المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "وصول الفرقاطة الروسية الأدميرال غورشكوف إلى العاصمة الكوبية هافانا" أخيرا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: صحيح ان الفرقاطة "الأدميرال غورشكوف" وصلت إلى هافانا، مع ثلاث سفن روسية، بينها غواصة تعمل بالطاقة النووية، أمس الاربعاء 12 حزيران 2024، الا ان الفيديو المتناقل قديم، اذ يعود الى 24 حزيران 2019، وفقا لما أرشفته وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية. ويظهر وصول "الادميرال غورشكوف" وسفن روسية أخرى الى ميناء هافانا يومذاك. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر سفينة وهي تقترب لتشق طريقها... صوب رصيف. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "تصعيد... وصلت أحدث فرقاطة تابعة للبحرية الروسية "الأميرال غورشكوف" حاملة صواريخ "تسيركون" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، إلى العاصمة الكوبية هافانا. ومن المتوقع أن تصل الغواصة النووية كازان المزودة بأسلحة صاروخية موجهة إلى الفناء الخلفي للولايات المتحدة".
🇨🇺🇷🇺 🔴 تصعيد.. وصلت أحدث فرقاطة تابعة للبحرية الروسية "الأميرال غورشكوف" حاملة صواريخ "تسيركون" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، إلى العاصمة الكوبية هافانا.
ومن المتوقع أن تصل الغواصة النووية كازان المزودة بأسلحة صاروخية موجهة إلى الفناء الخلفي للولايات المتحدة . pic.twitter.com/Ov3pX5TOf6
تزامن انتشار الفيديو مع وصول أربع سفن تابعة للبحرية الروسية، بينها غواصة تعمل بالطاقة النووية، أمس الأربعاء 12 حزيران 2024، إلى كوبا، حيث سترسو لمدة خمسة أيام، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس".
وكانت ناقلة النفط "باشين" وزورق القَطر "نيكولاي تشيكر" الحامل ألوان العلم الروسي الأبيض والأزرق والأحمر، أول داخلي ميناء هافانا حوالى الساعة 8,00 بالتوقيت المحلي (12,00 بتوقيت غرينتش)، وتبعتهما بعد ذلك بوقت قصير الفرقاطة "الأدميرال غورشكوف". وقد أمكن مشاهدة الغواصة النووية "كازان" في الأفق، من خليج العاصمة.
وقالت وزارة القوات المسلحة الثورية الكوبية في بيان الأسبوع الماضي "لا تحمل أي من السفن أسلحة نووية، لذا فإن توقفها في بلادنا لا يمثل تهديدا للمنطقة". وأوضحت أنها زيارة "تحترم بشكل صارم القواعد الدولية التي تلتزم بها كوبا" وتستجيب "لعلاقات الصداقة التاريخية" بين هافانا وموسكو.
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
في الواقع، بدأ تداول الفيديو في 10 حزيران 2024، اي قبل نحو يومين من وصول الفرقاطة "الأدميرال غورشكوف" الى هافانا في 12 منه (هنا، هنا ايضا).
أول مؤشر الى تداول خاطئ للفيديو.
ويثبت ذلك البحث عنه، بتجزئته الى لقطات ثابتة (Invid)، والذي يوصلنا أولا الى خيوط (هنا، هنا، هنا)، ترشدنا الى المشاهد نشرتها وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية، في قناتها الارشيفية في يوتيوب، في 29 حزيران 2019 (هنا)، ضمن فيديو أطول (1.28 دقيقة)، بعنوان: Russian Navy vessels entered Havana Harbor اي سفن للبحرية الروسية دخلت ميناء هافانا.
وأفادت الوكالة بان هذه المشاهد تظهر "دخول أسطول صغير من سفن البحرية الروسية ميناء هافانا في وقت مبكر من صباح الاثنين 24 حزيران 2019، في علامة على التضامن بين روسيا وكوبا، وعلى الخلاف المتفاقم مع الولايات المتحدة...".
وقالت: "إنها الزيارة الأولى لسفن البحرية الروسية، منذ أن منعت إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب جميع السفن السياحية الأميركية من زيارة كوبا... الامر الذي أثار دهشة حفنة من المتفرجين الذين انتشروا على طول الطريق بجانب رصيف الميناء الذي يحيط بميناء هافانا".
واضافت: "مرت السفن البحرية الروسية الثلاث ببطء تحت أسوار قلعة مورو، التي تحرس مدخل ميناء هافانا، بعد الساعة الثامنة صباحا بقليل، وتلقت التحية بإطلاق 21 طلقة مدفعية من لا كارلوتا، الحصن العسكري اعلاه، بينما كان المتفرجون يراقبون من الشاطئ".
وتابعت: "هذه ليست المرة الأولى التي تقوم سفن البحرية الروسية بزيارات مجاملة للجزيرة، لكنها تأتي في أعقاب إجراءات أميركية أكثر صرامة. فقد فرضت الولايات المتحدة قيودا على سفر المواطنين الأميركيين، وتسلط الزيارة الضوء على التوترات الحالية بين إدارة ترامب والحكومة الكوبية" (هنا، هنا، هنا، هنا...).
وهنا ايضا مشاهد نشرتها وكالة غيتي ايماجز Getty Images لوصول سفن البحرية الروسية، بقيادة الفرقاطة "الأدميرال غورشكوف"، إلى ميناء هافانا في 24 حزيران 2019.
وللراغبين، إليكم مشاهد وصول "الأدميرال غورشكوف" إلى هافانا في 12 حزيران 2024 نشرتها وكالتا Getty Images (هنا، هنا)، و"رويترز" (هنا) ومواقع اخبارية (هنا، هنا). وثمة صور يمكن الاطلاع عليها (هنا)، وادناه (وكالة فرانس برس).
النتيجة: اذاً لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "وصول الفرقاطة الروسية الأدميرال غورشكوف إلى العاصمة الكوبية هافانا" أمس الاريعاء. في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 24 حزيران 2019، وفقا لما أرشفته وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية.