المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "ملك الدانمارك حاملا علم فلسطين، وملوحا به"، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في وقت تتواصل الحرب بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو يعود الى تظاهرة في مالمو بالسويد، في 9 ايار 2024، احتجاجاً على مشاركة اسرائيل في مسابقة يوروفجين. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر رجلا وقف على شرفة ملوحا بالعلم الفلسطيني، بينما تجمع على الطريق أشخاص تعالى هتافهم، ملوحين بالاعلام الفلسطينية. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "من كان يتخيل هذا المنظر: ملك الدنمارك يرفع علم فلسطين ويلوح به!".
King of Denmark 🇩🇰 Frederik X waves the Palestinian flag from his balcony as he greets hundreds of demonstrators gathered in Copenhagen in solidarity with the people of Palestine 🇵🇸 pic.twitter.com/zWWfdUC0mc
— S p r i n t e r F a c t o r y (@Sprinterfactory) May 12, 2024
- حقيقة الفيديو -
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فبعد انتشار الفيديو على نطاق واسع، وبمختلف اللغات، علق مستخدمون أن المبنى الذي يشاهد فيه "ليس القصر الملكي في الدانمارك"، بل "مدرسة سابقة في مالمو بالسويد"، و"المؤكد ان الرجل ليس ملك الدانمارك فريدريك".
صور ومشاهد من مصادر موثوق بها تحسم الأمر. المبنى في الفيديو ليس القصر الملكي الدانماركي، أمالينبورغ Amalienborg، في كوبنهاغن (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا). كذلك، لا يشبه الرجل الذي يظهر في الفيديو ملك الدانمارك فريدريك العاشر (هنا، هنا، هنا).
وتأكيدا لذلك، اجرينا لكم مقارنة بين لقطتين للمبنى والرجل في الفيديو (ادناه الى اليسار)، وصورتين لقصر أمالينبورغ والملك فريدريك نشرتهما وكالة "غيتي ايماجيز".
وقد صدق مستخدمون. المبنى الذي يظهر في الفيديو يقع بالفعل في مالمو بالسويد.
فاذا شاهدتم الفيديو ببطء، ستقرأون عبارة Hogre laroverk f lickor قرب المبنى الذي أطل منه الرجل في الفيديو (ادناه). كلمات مفاتيح توصلنا الى صورة أوضح في موقع فليكر (هنا) لذلك الموقع، لنقرأ ما عجزنا عنه في الفيديو: Mamlo Hogre läroverk for flickor (هنا، هنا، هنا ايضا).
وما تعنيه العبارة هو مؤسسة مالمو للتعليم العالي للبنات، التي كانت مدرسة للفتيات في مالمو، عملت بين عامي 1875 و1967 (هنا). ووفقا لموقع arkitekturupproret السويدي (هنا)، عُرف مبنى تلك المدرسة السابقة بـGrynbodgatan 20... اسم كان كفيلا بإيصالنا، عبر غوغل مابس (هنا) الى موقع المبنى، وبالتالي موقع تصوير الفيديو: Grynbodgatan 20, 211 33 Malmö, Sweden.
التعمّق في البحث، باستخدام كلمات مفاتيح، يوصلنا هذه المرة الى مشاهد مماثلة نشرتها حسابات (مثل هنا)، بكونها تظهر "تظاهرة في مالمو بالسويد، في 9 ايار 2024، تنديدا بمشاركة اسرائيل في مسابقة يوروفيجن".
From today’s demonstration in Malmö against Israel’s participation in Eurovision. At least 10 000 and possibly up to 15 000 people marching against genocide! #BoycottEurovision 🇵🇸 pic.twitter.com/lx5UBWEYdz
وبهذا العنوان، نشر موقع federalna البوسني (هنا) صورة للرجل نفسه الذي نشاهده في الفيديو، مع مجموعة أخرى من الصور، ضمن تقرير في 9 ايار 2024، عن تظاهرة حاشدة في مالمو ضد مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن.
في ذلك اليوم، خرج آلاف الأشخاص في تظاهرة اتسمت بالهدوء في شوارع مالمو بالسويد، احتجاجا على مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن، عشية خوض البلاد المنافسة، وفقا لما ذكر موقع "فرانس 24" (هنا).
وانطلق المتظاهرون، وزاد عددهم عن خمسة آلاف، من الساحة الرئيسية في مالمو، وساروا في شارع المشاة الرئيسي بالمدينة رافعين الأعلام الفلسطينية. ورفعت لافتات كتب عليها "حرروا فلسطين" أو "يوروفيجن تضفي شرعية على الإبادة".
وشاركت الناشطة دفاعا عن المناخ غريتا ثونبرغ المعروفة بمواقفها المؤيدة للفلسطينيين، في المسيرة إلى جانب العديد من العائلات (هنا ايضا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "ملك الدانمارك حاملا علم فلسطين، وملوحا به"، تضامنا مع الشعب الفلسطيني. في الحقيقة، الفيديو يعود الى تظاهرة في مالمو بالسويد، في 9 ايار 2024، احتجاجاً على مشاركة اسرائيل في مسابقة يوروفجين.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.