تداولت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس (تويتر سابقا) مقطع فيديو بمزاعم أنه "لحريق مروع يتلهم سيارات في مطار القاهرة". الا ان هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
فقد تداولت حسابات غير عربية على موقع إكس مقطع فيديو بشكل واسع، يظهر اندلاع حريق مروع يلتهم عددا من السيارات. وكُتب عليه تعليق (من دون تدخل): خبر عاجل... مطار القاهرة مدينة السلام.
- حقيقة الفيديو -
ولكن بتتبع مصدر الفيديو، اتضح أن سياقه مختلف تماما. فقد نُشر للمرة الأولى في موقع يوتيوب في 14 تموز (يوليو) 2020، على قناة Global News، بعنوان: "اشتعال النيران في سيارات بعد اندلاع حريق هائل على طول خط الأنابيب في مصر".
وجاء في توصيف الفيديو إن وزارة الصحة المصرية قالت إن حريقا هائلا اندلع في خط أنابيب نقل النفط الخام الشقير- مسطرد يوم الثلثاء مما أدى إلى إصابة 12 شخصا على الأقل.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أعمدة كثيفة من الدخان وسيارات مشتعلة على جانب الطريق. ويمتد خط الأنابيب على طول طريق سريع رئيسي في ضواحي القاهرة.
وذكر بيان لوزارة البترول أن شرارة ناجمة عن مرور سيارات على الطريق أدت إلى اشتعال النيران في النفط الخام المتسرب من الأنبوب.
ونشرت مواقع محلية مصرية ووكالات أنباء أجنبية الخبر في 14 تموز (يوليو) 2020 (هنا، هنا وهنا). وأعلنت وزارة البترول المصرية في بيان حينها أنه تمت السيطرة على حريق اندلع في خط أنابيب شقير- مسطرد لنقل النفط الخام.
ووفقا لبيان الوزارة، فقد اندلع الحريق "على أول طريق القاهرة- الإسماعيلية الصحراوي نتيجة حدوث كسر بالخط وحدوث شرارة ناتجة عن تزاحم السيارات بالطريق، مما أدي الي اشتعال الخام المتسرب".
من جهتها أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية إصابة 12 مواطنًا إثر الحادث، ولا وجود لأي وفيات حتى الآن.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه تم الدفع بـ15 سيارة إسعاف مجهزة لموقع الحادث، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفى السلام العام، مشيرًا إلى أن الإصابات تشمل حالات حروق بدرجات مختلفة واختناقات، وجميع الحالات تتلقى الرعاية اللازمة.
وأكد أنه تم رفع درجة الاستعداد للقصوى بالمستشفيات المحيطة بموقع الحادث، لافتًا إلى أن جميع المصابين يتلقون الرعاية الطبية اللازمة وجاري متابعتهم لحين خروجهم بعد تحسن حالتهم الصحية.
وأصدرت النيابة العامة المصرية على صفحتها الرسمية بموقع "فايسبوك" بيانا حول الحادث في 15 تموز (يوليو) 2020، تناول تحقيقات الحادث. وقالت إن تحقيقاتها كشفت نقاط تسرب المادة البترولية وإتلاف الخط الناقل لها وبداية اندلاع الحريق بطريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي.
وأوضح البيان أن "غرفة عمليات النجدة في قسم شرطة الشروق أُبلغت بتسرب مواد بترولية بمحيط الكيلو 21 من طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي أسفل كوبري السلام. وبالانتقال إلى محل البلاغ، تبين وجود كسر بالخط التابع لشركة "أنابيب البترول" المتجه إلى مسطرد من شقير– البحر الأحمر، مما أسفر عن تدفق المادة البترولية التي يحملها إلى الطريق العام. وخلال محاولة الشرطة وقف امتداد تلك المادة بالحواجز الرملية، اشتعلت النيران بإحدى البقاع وامتدت إلى مركز التسريب، فعَلَت ألسنة اللهب وأسفرت عن احتراق عدد من السيارات والدراجات الآلية المارة والمتوقفة بمحل الحادث، وأصيب عشرات من المصابين".
وتابع انه "إثر تلقي النيابة العامة إخطارًا من الشرطة بالواقعة، أمر السيد المستشار النائب العام بالتحقيق العاجل فيها، فانتقل فريق من النيابة العامة إلى مسرح الحادث لمعاينته، والذي تمكن من تحديد نقطة تسريب المادة البترولية ببقعة رملية فضاء مغمورة بالمادة البترولية أسفل كوبري السلام، حيث تبينت النيابة العامة فيها آثارَ حفر بنقطة التسريب، وظهور جزء من ماسورة تُوازي الطريق العام تبينت بها قَطعًا بالمادة العازلة للماسورة وشقًّا جانبيًّا في هيكلها مفتوحًا لأعلى تسيل منه المادة البترولية، تعلوه آثار احتكاك في شكل خطوط طولية متوازية مع الشق. وتبين امتداد التسريب إلى مقر المعهد القومي للحراسات والتأمين بالطريق، حيث غمرت المادة البترولية تلك المسافة بالكامل، وتخللتها آثار اندلاع النيران، والسيارات والدراجات الآلية التي احترقت".
كذلك، تمكنت النيابة العامة من تحديد نقطتين لاندلاع الحريق. الأولى أمام مقر المعهد القومي للحراسات والتأمين حيث عُثر على سيارة متفحمة أفادت الشرطة بأنها أولى السيارات التي احترقت. والنقطة الثانية عند نفق يؤدي إلى أعلى كوبري السلام، حيث أفادت الشرطة احتراقَ سيارتين بالنفق، عاينتهما النيابة العامة، وكانتا بداية الحريق فيه. كذلك، عاينت النيابة العامة ما أحدثه الحريق من إسقاط جزء من البنيان الخرساني العلوي للنفق.
