المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "طالبة مؤيدة للفلسطينيّين تتعرّض لضرب وحشي على يد عناصر من الشرطة الاميركية"، خلال احتجاجات في الجامعات الاميركية على حرب غزة.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 24 ايار 2023، وهو مصوّر في إيطاليا. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر شرطيين وهم يتعرضون لأمرأة بالضرب، بينما كانت جالسة أرضا. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "ضرب طالبة مؤيدة لفلسطين بشكل وحشي من قبل الشرطة الامريكية".
جاء تداول الفيديو في وقتأخرجت شرطة نيويورك، مساء الثلثاء 30 نيسان 2024، الطلاب الذين كانوا يحتلّون مبنى في جامعة كولومبيا منذ ليل الاثنين 29 منه، احتجاجا على الحرب في غزة، فيما تدخّل عناصر لفض صدامات وقعت، الأربعاء 1 ايار 2024، في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس بين محتجين مؤيدين للفلسطينيين وآخرين مؤيدين لإسرائيل، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وتدخلت شرطة نيويورك في شكل مكثف مساء الثلثاء في جامعة كولومبيا، لإخراج طلاب كانوا يتحصنون في أحد المباني منذ ليل الإثنين. وأفادت شرطة نيويورك في وقت لاحق أنه تم توقيف نحو 300 شخص.
واقتحم مئات من أفراد الشرطة الذين يعتمرون خوذات موقع احتجاج مؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا- لوس انجليس في ساعة مبكرة من صباح الخميس 2 ايار 2024، وألقوا القبض على من اعترضهم من المحتجين وأزالوا مخيمهم، وفقا لوكالة "رويترز".
وفي نيوهامبشير، ألقت الشرطة القبض على ما يقرب من 100 محتج في وقائع منفصلة بجامعة دارتمث وجامعة نيوهامبشاير خلال الليل، وفضت المخيمات.
وفي بورتلاند بولاية أوريغون، دخلت الشرطة صباحا مكتبة جامعة بورتلاند ستيت، حيث بدأت إلقاء القبض على محتجين تحصنوا بها منذ يوم الاثنين.
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يقودنا الى مواقع اخبارية، لا سيما ايطالية، نشرته او نشرت لقطات شاشة منه، في 24 ايار 2023 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، ضمن تقرير عن توقيف امرأة متحولة جنسيا برازيلية بالقوة يومذاك، وذلك اثر ورود شكوى من اهال عن سلوك غير لائق ومضطرب اظهرته بالقرب من مدرسة في جياكوزا بميلانو في ايطاليا.
ووفقا لما ذكر موقع Il Giorno الايطالي، فقد حاولت المرأة ان تؤذي نفسها لدى وضعها في سيارة الشرطة، ونجحت في الفرار منها بعدما اصطنعت وعكة صحية، الامر الذي دفع شرطيين الى ملاحقتها واستخدام القوة لتوقيفها (هنا ايضا).
وقال ممثل للشرطة ان "عناصر الشرطة قاموا بواجبهم، اذ منعوا ذلك الشخص من إيذاء أطفال المدرسة. ومحامونا مستعدون لدعمهم".
في ذلك اليوم، أصيب عنصران خلال العملية. وقد فتح مكتب المدعي العام في ميلانو تحقيقا في الواقعة.
وسبق ان انتشر الفيديو ذاته بمزاعم خاطئة انه يظهر "وحشية عناصر الشرطة الفرنسية تجاه امرأة"، خلال اعمال الشغب الاخيرة في فرنسا. ونشرنا مقالة تدقيق حوله (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "طالبة مؤيدة للفلسطينيّين تتعرّض لضرب وحشي على يد عناصر من الشرطة الاميركية". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 24 ايار 2023، وهو مصوّر في إيطاليا.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.