المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "ازدحاما غير مسبوق في مطار بيروت لمسافرين مغادرين هرباً من حرب محتملة مع اسرائيل"، في وقت تصاعدت التهديدات بين "حزب الله" واسرائيل وتكثف تبادل إطلاق النار عبر الحدود.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود إلى 2 ايلول 2023. ويظهر "زحمة على خطّ المغادرة في مطار رفيق الحريري الدّولي"، وفقا لما تم تداوله. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر صفوفاً طويلة لاشخاص ازدحموا في قاعة. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "مطار بيروت يشهد ازدحاما غير مسبوق للمسافرين المغادرين للبنان"، وايضا "زحمة كبيرة في مطار بيروت هربا من الحرب المحتملة مع إسرائيل".
- حزب الله يهدّد اسرائيل وقبرص -
جاء تداول الفيديو في وقت هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الأربعاء 19 حزيران 2024، بأن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ الحزب في حال اندلاع حرب، منبهاً في الوقت نفسه قبرص من مغبّة فتح مطاراتها وقواعدها أمام اسرائيل لاستهداف لبنان.
وقال نصرالله في كلمة ألقاها خلال تأبين طالب عبدالله، القيادي البارز في صفوف حزب الله الذي قضى بنيران إسرائيلية "يعرف العدو جيداً أننا حضرنا أنفسنا لأسوأ الأيام (...) وهو يعرف أنه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا"، مضيفاً "عليه أن ينتظرنا براً وجواً وبحراً".
وتواصل تبادل الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" إطلاق النار عبر الحدود بعد تصاعد التهديدات بين الطرفين. وأعلن "حزب الله"، الأحد 23 حزيران 2024، أنه استهدف موقعين عسكريين في شمال إسرائيل بمسيّرات انقضاضية "رداً على اغتيال" قيادي في الجماعة الاسلامية في شرق لبنان، بعد ساعات من نشره مقطعاً مصوراً يحدد مواقع في إسرائيل مع إحداثياتها.
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، باستخدام كلمات مفاتيح بالعربية، يقودنا الى مواقع اخبارية لبنانية وحسابات نشرته في 2 ايلول 2023 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، مع تعليق "زحمة على خطّ المغادرة في مطار رفيق الحريري الدّولي".
ونشر الفيديو في 2 ايلول 2023 يعني ان لا علاقة له بالتطورات العسكرية في جنوب لبنان.
وتزداد زحمة المسافرين المغادرين للبنان، لا سيما مع "انتهاء الشهر الثامن من العام ومعه انتهاء معظم الاجازات الصيفية، خصوصاً لأولئك المغتربين الذين يقيمون في الخارج والطلاب الذين يتابعون دراستهم هناك، والذين أمضوا هذه الإجازات في ربوع الوطن" (هنا، هنا، هنا).
وكان شهر تموز 2023 الأعلى في أعداد المسافرين الواصلين الى المطار، والذين بلغ عددهم 504 آلاف و 26 وافداً (بزيادة 8,79 بالمئة عن تموز 2022).
وقد سجل شهر آب 2023 (هنا) الرقم الأعلى للمغادرين عبر المطار، وبلغ 533 ألفاً و 947 راكباً ( مقابل 475 ألفاً و107 من المغادرين في آب 2022 اي بزيادة 12,38 بالمئة )، وبلغ مجموع الركاب في آب 2023: 915 ألفاً و 85 راكباً (مقابل 796 ألفاً و543 راكباً في آب 2022 اي بزيادة 14,88 بالمئة).
وفي ايلول 2023 (هنا، هنا، هنا...)، ارتفع عدد الوافدين إلى لبنان بنسبة 23 في المئة، وسجل 342 ألفاً و824 راكباً. كذلك ارتفع عدد المغادرين بنسبة 18 في المئة وبلغ 435 ألفاً و890 راكباً، في حين انخفض عدد ركاب الترانزيت بنسبة 8.73 في المئة وسجل 742 راكباً، ليبلغ المجموع العام للمسافرين عبر المطار خلال أيلول 2023، 779 ألفاً و456 راكباً ( بزيادة 20.11 في المئة).
وقد ارتفعت حركة المغادرة من لبنان في 2023 لتسجل 3 ملايين و 634 ألفاً و 365 راكباً (مقابل 3 ملايين و213 ألفاً و675 مغادراً في 2022 اي بزيادة 13 بالمئة).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "ازدحاما غير مسبوق في مطار بيروت لمسافرين مغادرين هرباً من حرب محتملة مع اسرائيل"، في وقت تصاعدت التهديدات بين "حزب الله" واسرائيل وتكثف تبادل إطلاق النار عبر الحدود. في الواقع الفيديو قديم، اذ يعود إلى 2 ايلول 2023. ويظهر "زحمة على خطّ المغادرة في مطار رفيق الحريري الدّولي"، وفقا لما تم تداوله.