مساء الأحد، اندلعت أعمال عنف في تركيا، بعد توقيف سوري للاشتباه بتحرّشه بقاصر، قامت خلالها مجموعة من الرجال باستهداف متاجر وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري وسط البلاد.
في اليوم التالي، بدأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بتداول مقطع فيديو زعم ناشروه أنّه يصوّر مساهمة الشرطة في الهجوم على السوريين بدلاً من الدفاع عنهم. إلا أنّ الادعاء غير صحيح. فالفيديو منشور قبل أشهر على أنّه لشجار وقع بين مجموعتين تركيتين على خلفيّة نتائج انتخابات بلديّة.
يُصوّر الفيديو عناصر شرطة يعتدون بالضرب على مجموعة من الناس. وعلّق ناشرو الفيديو بالقول: "الشرطة التركيّة تعتدي بالضرب على النساء السوريات". وأضافوا: "كان من المفترض أن توقف الشرطة أعمال الشغب وليس مساعدة الأتراك على الاعتداء على السوريين…".
ويأتي انتشار الفيديو بعد اندلاع أعمال شغب مساء الأحد على خلفيّة توقيف الشرطة التركيّة سورياً للاشتباه في تحرشه بقاصر، استهدفت خلالها مجموعة من الرجال متاجر وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري.
أعمال شغب تطال مصالح السوريين في تركيا
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا على موقع "أكس" إنه "تمّ توقيف 474 شخصاً بعد الأعمال الاستفزازية" التي نُفذّت ضدّ سوريين في تركيا.
وتُظهر مقاطع فيديو عدة نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي - تأكدت وكالة فرانس برس من صحّتها - رجالاً يحطّمون نافذة متجر بقالة قيل إنه بإدارة تُجّار سوريين، قبل إضرام النار فيه.
ودان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا. وقال "بغضّ النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع وفي المنازل هو أمر غير مقبول".
لكنّ أعمال العنف امتدت إلى مدن أخرى، بينها اسطنبول، مساء الاثنين.
وأشار صحافي في وكالة فرانس برس إلى أن الشرطة عززت الإجراءات الأمنية حول القنصلية السورية في اسطنبول.
وشهدت تركيا التي تستضيف حوالى 3,2 ملايين لاجئ سوري أعمال عنف عدّة على الأجانب والمهاجرين في السنوات الأخيرة، أثارتها في أكثر الأحيان شائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل النصية.
فيديو قديم
إلا أنّ الفيديو المتداول لا شأن له بكلّ ذلك.
فالتفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يرشد إليه أو إلى صور مقتطعة منه منشورة عبر وسائل إعلاميّة عدّة ومواقع التواصل الاجتماعي في نيسان 2024.
وتشير التقارير المرفقة بالصور والفيديو أنّ اشتباكاً اندلع بين مؤيّدي مرشّحين إلى انتخابات محليّة.
وتدخّلت الشرطة آنذاك لفضّ الاشتباك مستخدمة الهراوات وغاز الفلفل.
وبحسب وكالة DHA التركيّة الني نشرت لقطات من الفيديو نفسه، جُرّد مرشّح من فوزه في انتخابات المخترة (التي توازي رئاسة البلديّة في بعض القرى التركيّة) بعد أن ثبُت أنّه يعيش في قرية أخرى. إثر ذلك نُصّب منافسه الرئيسي مكانه ما أدى إلى اشتباكات بين مؤيدي المرشحين.