في شارع ما وسط ابنية. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "طوفان طلبة جامعة كولومبيا بدأ يتمدد ولن ينتهي بتهديد الطلبة بفصلهم من الجامعة"، وايضا "جامعة كولومبيا، مشهد مهيب، يتظاهرون من أجل فلسطين"، و"خروج مسيرات في الجامعات والطرق احتجاجا على اعتقال الاساتذة وطلاب الجامعات والموظفين والدكاترة وغيرهم".
الجامعات الأمريكية تعتصم وتتظاهر احتجاجاً من أجل فلسطين ؟؟
وتخرج المسيرات في الجامعات والطرق بالآلاف احتجاجا على اعتقال الاساتذة واعتقال طلاب الجامعات والموظفين والدكاترة وغيرهم !!
- توقيف عشرات خلال الاحتجاجات في الجامعات الأميركية -
جاء تداول الفيديو في وقت أوقف نحو 200 متظاهر مؤيد للفلسطينيين، السبت 27 نيسان 2024، في ثلاث جامعات أميركية، خلال عملية إخلاء نفذتها شرطة مكافحة الشغب، في أحدث حلقة من حركة طالبيّة تتّسع رقعتها في أنحاء الولايات المتحدة، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
انطلقت الحركة قبل عشرة أيّام من جامعة كولومبيا في نيويورك، وامتدّت هذه الموجة الجديدة الداعمة للفلسطينيّين والمعارضة للحرب التي تشنّها إسرائيل في قطاع غزّة، لتشمل عددًا من المؤسّسات التربويّة، من كاليفورنيا (غرب) إلى نيو إنغلاند (شمال شرق) مرورًا بجنوب البلاد ووسطها.
وقد أعلنت رئاسة جامعة كولومبيا، مركز التعبئة الطالبيّة في نيويورك، أنّها تراجعت عن قرار طلب مساعدة الشرطة لإخلاء "قرية" من الخيام أقامها 200 شخص في حديقة حرمها الجامعي.
وشدّد البيت الأبيض، الأحد 28 منه، على وجوب أن تحافظ الاحتجاجات على الطابع السلمي، في أعقاب اعتقال الشرطة نحو 275 شخصا في أربع جامعات منفصلة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضعنا امام حسابات نشرته في 19 كانون الثاني 2024 و20 منه (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بكونه يصوّر "تظاهرات في شارع يونغفيرنشتيغ Jungfernstieg بمدينة هامبورغ الالمانية ضد اليمين المتطرّف".
وبهذا الشرح ايضا، نشره حزب "الجمهورية الى الامام" الفرنسي في صفحته في الفايسبوك في 22 كانون الثاني 2024 (هنا).
وبالفعل، ما تشاهدونه هو شارع يونغفيرنشتيغ Jungfernstieg بمدينة هامبورغ. ويمكن مشاهدة المعالم ذاتها في الفيديو عبر غوغل مابس (هنا).
وتأكيدا لذلك، أجرينا لكم مقارنة بين لقطتين من الفيديو (ادناه الى اليمين) ولقطتين من غوغل مابس.
الجمعة 19 كانون الثاني 2024، تحدى آلاف الأشخاص في ألمانيا درجات الحرارة المنخفضة وخرجوا إلى الشوارع في وسط مدينة هامبورغ ومدن عدة أخرى، للاحتجاج على اليمين المتطرف، وفقا لما ذكر موقع Euro News (هنا).
وجاءت هذه التظاهرات المناهضة للتطرف في مختلف أنحاء ألمانيا بعدما كشف موقع "كوريكتيف" الإخباري الاستقصائي أن مسؤولين من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف عقدوا اجتماعاً سرياً في تشرين الثاني 2023 مع أعضاء الجماعات اليمينية المتطرفة في بوتسدام.
وخلال الاجتماع، بحث المتطرفون اليمينيون في مواضيع مثل "إعادة المهاجرين"، وهو مصطلح يستخدم بشكل متكرر في الدوائر اليمينية المتطرفة كتعبير مخفف عن طرد المهاجرين والأقليات.
وشارك العديد من السياسيين في الاحتجاج، منهم بيتر تشينتشر عمدة مدينة هامبورغ، وانضمت النقابات العمالية والمنظمات الثقافية والسياسية والتجارية إلى التجمع، بشعار مشترك هو "هامبورغ تقف معا ضد التطرف اليميني وشبكات النازيين الجدد".
ونشر موقع Euro News مشاهد مماثلة للتظاهرة في هامبورغ يومذاك (هنا، هنا، وهنا، هنا، هنا، هنا، هنا ايضا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "تمدّد طوفان طلاب جامعة كولومبيا الأميركيّة يتمدّد الى الشوارع احتجاجاً على حرب غزة". في الواقع، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 19 كانون الثاني 2024. وتظهر تظاهرة حاشدة في شارع يونغفيرنشتيغ Jungfernstieg بمدينة هامبورغ الالمانية ضد اليمين المتطرّف.