المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، الرئيس الصيني شي جينبينغ وهو يقول انه "سيعيد فلسطين الى أصحابها بعد انهيار أميركا، وسنعاقب كل من ساعد او حرض على سرقة ارض الفلسطينيين".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الترجمة الى العربية المرفقة بالمقطع مختلقة. والفيديو القديم الذي يعود الى 30 تشرين الثاني 2015، يظهر الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما على هامش قمة المناخ في باريس. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر الرئيس الصيني شي جينبينغ متكلما. وقد كتب على الفيديو (من دون تدخل): "الوحش النائم. الرئيس الصيني يجيب على سؤال احد الصحافيين". وجاء في الترجمة الى العربية: "ما هو أول قرار ستتخذونه عندما تنهار أميركا وتصبحون القوة العظمى الأولى في العالم؟
(جواب شي): سوف نعيد فلسطين الى أصحابها ونعاقب كل من ساعد او حرض على سرقة ارضهم وحقهم بالقوة، حتى لو لم أعد على قيد الحياة، لأن هذا ما سوف يفعله الزعيم الذي سيكون في ذلك الوقت".
وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات ارفقته بتعليق: الوحش النائم.
- حقيقة الفيديو -
الا ان هذه المزاعم لا اساس لها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا عبر محرك Yandex، الى نسخة أصلية أطول منشورة في حساب في يوتيوب في 30 تشرين الثاني 2015 (هنا)، بعنوان: (لقاء) بوتين- شي جينبينغ في باريس 30 تشرين الثاني"، "في إطار مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في باريس".
وفي هذا التسجيل المصوّر، يمكن أن نشاهد بوتين، الى جانبه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومسؤولون آخرون، ملتقيا الرئيس شي، والى جانبه مسؤولون آخرون. ونسمع صوتا يترجم الكلام الذي كان شي يقوله لبوتين، بالانكليزية. "صديقي العزيز القديم، انا سعيد بلقائك مجددا. انه لقاء في اقل من أسبوعين. العالم يستمر في التغيّر. واوافقك الرأي سيدي الرئيس انه يجب ان نواصل مقارنة الملاحظات".
بالفعل، يعود هذا التسجيل المصور الى 30 تشرين الثاني 2015. ونعثر في موقع الكرملين (هنا) على لقطة ثابتة للقاء بوتين- شي في ذلك اليوم، بعد الجلسة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في باريس. ونشاهد فيها الاشخاص انفسهم في الفيديو (التوقيت 00.6).
ترجمة مماثلة بالروسية نشرها موقع الكلرملين (هنا، هنا، هنا) ووكالة "تاس" الروسية (هنا) للقاء الزعيمين يومذاك.
- بوتين لشي: صديقي العزيز! زملائي الأعزاء! اسمحوا لي بأن أرحب بكم بحرارة. لقد قلت للتو بوضوح أن الوضع يتغير بسرعة كبيرة. ومن الجيد جدا أن تتاح لنا الفرصة لمقارنة الملاحظات والالتقاء والتحدث. أنا سعيد جداً.
- شي لبوتين: أنا سعيد جدا برؤية صديقي العزيز. لقد مر نصف شهر فقط والتقينا مجددا. الواقع أن العالم يمر بتغييرات سريعة للغاية. وأنا أتفق معك تماما على أنه نحتاج حقا إلى أن نجتمع بانتظام وبشكل مستمر، لمقارنة الملاحظات حول المواضيع التي تهمنا.
اذاً، لم يأت شي على ذكر فلسطين او أميركا خلال لقائه بوتين في ذلك اليوم في باريس.
ووفقا لوكالة "شينخوا" الصينية (هنا)، اتفق الرئيسان الصيني والروسي في ذلك اليوم على "تعزيز التعاون فى مكافحة الارهاب".
وأوردت انه "خلال اجتماع، قال شي انه على خلفية التغيرات الكبيرة التى تحدث فى الوضع العالمي لمكافحة الارهاب، فإن الصين على استعداد للعمل مع أطراف المجتمع الدولي، بينها روسيا، لمكافحة الارهاب ودعم المصالح المشتركة للعالم".
وأوضح ان "الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا تتحرك قدما وتحقق تنمية عميقة، مشيرا الى ان "التبادلات المتكررة رفيعة المستوى بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والعالمية ضرورية".
وقال إن "الجانب الصيني على استعداد لبذل جهود منسقة مع روسيا لدفع التعاون الثنائي فى جميع المجالات".
ونقلت ايضا عن بوتين "إنه يؤمن بأن العالم يشهد تغيرات معقدة وعميقة، وان روسيا على استعداد للعمل مع الصين لتعزيز التعاون فى مجالات مثل مكافحة الارهاب وتعزيز الديموقراطية فى العلاقات الدولية" (هنا، هنا ايضا).
في 30 تشرين الثاني 2015، انطلقت فعاليات أكبر قمة للمناخ في تاريخ الأمم المتحدة بمشاركة نحو 150 رئيسِ دولة وحكومة، وذلك لمناقشة جملة من القضايا، على رأسها اتفاق جديد للحد من انبعاث الكربون.
وحض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في كلمة الافتتاح، العالم على انتهاج مبدأ المرونة والتوافق للخروج بإتفاق قوي خلال القمة. ودعا زعماء العالم إلى تسريع تحركهم للحيلولة من دون زيادة خطيرة في درجة حرارة الأرض (هنا، هنا، هنا).
وفي ختام القمة، أقرت 195 دولة اتفاقا وصف بأنه سيكون "تاريخيا"، بشأن الاحتباس الحراري. وأعلن رئيس القمة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه "تم تبني اتفاق باريس حول المناخ"، الامر الذي أثار عاصفة من التصفيق في قاعة المؤتمر (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا ايضا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو يظهر الرئيس الصيني شي جينبينغ وهو يقول انه "سيعيد فلسطين الى أصحابها بعد انهيار أميركا، وسنعاقب كل من ساعد او حرض على سرقة ارض الفلسطينيين". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 30 تشرين الثاني 2015. ويظهر الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما على هامش قمة المناخ في باريس. والترجمة الى العربية المرفقة بالمقطع مختلقة.