حسابات مصرية على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر (فايسبوك) نشرت خبراً يزعم مغادرة 250 ألف لبناني للبلاد خلال 24 ساعة خوفاً من هجوم إسرائيلي محتمل؛ وهو زعم غير صحيح تماماً ولم يصدر عن أي جهة رسمية. FactCheck#"
"النّهار العربي" دقّق من أجلك
فعلى مدار أيام؛ تداولت حسابات مصرية على موقع (فايسبوك) خبراً يقول (من دون تدخل): "لبنان في مهب الريح...".
ويأتي هذا الخبر؛ بالتزامن مع تصعيد إسرائيل في جنوب لبنان، خصوصاً مع تقارير إعلامية أميركية أشارت إلى أن "البنتاغون" نقل أصولاً عسكرية إلى منطقة قريبة من الحدود، لتكون جاهزة لعمليات الإجلاء، وأن الولايات المتحدة تنسق حالياً مع حلفائها لتنفيذ هذه العمليات في حال تطلب الأمر. (هنا) و(هنا) و(هنا)
وأوضحت التقارير أن هناك قلقاً متزايداً من إسرائيل بشأن شن غارات جوية أو هجوم بري محتمل على لبنان في الأسابيع القادمة، مع تعبيرهم عن دعمهم لرغبة إسرائيل في إنشاء منطقة عازلة على الحدود اللبنانية بطول 16 كيلومتراً.
- حقيقة الخبر:
بيد أنه بعد تتبع الخبر؛ اتضح أنه غير صحيح تماماً؛ وهو ما يمكن بيانه فيما يلي:
أولاً: لا يوجد بيان أو تصريح رسمي حول مغادرة 250 ألف لبناني خلال 24 ساعة، سواء في المعابر البرية أو المطار، وهو حدث إذ تم لا يمكن إغفاله خصوصا وأنه يعد رقماً كبيراً يصعب تجاهله.
فعلى سبيل المثال؛ وفي 17 أب (أغسطس) 2019، قالت ريا الحسن وزيرة الداخلية والبلديات آنذاك، على حسابها الرسمي بموقع التدوينات القصيرة (إكس)، إنَّ عدد المغادرين من مطار بيروت وصل إلى أعلى رقم في تاريخ لبنان وهو 22 ألفاً و800 مسافر.
وعبّرت الوزيرة عن تفهمها لمعاناة المسافرين، وشكرتهم لتحمّلهم معاناة الزحمة، مؤكدةً "أننا نبذل ما بوسعنا للانتهاء من هذا الوضع. وسنقوم قريباً جداً بتطبيق كامل للتحسينات".(هنا) وبالتالي فإنه إذ صح رقم المغادرين المتداول؛ كان متوقع أن تصدر تصريحان أو بيانات رسمية بشأنه.
ثانياً: ارتقاع عدد الحجوزات إلى لبنان وفق بيان جان عبود رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر في 25 حزيران (يونيو) 2024، والذي نشره موقع أخبار مطار بيروت.(هنا)
وقال البيان أنه "مع اقتراب فصل الصيف، ابتداء من 4 و5 تموز (يوليو) 2024، فإن حركة المطار ستكون في ازدياد وسترتفع الحجوزات والملاءة، وستكون 100%، حيث إن حركة الوافدين ستتعدى الـ12 والـ13 ألف راكب يومياً، وعدد الطائرات سيتعدى الـ80 و85 طائرة يومياً"، مشيراً إلى "هناك مؤشرات إيجابية جداً لوضع طائرات إضافية ليصبح العرض موازي للطلب".
وتمنى عبود أن "يكون الصيف واعداً، وأن تكون حركة المغتربين وحركة اللبنانيين الذين يعملون في الخارج في ازدياد، وبالتالي استمرار قدومهم إلى لبنان ودعم اقتصاد ومالية البلد".
ثالثا: تصريحات عبود تشير إلى ارتفاع متوقع في عدد الرحلات القادمة إلى لبنان، وبالتالي فإن حركة الطيران لم تظهر أي حد استثنائي.
وهنا؛ أجرى "النهار العربي" مسحاً لحركة الطيران وفق الموقع الرسمي لمطار بيروت، وذلك خلال يومي 29- 30 حزيران (يونيو) 2024، والذي كشف عن عدم وجود أي حدث استثنائي سواء في رحلات المغادرة أو الوصول.
ووفق البيانات التي يتم تحديثها يوميا، بلغ عدد رحلات الوصول في 29 حزيران، 57 رحلة، مقابل 46 رحلة مغادرة، كما تشير حركة الطيران في 30 حزيران إلى أن رحلات الوصول المدرجة على قائمة المطار، بلغت 46 رحلة مقابل، 50 رحلة مغادرة
رابعاً: تشير البيانات الرسمية التي نشرتها جريدة (النهار) في 7 حزيران (يونيو) 2024، إلى أن حركة مطار رفيق الحريري الدولي تشهد نشاطاً ملحوظاً، إذ بدأ عدد الركاب اليوميّ إلى لبنان يفوق الـ20 ألفاً، من بينهم أكثر من 12 ألف وافد، بعد تراجع في حركة المسافرين سابقاً.
أمّا حركة المغادرين، فتشهد بدورها المزيد من الحركة لا سيما على صعيد مغادرة الحجاج إلى مكة المكرمة لتأدية فريضة الحج هذا العام.(هنا)
ووفق البيانات الرسمية؛ فقد سجلت حركة المطار في نهاية شهر أيار (مايو) الفائت 507 آلاف و892 راكباً، ليرتفع بذلك المجموع العام للركاب، منذ مطلع العام وحتى نهاية الشهر الخامس منه، إلى مليونين و292 ألفاً و764 راكباً.
وبلغ مجموع الركاب الذين عبروا المطار خلال شهر أيار (مايو) الفائت 507 آلاف و892 راكباً بتراجع نسبته 10,19% مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق 2023). فقد تراجع عدد الوافدين إلى لبنان بنسبة 5,24%، وسجّل 267 ألفاً و480 راكباً. وسجّل عدد الركاب المغادرين 240 ألفاً و202 بتراجع يقرب من 15%. كذلك تراجع عدد ركاب العبور الترانزيت بنسبة 71,64%، وبلغ 210 ركاب.
الخلاصة: لم تسجل المعابر البرية أو مطار بيروت الدولي أي حركة غير استثنائية. بل أن البيانات الرسمية تشير إلى ارتفاع عدد الحجوزات السياحية في لبنان.