المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "فريق عرض سلاح الجو الفرنسي يشكّل عن طريق الخطأ العلم الروسي، بدلا من العلم الفرنسي، في سماء مارسليا"، خلال وصول الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 إلى مرسيليا بجنوب فرنسا، في 8 ايار 2024.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: صحيح أن الفيديو حقيقي ولا تلاعب فيه، الا ان مشاهديه وقعوا في فخّ تأثير المنظور المرتبط بارتفاع تحليق الطائرات. كلا، لم يخطئ فريق عرض سلاح الجو الفرنسي في تشكيل العلم الفرنسي في سماء مارسيليا، كما تثبته صور ومشاهد مصورة عدة من زوايا مختلفة. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
ما القصة؟
منذ ساعات، تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي بفيديو يظهر طائرات في تشكيل جوي في السماء، أطلقت خلفها دخانا ملونا. ابيض، ازرق واحمر، وفقا لما يُشاهد. وقد اثار الفيديو تعليقات، مثل "فريق الاستعراض الجوي الفرنسي يُشكّل العلم الروسي بدلا من العلم الفرنسي في سماء مرسيليا"، وأيضا "الجيش الفرنسي يقول إنه ارتكب خطأ فادحا، عندما شكّل عن طريق الخطأ العلم الروسي بدلاً من العلم الفرنسي في سماء مرسيليا". وذهب بعضهم الى اثارة مؤامرة داخل القوات الجوية الفرنسية، "اذ تعمد أحد الطيارين تشكيل العلم الروسي لتوجيه رسالة".
‼️🚨الجيش الفرنسي يقول أنه ارتكب خطأً فادحًا، عندما قام "عن طريق الخطأ" بتشكيل العلم الروسي بدلاً من العلم الفرنسي في سماء مرسيليا الفرنسيه 🇷🇺🇷🇺🇷🇺 pic.twitter.com/uRMAlKbWZT
الا انّ ايا من هذه المزاعم ليس صحيحاً، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقة الفيديو.
لماذا؟
لأن زاوية تصوير الفيديو اتاحت ظروفا ملائمة لتأثير المنظور المرتبط بارتفاع طيران الطائرات. بتعابير أخرى، بدا التشكيل الجوي من موقع جانبي، في العين، أن الطائرة المسؤولة عن نشر الدخان الأبيض كانت أقرب، بينما كانت تحلق في الحقيقة على ارتفاع اعلى قليلا من بقية الطائرات في السماء. وهذا ما أوقع العين في التباس.
ولو تمّ تصوير هذه المشاهد من زاوية أخرى او من موقع مختلف، لأمكن مشاهدة خطوط العلم الفرنسي بالترتيب الصحيح: أزرق، ابيض، وأحمر، وليس أبيض، أزرق، أحمر للعلم الروسي.
وتثبت صور نشرتها وكالة "فرانس برس"، ومشاهد مصوّرة أخرى عرضتها مواقع اخبارية فرنسية عدة (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا) أن دورية الاستعراض الجوي الفرنسي Patrouille de France التابعة للقوات الجوية الفرنسية شكّلت في شكل صحيح العلم الفرنسي في سماء مارسيليا، خلال الاحتفال بوصول الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024، الى مرسيليا بجنوب فرنسا، في 8 ايار 2024.
وفي التفاصيل، وصلت الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024، الاربعاء 8 ايار 2024، إلى ميناء مرسيليا على متن سفينة ذات ثلاثة صواري آتية من اليونان. وحضر عشرات الآلاف احتفال استقبال الشعلة في ميناء المدينة القديم، الذي سيستضيف مسابقات الشراع الأولمبية، وسيكون مركز انطلاق مسيرة الشعلة في أنحاء فرنسا لمدة 69 يوما، وفقا لما ذكر موقع "فرانس 24" (هنا).
وحمل البطل الأولمبي في لندن 2012 السباح فلوران مانودو الشعلة من على سطح السفينة بيليم التي نقلتها من اليونان. وسلمها إلى بطلة الألعاب البارالمبية العداءة نانتينين كيتا، التي سلمتها بدورها إلى مغني الراب الفرنسي جول (34 عاما) لإشعال المرجل على رصيف الأخوّة (كي دو لا فراتيرنيتيه)، عند مصب نهر كانيبيير الشهير.
🔥 La Flamme est sur le sol français ! On vous montre comment les armées 🇫🇷 ont contribué à sécuriser cet événement historique ⤵️ pic.twitter.com/6ozLCXTCjc
— Armée française - Opérations militaires (@EtatMajorFR) May 9, 2024
ومع دخول سفينة بيليم ميناء مرسيليا القديم محاطة بمئات القوارب الصغيرة تحت أنظار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حلّقت طائرات من فريق عرض سلاح الجو الفرنسي لتتبع الحلقات الأولمبية في السماء قبل أن تعود لترسم العلم الفرنسي بالألوان الأحمر والأبيض والأزرق في الهواء.
واستقبلت السفينة بعرض للألعاب النارية من "قصاصات الورق المعاد تدويرها القابلة للتحلل"، وموسيقى أوركسترا مرسيليا الفيلهارمونية ولافتات لمشجعي نادي أولمبيك مرسيليا فريق كرة القدم الرمزي للمدينة، بعد رحلتها التي استغرقت 12 يوما من اليونان، حيث تم اشعال الشعلة في أولمبيا في 16 نيسان.
ومن مرسيليا، توجهت الشعلة الأولمبية إلى باريس لتصل مع احتفال افتتاح الألعال في 26 تموز 2024.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان "فريق عرض سلاح الجو الفرنسي شكّل عن طريق الخطأ العلم الروسي، بدلا من العلم الفرنسي، في سماء مارسيليا"، خلال وصول الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 إلى مرسيليا بجنوب فرنسا، في 8 ايار 2024. صحيح أن الفيديو حقيقي ولا تلاعب فيه، الا ان مشاهديه وقعوا في فخّ تأثير المنظور المرتبط بارتفاع تحليق الطائرات. كلا، لم يخطئ فريق عرض سلاح الجو الفرنسي في تشكيل العلم الفرنسي في سماء مارسيليا، كما تثبته صور ومشاهد مصورة عدة من زوايا مختلفة.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.