النهار

"سوري يواجه أتراكاً ببسالة دفاعاً عن بيته وأهله"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هلا حمصي
المصدر: النهار العربي
"سوري يواجه أتراكاً ببسالة دفاعاً عن بيته وأهله"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم،"سورياً مواجهاً ببسالة اتراكاً، دفاعا عن بيته وأهله"، وذلك خلال أعمال عنف طالت مصالح سوريين في تركيا أخيرا.
الا أنّ هذه المزاعم خاطئة. 
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 26 نيسان 2024. وقد تم تداوله يومذاك بكونه مصوّرا في أحد أحياء طنجة بالمغرب. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم 
ما القصة؟ 
15 ثانية فقط. المشاهد الليلية تظهر رجلا لوح بسيف، على ما يبدو، عند مدخل منزل، في مواجهة اشخاص تجمعوا حوله. وقد تكثف التشارك في الفيديو اخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، لا سيما تركية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "هجمات بالسكاكين والعصي على منازل لاجئين سوريين في قيصري"، وايضا "سوري يؤدب مجموعة من الأتراك ويدافع عن بيته وأهل بيته ببسالة".
- أعمال عنف في تركيا وسوريا -
جاء تداول الفيديو في وقت أوقفت السلطات التركية، الثلثاء 2 تموز 2024، 474 شخصا بعد أعمال عنف طالت مصالح سوريين في تركيا اثر اتهام سوري بالتحرش بطفلة. كذلك، اغلقت تركيا معابرها الحدودية الرئيسية إلى شمال غرب سوريا بعد تعرض قوات تركية لإطلاق نار من سوريين غاضبين بسبب العنف ضد أفراد من الجالية السورية في تركيا (هنا).

وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا على موقع اكس إنه "تم توقيف 474 شخصا بعد الأعمال الاستفزازية" التي نفذت ضد سوريين في تركيا، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا).

مساء الأحد 30 حزيران 2024، اندلعت اعمال عنف بعد اعتقال سوري للاشتباه في تحرشه بقاصر، استهدف فيها مجموعة رجال متاجر وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري التركية. ودعت السلطات المحلية إلى التهدئة، وكشفت أن الضحية طفلة سورية تبلغ من العمر خمس سنوات.
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضعنا أولا امام حسابات نشرته في 26 نيسان 2024 و27 منه (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بكونه يظهر شجارا بالسيوف في أحد أحياء طنجة، قبل ان نعثر عليه او على لقطات منه منشورة في مواقع وحسابات اخبارية مغربية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، ضمن تقرير عن "توقيف أربعة أشخاص في طنجة بتهمة الضرب والجرح باستخدام السلاح الأبيض".  
 
 
 
 
 
وأورد موقع "طنجة 24" (هنا) أن عناصر الشرطة بولاية أمن طنجة تمكنت، الجمعة 26 نيسان 2024، من توقيف أربعة أشخاص تراوح أعمارهم من 24 الى 29 عاما، وذلك الاشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بالضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض".

واشار الى ان "مصالح الشرطة بمدينة طنجة كانت فتحت بحثا قضائيا على خلفية تورط مجموعة من الأشخاص في إحداث ضوضاء ليلية وحيازة أسلحة بيضاء في ظروف تشكل خطرا على الأشخاص، وتبادل الضرب والجرح، وهي الأفعال الإجرامية التي شكلت موضوع شريط فيديو منشور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي".

وافاد بأنه "أسفرت الأبحاث والتحريات المنجزة في هذه القضية عن تحديد هويات المشتبه في تورطهم في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، وذلك قبل أن يتم توقيف أربعة بينهم والعثور بحوزتهم على ثلاثة أسلحة بيضاء ومجموعة من الأدوات الراضة".
وتابع: "تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف هذه القضية وملابساتها وخلفياتها، فيما لازالت الأبحاث والتحريات جارية بغرض توقيف سائر المتورطين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية" (هنا، هنا ايضا). 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر"سورياً مواجها ببسالة اتراكاً، دفاعا عن بيته وأهله"، وذلك خلال أعمال عنف طالت مصالح سوريين في تركيا أخيرا. في الواقع، الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 26 نيسان 2024. وتم تداوله يومذاك بكونه مصورا في أحد أحياء طنجة بالمغرب.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium