المتداول: صورة تجمع، وفقاً للمزاعم، "نائبة الرئيس الاميركي كامالا هاريس والملياردير ورجل الأعمال الاميركي المتهم بارتكاب جرائم جنسية جيفري إبستين".
الا أنّ هذا الزعم لا أساس له.
الحقيقة: الصورة زائفة، مركبة. والصورة الاصلية تظهر هاريس وزوجها دوغلاس إيمهوف خلال العشاء الرسمي الافتتاحي لمتحف برود في برود بلوس أنجليس بكاليفورنيا، في 17 أيلول 2015. Factcheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
تبدو كامالا هاريس مبتسمة في الصورة، بينما وقف الى جانبها الملياردير ورجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين، المتهم بجرائم جنسية. وقد تكثف التشارك في الصورة خلال الساعات الماضية، بينما كُتب عليها: "اجعلوا هذه الصورة شهيرة".
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة المتناقلة زائفة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا الى خيوط تقودنا الى الصورة الاصلية منشورة في وكالة Getty Images، في 17 ايلول 2015، مع شرح انها تظهر "كامالا هاريس وزوجها دوغلاس إيمهوف Douglas Emhoff خلال العشاء الرسمي الافتتاحي لمتحف برود في برود بلوس أنجليس بكاليفورنيا".
تصوير: جيرود هاريس Jerod Harris.
كذلك نشرت الوكالة صورا عدة أخرى مماثلة للثنائي يومذاك.
والعثور على الصورة الاصلية يعني ان الصورة المتناقلة زائفة، مركّبة، اذ تم استبدال رأس زوج هاريس برأس جيفري ابستين. وقد استعان المفبرك بصورة جنائية قديمة لإبستين تعود الى 27 تموز 2006، وأمنتها إدارة شرطة مقاطعة بالم بيتش، وتم التقاطها له بعد اتهامه بالتحرش بعاهرة عام 2006. ويمكن تنزيلها من موقع ويكيبيديا، بينماأرشفتها وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية في موقعها المخصص للصور (ادناه).
واليكم مقارنة بين الصورتين الاصلية (ادناه الى اليمين)، والزائفة (الى اليسار). واشرنا بالاحمر الى التلاعب الذي حصل.
في ايلول 2015، كانت هاريس مدعية عامة لولاية كاليفورنيا. وفي المعلومات عنها، بعدما كانت مدعية عامة في سان فرنسيسكو لولايتين بين العامين 2004 و2011، انتُخبت مرتين مدعية عامة لولاية كاليفورنيا بين العامين 2011 و2017، قبل أن تصبح أول امرأة وأول شخص أسود يدير الأجهزة القضائية في أكثر ولايات البلاد تعداداً للسكان.
وانتُقدت لقمعها الصارم للجرائم الصغيرة والذي أثّر خصوصاً، بحسب منتقديها، على الأقليات. وفي كانون الثاني 2017، أدّت اليمين عضواً في مجلس الشيوخ في واشنطن حيث أصبحت أول امرأة لديها أصول من جنوب آسيا وثاني سناتورة سوداء في تاريخ البلاد، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
- بايدن ينسحب ويدعم ترشيح نائبته -
جاء تداول الصورة الزائفة في وقت أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأحد 21 تموز 2024، انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 بعد أسابيع على شكوك أحاطت بصحته الجسدية والذهنية، ودعم ترشيح نائبته كامالا هاريس "لهزيمة ترامب"، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وقال بايدن في رسالة "أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن انسحب وأن أركّز فقط على مهامي كرئيس إلى حين انتهاء ولايتي".
وهذا الإعلان الصادم، حتى لو كان متوقّعاً رغم النفي المتكرر لبايدن، يدخل بلبلة على حملة شهدت بالفعل العديد من التقلّبات، في مقدّمها محاولة اغتيال المرشّح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب في 13 تموز.
وأتبع بايدن رسالته بمنشور على منصّة إكس قال فيه "اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام. لقد حان الوقت للديموقراطيين للتوحد وهزيمة ترامب".
وما أن نشر بايدن رسالته حتى أعلنت هاريس، أول امرأة وأول شخص أسود يتبوأ منصب نائب رئيس الولايات المتّحدة، أنّها مستعدّة "للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي" بهدف "هزيمة دونالد ترامب".
في سنّ 59 عاماً، ستكون شابة في مواجهة دونالد ترامب البالغ 78 عاما والذي خرج هذا الأسبوع أقوى من مؤتمر الترشيح الذي شهد اختياره رسميا مرشحا عن الحزب الجمهوري.
النتيجة: اذاً لا صحة للمزاعم أن الصورة المتناقلة تجمع "نائبة الرئيس الاميركي كامالا هاريس ورجل الأعمال الاميركي المتهم بارتكاب جرائم جنسية جيفري إبستين". في الواقع الصورة زائفة، مركبة. والصورة الاصلية تظهر هاريس وزوجها دوغلاس إيمهوف خلال العشاء الرسمي الافتتاحي لمتحف برود في برود بلوس أنجليس بكاليفورنيا، في 17 أيلول 2015.