المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "فرقة موسيقية تعزف النشيد الوطني اللبناني في سويسرا" خلال مرورها في شارع.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو مركّب، اذ أُضيفت اليه موسيقى مسجلة قديماً للنشيد الوطني اللبناني. والمشاهد الأصلية التي تعود الى 1 تموز 2024، تظهر بوضوح الفرقة الموسيقية ذاتها تعزف لحناً مختلفاً، خلال المهرجان الفيدرالي للأزياء التقليدية 2024 في زيورخ بسويسرا. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
ما القصة؟
منذ يومين، تضج وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما في لبنان، بالفيديو. المشاهد تظهر فرقة موسيقية تمر في شارع بين متفرجين، على وقع لحن النشيد الوطني اللبناني. وقد كُتِب على الفيديو (من دون تدخل): "يا غريب كون اديب هيك بيحترمه للبناني بكل الدول. شكرا سويسرا على نشيد العلم اللبناني". وارفقه مستخدمون بتعليق: "هذا المشهد في سويسرا هذا اللبناني حين يهاجر... يتقدم الساحات".
الا ان الاعتقاد ان الفرقة الموسيقية في الفيديو كانت تعزف النشيد الوطني اللبناني اعتقاد خاطئ.
لماذا؟
لأن الموسيقى ذاتها للنشيد الوطني اللبناني، والتي تسمع في الفيديو، "مؤرشفة" من اعوام عدة في يوتيوب، ويمكن ايجادها في هذه القنوات (هنا، هنا، هنا، هنا).
أول دليل حاسم على ان الفيديو مركب.
ودليل آخر على ذلك هو العثور على مشاهد أصلية للفرقة ذاتها، خلال مرورها في الشارع ذاته، منشورة من زاوية أخرى (هنا)، في 1 تموز 2024.
وفقا لقناة SRF Entertainment التابعة لراديو وتلفزيون سويسرا (هنا)، فإن ما تشاهدونه هو مرور موكب المهرجان الفيدرالي للأزياء التقليدية 2024- 2024 Eidgenössischen Trachtenfest- في زيورخ.
في عطلة نهاية الأسبوع من 28 حزيران 2024 الى 30 منه، حجّ أشخاص يرتدون الأزياء التقليدية من كل أنحاء سويسرا إلى زيورخ للرقص والغناء وعزف الموسيقى معا. والأحد 30 منه، اليوم الرسمي للمهرجان الفيدرالي للأزياء التقليدية 2024، بثت قناة SRF السويسرية (او Schweizer Radio und Fernsehen- راديو وتلفزيون سويسرا) العرض على الهواء مباشرة.
ويجب ان تتوجهوا الى الجزء الأخير من المشاهد التي عرضتها SRF Entertainment (التوقيت:2.18:50) لمشاهدة اعضاء الفرقة الموسيقية ذاتها في الموقع عينه، على غرار ما نراه في المقطع المتناقل. وقد اجرينا لكم مقارنة بين لقطة من المشاهد الاصلية (ادناه في الاعلى) ولقطات من المقطع المتناقل (في الاسفل). وقد اشرنا بالاحمر الى بعض القواسم.
وما يهمنا في كل هذا هو ان الموسيقى التي كانت تعزفها تلك الفرقة، في مشاهد SRF Entertainment، لم تكن بالتأكيد النشيد الوطني اللبناني، بل موسيقى لحن السير أو المارش March المعهودة، على ما يبدو.
بعد غياب 50 عاماً، عاد مهرجان الفولكلور الملون إلى مدينة زيورخ الساحرة، ليحيي شوارعها بثلاثة أيام مليئة بالموسيقى والتقاليد العريقة، وفقا لما نشر موقع Euronews (هنا، هنا، هنا).
وقد اتاح مهرجان الأزياء الفيدرالي الذي استضافته زيورخ من 28 حزيران 2024 الى 30 منه (هنا ايضا)، فرصة مميزة للاستمتاع بالموسيقى الحية، واكتشاف التقاليد الغنية، والرقص على إيقاعات الرقصات الشعبية. وشهد المهرجان أيضا استعراضات للأزياء الفريدة وتجمعات عائلية دافئة.
ملاحظة: المشاهد ادناه التي عرضتها Euronews، مصورة في الموقع ذاته الذي يشاهد في المقطع المتناقل.
وهذه المرة الثالثة التي تستضيف زيورخ هذا الحدث الهام بعد عامي 1939 و1974، ليصبح جزءا من تقويم الفعاليات الرئيسية في المدينة، إلى جانب مهرجانات مثل "سيشلوتن" مهرجان ربيع زيورخ ومهرجان "ستريت باريد" الشهير وبطولة العالم للدراجات.
وقد اجتذب المهرجان مئات من محبي الأزياء التقليدية من جميع أنحاء سويسرا، الذين قدموا عروضا موسيقية وراقصة، مرحبين بسكان المدينة والضيوف من الداخل والخارج للمشاركة في هذا الاحتفال الفريد من نوعه.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "فرقة موسيقية تعزف النشيد الوطني اللبناني في سويسرا" خلال مرورها في شارع. الفيديو مركّب، اذ أُضيفت اليه موسيقى مسجلة قديما للنشيد الوطني اللبناني. والمشاهد الأصلية التي تعود الى 1 تموز 2024، تظهر بوضوح الفرقة الموسيقية ذاتها تعزف الحان المارش، خلال المهرجان الفيدرالي للأزياء التقليدية 2024 في زيورخ بسويسرا.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.