تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه يُظهر "بيع عمّال لتشغيلهم في مناجم لاستخراج الماس يملكها أميركيون وأوروبيون في أفريقيا". إلا أنّ الادّعاء غير صحيح، والفيديو يُظهر تدريبات عسكريّة لطلاب في الأكاديميّة البحريّة في نيجيريا.
يُظهر الفيديو عشرات الأشخاص مكّدسين في حفرة موحلة يرفعون أيديهم، ثمّ يجلسون أرضاً بأوامر من أشخاصٍ يرتدون زياً أزرق. وجاء في التعليق المرفق "أفارقة يبيعون أفارقة للعمل في مناجم الماس التي يملكها المستعمر الأجنبي الأوروبي والأميركي واليهودي… أين حقوق الإنسان التي يتغنّون بها؟".
تدريبٌ عسكريّ
إلا أنّ الادعاءات التي تزعم أنّه يصوّر سوقاً لبيع البشر غير صحيحة.
فقد أرشد التفتيش عن لقطات من الفيديو إلى النسخة ألاصليّة منه منشورة في حسابٍ على موقع تيك توك بتاريخ 17 حزيران 2023.
وجاء في التعليق المرفق "هذا اليوم هو دائماً يومٌ لا يُنسى".
في ضوء ذلك، تواصل صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس مع صاحب الحساب، إلا أنّهم لم يلقوا إجابة حتى إعداد هذا التقرير.
غير أنّ صاحب الحساب أشار في تعليقه على الفيديو إلى حساباتٍ أخرى، منها حساب معهد تكنولوجيا النقل والإدارة، وهي أكاديمية للطيران والملاحة البحريّة في العاصمة النيجيرية في لاغوس.
الأكاديمية العسكرية في لاغوس: هذا الفيديو من تدريباتنا
وفي حديث لوكالة فرانس برس، أكّدت مديرة الأكاديميّة سينتيا شيديرا أهاميفولي أنّ الفيديو المتداول يظهر تدريباً عسكرياً للطلاّب الجدد من دفعة 2023- 2024.
وقالت لصحافيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في نيجيريا إن "الفيديو من معهدنا، إنه تدريب يسمى المعمودية للطلاب الجدد الذين تمّ قبولهم للتوّ".
وأضافت "هذا التقليد يشكّل مقدّمة لدخول المجنّدين إلى العالم العسكريّ".
وقد أرسلت مديرة الأكاديميّة صوراً للتقليد نفسه عند استقبال دفعة جديدة في أيّار 2024.
صورة لتجمّع الطلاّب قبل انطلاق تدريب "المعموديّة" بتاريخ 24 أيّار 2024 ( أكاديمية الطيران والملاحة البحريّة في لاغوس)
صورة لتجمّع الطلاّب قبل انطلاق تدريب "المعموديّة" بتاريخ 24 أيّار 2024 ( أكاديمية الطيران والملاحة البحريّة في لاغوس)
وتُظهر الصور مدرّبين بزيّ أسود وأزرق، مطابق لما يظهر في الفيديو المتداول، وهم يحضّرون الطلاّب للتدريب.
خدمة تقصّي صحّة الأخبار، وكالة فرانس برس