وكشفت التحقيقات عن إحداث الحريق إتلافًا بمركزٍ لصيانة السيارات بالطريق، واحتراق سبع وثلاثين سيارة وثلاث دراجات آلية -حتى تاريخه- على طول المساحة التي اندلع فيها الحريق. ورصدت النيابة العامة عددًا من كاميرات المراقبة بمحيط مسرح الحادث. وتحفظت على وحدات تخزين بعضها، وحصلت على مقاطع مصورة من الأخرى، وتعكف على مشاهدتها وتحليلها.
وانتقل فريق آخر من النيابة العامة لسؤال المصابين في الحادث، والذين بلغ عددهم ثمانية عشر شخصًا - حتى تاريخه - بينهم مجندون في القوات المسلحة، وأدلى مَن أمكن سؤالُهم منهم بتفصيلاتِ كيفية حدوث إصاباتهم. كذلك سألت النيابة العامة أربعة وعشرين شخصًا ممن احترقت سياراتهم خلال الحادث.
وكذا سألت عددًا من الشهود، إذ استمعت إلى رئيس مجلس إدارة شركة أنابيب البترول الذي شهد بتلقيه بلاغًا ظهيرة يوم الواقعة بانخفاض ضغط سائل البترول الخام داخل الأنابيب الممتدة من منطقة شقير إلى مسطرد، تحديدًا بالكيلو ٢١ من طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي، ثُم فورَ تلقي الشركة بلاغًا بتسرب السائل البترولي واندفاعه خارج الأنبوب المعد لجريانه أغلقت الشركة صِمامات التحكم في اندفاعات المنتجات البترولية، واندلعت النيران مِن بعدُ بالسائل الذي تسرب بالطريق، مؤكًدا اتباع الشركة كل إجراءات الصيانة الدورية على الأنابيب محل الحادث، وعدم إجراء الشركة أيَّ أعمال حفر لاكتشاف نقطة التسريب.
وسألت ايضا النيابة العامة عددًا من المديرين العموم بالشركة، والذين شهدوا بمضمون ما شهد به سابقهم، وسألت كذلك عددًا من مسؤولي الهيئة العامة للبترول- الرئيس التنفيذي للهيئة، ورئيس قسم الشؤون القانونية بشركة أنابيب البترول، ووكيل وزارة البترول للشؤون القانونية- والذين شهدوا بمسؤولية الشركة المذكورة بإداراتها المختلفة فنيًّا وإداريًّا عن الخط الذي نشب فيه الحريق، وأن وزير البترول والثروة المعدنية قد وجه بتشكيل لجنة من المختصين بالوزارة لتحديد قيمة الإتلاف بالمنتج المحترق، وخطوط الأنابيب وأسباب نشوب الحريق.
وسألت النيابة العامة مقاولًا متعاقدًا مع الشركة المذكورة على صيانة الخط الممتد من نفق السلام حتى طريق جنيفة، والذي أكدَّ عدم إجراء أي أعمال للصيانة على الخط في وقت قريب، وأنه بعد انتقاله لمحل الواقعة بعد إبلاغه بوقوع التسريب لوجود كسر بإحدى المواسير أبصر تلاحق حفَّارات شركة أنابيب البترول إلى الموقع بعد السيطرة على الحريق وإخماده للحفر وصولًا لنقطة التسريب، فعاونهم في ذلك، مؤكدًا انقطاع صلة عمليات الحفر تلك بنشوب الحريق لبَدْئِها بعد السيطرة عليه وإخماده.
وسألت النيابة العامة مأمور قسم شرطة الشروق، والذي شهد بانتقاله لمحل الحادث فور تلقيه اخطارًا بتسرب المادة البترولية بالطريق. وبوصوله أبصر محاولات أفراد الجهات المعنية مواجهة ما تخلف عن التسريب ومنع السيارات من المرور، وخلال ذلك مرت سيارة مسرعة بالطريق والنيران مشتعلة بإطاراتها مما أحدث حريقًا ضخمًا امتدَّ بالمساحة التي تسربت إليها المادة البترولية، فعمل رجال الحماية المدينة والأجهزة المعاونة على إخماد الحريق، مؤكدًا خلو موقع الحادث من أية أدوات أو معدات للحفر قبل وقوعه.
وكذلك سألت النيابة العامة شهودًا وجدوا بمسرح الحادث، حيث أكد اثنان منهم سماعهما صوت انفجار حال وجودهما في عقار مقابل لموقع الحادث. وباستطلاعهما الأمر أبصرا اندفاع مادة سوداء فوق مستوى سطح الأرض وفرار المارَّة من حولها محذرين من أنها مادة بترولية. ثم اندلعت النيران بتلك المادة خلال محاولات السيطرة على التسريب. وأوضح شاهدان آخران أنهما أبصرا مرور سيارة وسط المادة البترولية التي تسربت إلى الطريق الصحراوي، وقد اشتعلت النيران في إطاراتها وامتدت إلى المادة السائلة التي تسربت. وأضاف أحدهما أن حريقًا آخر اندلع بنقطة ثانية من مصدر مغاير خلاف السيارة المذكورة.
الخلاصة: فيديو الحريق قديم اذ يعود إلى عام 2020، ولا علاقة له بمطار القاهرة. وقد أسفر حينها عن إصابة 12 شخصا وإتلاف عدد من السيارات.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.