يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي خبراً بمزاعم أن "وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية أورنا باربيفاي صرحت بأن بلادها ستحصل على 100 ألف برميل يومياً من النفط العراقي، الذي سيصدر من العقبة ويمر بالمياه الإقليمية". غير أنّ هذا الزعم غير صحيح، والخبر المتناقل زائف. #FactCheck
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
الوقائع: تكثف التشارك في الخبر أخيرا عبر صفحات وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء فيه (من دون تدخل أو تصحيح): "وزيرة الاقتصاد الاسرائيلية: اسرائيل ستحصل على 100الف برميل يومياً من النفط العراقي الذي سيصدر الى العقبة ويمر بمياهنا الاقليمة. هذا هو المغزى من مد انبوب بصرة عقبه. اتفاق امريكي مع الحكومة العراقية لتصدير النفط الى اسرائيل."
التدقيق:
بدأ تداول الخبر المزعوم بالتزامن مع تخصيص مبالغ مالية في قانون الموازنة لعام 2024 لتنفيذ مشروع أنبوب البصرة- العقبة لتصدير النفط العراقي، الأمر الذي أثار جدلا كبيرا في البلاد بشأن جدواه الاقتصادية وأهدافه، خصوصا مع حديث البعض عن تكلفة له تصل الى مليارات الدولارات، ودخول أطراف دينية وسياسية على الخط، ووصفه بـ"أنبوب التطبيع مع إسرائيل". (هنا)
لكن الحكومة العراقية قالت إن المشروع يصل إلى مدينة حديثة فحسب، وإن هذا المشروع يمثل العمود الفقري لكامل منظومة التصدير الشمالية، ويمنح العراق منافذ تصدير جديدة، بالإضافة إلى توفير آلاف فرص العمل، فضلا عن كونه مشروعا مكملا لمشروع طريق التنمية.
ويعد مشروع نفط البصرة- عقبة مشروع قيد التفيذ لنقل النفط الخام المُستخرج من حقول البصرة إلى مدينة العقبة في جنوب الأردن. ويمتد هذا الأنبوب مسافة مقدارها 1700 كلم عبر مرحلتين، الأولى تمتد من البصرة إلى حديثة في غرب العراق، والثانية إلى ميناء العقبة لتصدير النفط إلى بقية العالم.
وسينقل الجزء الأول من الأنبوب نحو 2.25 مليوني برميل نفط يوميا، فيما تبلغ كمية النفط التي ستصل إلى ميناء العقبة عبر الأنبوب مليون برميل يوميا، سيتم تحويل 850 ألف برميل إلى مصفاة البترول الأردنية، بالإضافة إلى أنبوب آخر لنقل 100 مليون متر مكعب يوميا من الغاز سيستخدمها الأردن لإنتاج الكهرباء. وكان من المفترض الانتهاء من تنفيذ المشروع في عام 2017، وتقدر تكلفته بنحو 18 مليار دولار.(هنا)
واقتُرح المشروع للمرة الأولى عام 1983، إذ اتفق الجانبان العراقي والأردني على مد أنبوب من البصرة إلى ميناء العقبة على البحر الأحمر، مرورًا بالأراضي الأردنية، لكن لم يدخل حيز التنفيذ.
حقيقة الخبر:
غير أنّ الخبر المتناقل غير صحيح، وفقا لما يتوصل إليه تقصي حقيقته.
فبالبحث عنه في الموقع الالكتروني الرسمي لوزيرة الاقتصاد الإسرائيلية أورنا باربيفاي وحساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي (هنا، هنا، هنا، هنا)، وفي وسائل الإعلام المحلية الموثوق بها، يتبين عدم وجود أي تصريحات تشير إلى ذلك.
كذلك، لم تنشر قناة CBC المصرية التصريح المزعوم، بل تم استخدام شعارها في تصميم صورة الخبر فحسب، ولم نجده في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الخبر سبق أن تم تداوله قبل سنوات بالصيغة والطريقة ذاتهما، وفندته وقتها منصات معنية بالتحقق من المحتوى. لكن نشره تجدد هذه الأيام بسبب عودة طرح تنفيذ مشروع أنبوب البصرة- العقبة.
النتيجة: إذاً، لا صحة للخبر المتداول أن "وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية أورنا باربيفاي صرحت بأن بلادها ستحصل على 100 ألف برميل يومياً من النفط العراقي الذي سيصدر من العقبة ويمر بالمياه الإقليمية". في الواقع، الخبر زائف، ولم تنشر قناة CBC المصرية ووسائل الاعلام الدولية تصريحا مماثلا.