المتداول: فيديو للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يتوعد فيه اسرائيل في ما "لو تجرأت ودخلت جنوب لبنان"، وذلك بكونه تهديداً حديثاً أطلقه أخيرا، في وقت يتواصل التصعيد على حدود جنوب لبنان بين "حزب الله" واسرائيل.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 16 آب 2019. ويظهر السيد نصرالله مهددا اسرائيل في كلمة خلال مهرجان الانتصار الكبير "نصر وكرامة" في مدينة بنت جبيل الجنوبية، في الذكرى الـ13 للانتصار على اسرائيل عام 2006. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
ما القصة؟
الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمام الكاميرا. وكان يقول: "ألويتكم ستدمر، كتائبكم ستبدد، دباباتكم ستهدم، وتحت شاشات تلفزة، تحت الكاميرات، العالم كله، أنا أعدكم مجددا، ستحضرون بثا مباشرا لتدمير الدبابات والفرق والأولية الإسرائيلية، إذا دخلت إلى جنوب لبنان". وقد تكثف التشارك في المقطع أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، أرفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "سيّد المقاومة يحذر الكيان الصهيوني ويهدّد إذا تجرأتم ودخلتم جنوب لبنان"، وايضا "امين عام حزب الله حسن نصر الله يهدد إسرائيل".
سيد المقاومة يحذر الكيان الصهيوني ويهدد إذا تجرأتم ودخلتم جنوب لبنان؟
ألويتكم ستدمر، كتائبكم ستبدد، دباباتكم ستهدم أمام شاشات التلفزة، وتحت الكميرات، أمام العالم كله !!
Hezbollah Secretary General Hassan Nasrallah threatens Israel: You will participate in a live broadcast showing the destruction of Israeli tanks, divisions and brigades if they enter southern Lebanon. pic.twitter.com/5PjPajACDO
جاء تداول الفيديو في وقت لا تزال الجبهة الجنوبية اللبنانية مشتعلة، لكن ضمن قواعد الاشتباك التي تم إرساءها في الفترة الأخيرة، وذلك على وقع التهديدات الإسرائيلية والمواقف العالية السقف التي يُطلقها مسؤولو الحكومة الإسرائيلية. وآخرها لوزير الدفاع يواف غالانت الذي قال "قريباً سنقرر ما إذا كانت إعادة السكان الإسرائيليين في الشمال إلى منازلهم عن طريق اتفاق مع حزب الله أو سنفرضه بالقوة، فالجيش الإسرائيلي مستعد هجوميا ودفاعيا، وأنا على اقتناع بقدرته على التعامل مع كل مهمة نكلفه بها".
وفي جديد الميدان، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أمس الأحد 30 حزيران 2024، أنّ طائراته الحربية هاجمت خلال الليل بنية تحتية عملياتية وعسكرية تابعة لـ"حزب الله" في منطقتي الطيبة ورب ثلاثين في جنوب لبنان. وصباحاً، نفذت طائرة مُسيرة إسرائيلية غارة مستهدفة منزلاً في بلدة حولا، وقد سبق ذلك قصف مدفعي استهدف البلدة. وعلى الاثر، نعى "حزب الله" ثلاثة من عناصره ("النهار"- هنا).
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن "هجوما بطائرة من دون طيار متفجرة" على الجولان الذي تحتله إسرائيل أدى إلى إصابة جندي بجروح خطيرة، متحدثا أيضا عن قصف استهدف شمال إسرائيل.
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، وباستخدام كلمات مفاتيح، يقودنا الى مواقع اخبارية نشرت لقطة شاشة منه مع الكلام ذاته لنصرالله، ضمن تقارير في 16 آب 2029، عن إطلالة له في مهرجان الانتصار الكبير "نصر وكرامة" في مدينة بنت جبيل في الذكرى الـ13 للانتصار على اسرائيل عام 2006 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
وقد أمكن العثور على المقطع منشورا (هنا) في التاريخ ذاته، 16 آب 2019، وعلى الخطاب الكامل لنصرالله في تلك المناسبة (هنا- التوقيت 39.26، هنا، وهنا ايضا نص الخطاب).
في ذلك الخطاب يومذاك، قال السيد نصر الله إن "الحرب التي شنت على لبنان في تموز 2006 كانت بقرار اميركي، واسرائيل كانت مجرد أداة وتهدف إلى إقامة شرق اوسط جديد، وهي مكملة للغزو الاميركي لافغانستان والعراق".
وأشار إلى أن "الإسرائيلي كان سيكتفي برد الفعل، الذي قام به في اليوم الاول لاسر الجنود، لكن القرار الاميركي هو من دفعه الى الحرب من دون جهوزية". وتابع: "هدف الحرب كان سحق المقاومة في لبنان والقضاء عليها في فلسطين وانهاء حكم الرئيس بشار الاسد في سوريا والقضاء على المقاومة الجدية في العراق وعزل ايران تمهيدا لاسقاطها، وهذا المشروع لو نجح، كان سيؤدي الى هيمنة اميركية على منطقتنا".
وقال: "إن الحرب توقفت لسبب وحيد، ألا وهو إدراك الاميركي والاسرائيلي بفشله من تحقيق الهدف من الحرب، بل خافوا ان ينقلب السحر على الساحر، وكانت إسرائيل تدرك أنها تتجه إلى كارثة عظيمة وبدايات الانهيار في كيانهم".
يشار الى ان السيد نصر الله أطل في 19 حزيران 2024 (هنا)، مهدّدا بأن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ الحزب في حال اندلاع حرب، محذرا قبرص من مغبّة فتح مطاراتها وقواعدها أمام اسرائيل لاستهداف لبنان.
وقال في كلمة ألقاها خلال تأبين اقامه الحزب للقيادي الذي قضى في قصف على بلدة جويّا، طالب سامي عبدالله "الحاج أبو طالب"، في مجمّع المجتبى في الضاحية الجنوبية لبيروت: "يعرف العدو جيداً أننا حضرنا أنفسنا لأسوأ الأيام (...) وهو يعرف أنه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا"، مضيفاً "عليه أن ينتظرنا براً وجواً وبحراً".
النتيجة: اذاً، الفيديو المتناقل للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله متوعدا فيه اسرائيل في ما "لو تجرأت ودخلت جنوب لبنان"، ليس حديثاً، بل يعود الى 16 آب 2019، يوم ألقى كلمة خلال مهرجان الانتصار الكبير "نصر وكرامة" في مدينة بنت جبيل الجنوبية، في الذكرى الـ13 للانتصار على اسرائيل عام 2006.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.