يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم أنها "لقوة أمنية تنتشر في محيط ساحة تمثال أبي جعفر المنصور لحمايته من دعوات الى هدمه أطلقت في وسائل التواصل الاجتماعي" أخيرا. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح، والصورة المتناقلة قديمة. #FactCheck
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
الوقائع: تظهر الصورة تمثال أبي جعفر المنصور بينما انتشرت حوله قوة امنية. وقد تكثف التشارك فيها بمواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "منذ صباح اليوم تحيط قوات الأمن بتمثال مؤسس بغداد أبو جعفر المنصور لمنع مليشيات تابعة لإيران من تدميره. عندما يحكم التخلف والجهل ويغيب القانون سترى مثل هذه المشاهد".
التدقيق:
بدأ تداول الصورة بهذه المزاعم، أمس الأربعاء 8 أيار (مايو) 2024، بالتزامن مع إعادة الجدل القديم المتجدد حول تمثال الخليفة أبي جعفر المنصور في العاصمة بغداد، بعدما طالب منشد حركة عصائب أهل الحق مهدي العبودي بإزالة التمثال، مجددا الخلاف الطائفي حول شخصية الخليفة العباسي وتبادل الاتهامات بشأن عدد من الشخصيات التاريخية.(هنا)
في المقابل، تفاعل جمهور مع تلك الدعوات وطالب بإزالة تمثال المنصور وإلغاء تسمية الخليفة العباسي هارون الرشيد من معالم العاصمة، "لأنه قاتل الإمام جعفر الصادق" (أحد الأئمة الـ 12 لدى الطائفة الشيعية)، بحسب قولهم.
وأبو جعفر عبد الله المنصور (95 هـ / 714 – 158 هـ / 775) هو الخليفة العباسي الثاني، والمؤسس الحقيقي للدولة العباسية الذي أرسى أسس الإدارة السياسية للحكم، وباني بغداد التاريخية.(هنا)
ويقع التمثال في جانب الكرخ، في منطقة المنصور من بغداد، وقام بنحته الفنان العراقي خالد الرحال، أحد أبرز رواد الحركة الفنية العراقية الحديثة، وأزيح عنه الستار في 6 كانون الثاني 1977 في عهد الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر. وقد نصب فوق قبة يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار بنيت وفق الطراز المعماري البغدادي. وأصبح التمثال واحداً من أبرز معالم العاصمة.(هنا)
حقيقة الصورة:
غير أنّ الصورة المتناقلة لها سياق آخر، وفقاً لما توصل إليه تقصي حقيقتها.
وكتب الموقع مع الصورة يومذاك ان "قوة خاصة من قوات حفظ النظام العراقية انتشرت بمحيط التمثال بعد دعوات الى هدمه". ونقل عن مصدر أمني إن الوحدة الثامنة من قوات حفظ القانون وقوات الجيش العراقي (اللواء الـ27) انتشرت أمامه في العاصمة بغداد بعد دعوات عبر الانترنت اطقلها اتباع الشيرازية الى هدمه".
النتيجة: إذاً، لا صحة للمزاعم أن الصورة المتناقلة تظهر "قوة امنية تنتشر في محيط ساحة تمثال أبو جعفر المنصور لحمايته من دعوات الى هدمه أطلقت في وسائل التواصل الاجتماعي" أخيراً. في الواقع، الصورة قديمة، اذ نشرت في عام 2022.