انتشر على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك وموقع التدوينات القصيرة إكس مقطع فيديو لشيخ الأزهر بمزاعم أنه جاء ردا على تأسيس مركز تكوين. الا أن للفيديو سياقا مختلفا تماما. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
فقد تداولت حسابات على موقعي فايسبوك وإكس مقطع فيديو يتضمن حديثا للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وارفق بتعليق (من دون تدخل): "رد شيخ الأزهر على مركز تكوين"
- حقيقة الفيديو -
بيد أنه بالبحث عن المقطع، اتضح أن سياقه مختلف تماما ولا علاقة له بمركز تكوين، إذ يعود إلى 26 أيار (مايو) 2020، وجاء بعنوان: "الإمام الأكبر يكشف العواقب السلبية التي نتجت من انتشار صفة الجدال وادعاء المعرفة في العقد الأخير".
وفي هذه الكلمة، حذر شيخ الأزهر "مما أصيبت به مجتمعاتنا في العقد الأخير صناعة الجدال والدعاء المعرفة بلا سقف والقدرة على التحدث في موضوعات بالغة التعقيد متنوعة المجال حديث الخبير الذي يعرف الأكمة وما وراءها".
وأشار إلى أن "هؤلاء يدلون بأعاجيب من القول وأفانينا من التحليلات لا يستند معظمها إلى أي أساس ممنهج من علم أو دراسة منظمة".
وشدد على أن هذه الحالة ولدت "جائحة أكبر تمثلت في الجرأة على حرمة التخصص العلمي ومكانة العلماء المتخصصين ممن أفنوا زهرات أعمارهم وسكبوا ماء عيونهم في الدراسة".
جدل حول تكوين
وقدم برلمانيون ومحامون استجوابات للبرلمان وبلاغات للنائب العام تطالب بوقف نشاط مركز تكوين للفكر العربي، بحسب تقرير لموقع "سي ان ان" بالعربية.(هنا)
واتهم البرلمانيون والمحامون المتقدمون بهذه البلاغات أعضاء مجلس أمناء المركز بإثارة الفتنة ونشر الإلحاد، مستندين إلى صدور أحكام سابقة بحق بعض أعضائه في قضايا ازدراء الأديان، فيما وصف المركز الهجوم عليه بأنه "استباقي ولا يستند إلى أي أدلة لهذه الاتهامات".
وأصدر مركز تكوين على صفحته الرسمية في الفايسبوك بيانا قبل ساعات أكد فيه أنه "مؤسسة غير إقصائية وغير متطرفة، لا تكمم أفواه أعضائها، لكنها تسمح بمساحات الحرية اللازمة للإبداع، التفكير، والاختلاف، وهنا الجميع مدعوون إلى المشاركة والحوار".
وتابع: "نحن نؤمن بأن الاختلاف هو مصدر الإبداع، وأن التفكير الدائم هو طريق التطور أمام البشرية. أوليس من الجميل أن يجتمع المفكرون والكتاب العرب في مكان واحد؟".
وشدد على أنه "بالرغم من الهجوم غير المبرر والشائعات غير الصحيحة وتكفير من يقومون على تكوين، نحن سعداء بأنه بعد سنوات طويلة من الركود أصبح هناك حراك فكري في الشارع العربي بين مؤيد ومعارض، وهنا الجميع مدعوون إلى الحوار بالقلم لا بالسكين".
الخلاصة: كلمة شيخ الازهر المتداولة لا علاقة لها بمركز تكوين، إذ تعود إلى عام 2020.