المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "محاولة فاشلة لاغتيال وزير الهجرة الإسرائيلي خلال زيارته لأوكرانيا".
الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 19 كانون الثاني 2013. ويظهر لحظة تعرض زعيم الأقلية التركية في بلغاريا أحمد دوغان لهجوم بسلاح خلال القائه كلمة في مؤتمر بالعاصمة البلغارية صوفيا. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر رجلا يصوّب مسدسه في اتجاه آخر كان يقف وراء منصة، ليهرع في اتجاهه رجال ويطرحوه أرضا، مقيدين حركته. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "محاولة فاشلة لاغتيال وزير الهجرة الإسرائيلي أثناء زيارته اوكرانيا".
الا ان هذه المزاعم لا اساس لها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عن الفيديو، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضعنا امام حسابات، وايضا مواقع اخبارية نشرته او نشرت لقطات شاشة منه، في 19 كانون الثاني 2013 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، ضمن تقارير عن تعرض زعيم حزب يمثل الاقلية التركية في بلغاريا لمحاولة اغتيال او اعتداء فاشلة.
اسم الزعيم احمد دوغان Ahmed Dogan. وخلال مؤتمر حزب "الحركة من اجل الحقوق والحريات" في العاصمة البلغارية صوفيا، وبينما كان دوغان يلقي كلمة امام مندوبي الحزب، صعد شاب في الخامسة والعشرين من العمر الى المنبر، بحسب الشرطة، واقترب من دوغان، فيما كان يحمل سكينين ومسدس ضغط، وحاول اطلاق النار عليه، الا ان المسدس تعطل.
وتم التعريف بهوية المهاجم انه أوكتاي إنيمحمدوف Oktay Enimehmedov، وهو مواطن بلغاري ومن أصل تركي، من مدينة بورغاس الساحلية. وذكرت تقارير اعلامية بلغارية انه كان عضوا ناشطا في مجموعة "أنا أكره دوغان".
ومسدس الضغط او الغاز سلاح غير فتاك يستخدم للدفاع عن النفس. لكن خبراء يقولون إنه عند إطلاقه من مسافة قريبة، يمكن أن يسبب إصابات مهددة للحياة.
وكان دوغان زعيم حزب "الحركة من اجل الحقوق والحريات" منذ تأسيسه عام 1990 وشارك حزبه مرتين في حكومات ائتلافية اشتراكية او يسار الوسط بين عامي 2001 و2009، وكان يومذاك في المعارضة في وجه رئيس الحكومة المحافظ بويكو بوريسوف (هنا).
وعاد دوغان وأطل مجددا اعلى الحضور بعد اربع ساعات على الحادث، وهو يبتسم على وقع التصفيق، واعلن استقالته من رئاسة الحزب، وهو قرار سبق أن اعلنه قبل اسابيع عدة ولا علاقة له بمحاولة الاعتداء.
وقال دوغان في كلمته ان "قراري بالانسحاب نهائي، واقترح لطفي ميستان وهو نائب محترم ليخلفني".
من جهته، قال منفذ الاعتداء أوكتاي إنيمحمدوف، خلال جلسة في المحكمة، إنه لم يكن ينوي قتل دوغان، و"كنت أقصد فقط إخافته" (هنا). وابدى "أسفه لأن مسدسه لم يطلق النار في شكل صحيح".
- وزير الهجرة الإسرائيلي -
وللسائلين، فإن من يشغل حاليا منصب وزير الهجرة والاندماج في الحكومة الاسرائيلية هو اوفير سوفر Ofir Sofer (هنا). ولا اثر لاي خبر عن زيارته أوكرانيا أخيرا، او عن تعرضه لمحاولة اغتيال.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "محاولة فاشلة لاغتيال وزير الهجرة الإسرائيلي خلال زيارته لأوكرانيا". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 19 كانون الثاني 2013. ويظهر لحظة تعرض زعيم الأقلية التركية في بلغاريا أحمد دوغان لهجوم بسلاح خلال القائه كلمة في مؤتمر بالعاصمة البلغارية صوفيا.