أثار انتشار صور للافتات إرشادية في مدينة الجديدة المغربيّة عن كيفيّة التعامل عند وقوع مدّ بحري موجة من التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، بينها منشورات زعمت أن هذه اللافتات تُنذر بحدوث تسونامي هناك خلال الأيام المقبلة. إلا أن هذا الادّعاء غير صحيح. هذه اللافتات في الحقيقة ضمن مشروع أكاديميّ مدعوم من الأمم المتّحدة، لتعزيز القدرة على التصرّف عند وقوع كوارث طبيعية.
جاء في المنشورات التي تضمّنت صور لافتات إرشاديّة تحمل عنوان "مسار الإخلاء من التسونامي"، تساؤلات عن معنى هذه اللافتات.
وقالت منشورات إن اللافتات ثُبّتت في مدينة الجديدة المغربية تحذيراً من تسونامي مقبل.
حظيت المنشورات بآلاف المشاركات والتعليقات من مستخدمين يتساءلون عن دلالتها ويعبّرون عن خوفهم من موجات مدّ بحري قادمة.
أثارت هذه المنشورات ضجّة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً لتزامنها مع منشورات أخرى تحدّثت عن توقّع خبراء مزعومين تشكّل موجات مدّ بحريّ، ومنشورات أخرى تتضمّن صوراً لتربة متشققة أو شاطئ متآكل مع عبارات "الأرض تتحضر لشيء ما".
كذلك، ربطت بعض المنشورات تثبيت هذه اللافتات "التحذيريّة" مع ثوران بركان جبل إتنا في صقلية وتراجع مياه البحر في دول عدّة كمصر وليبيا، وزعمت أن هذه الظواهر الطبيعيّة تنذر بوقوع تسونامي.
فما قصة لافتات مدينة الجديدة؟
نفى جمال بن ربيعة رئيس المجلس البلدي لمدينة الجديدة أن تكون هذه اللافتات قد وضعت للتحذير من مدّ بحري وشيك.
وقال لصحافيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، الأربعاء 25 تموز 2024 "ليس هناك أي تسونامي، الأمر يتعلق بدراسة بحثيّة تقوم بها جامعة شعيب الدكالي بشراكة مع الأمم المتّحدة".
إثر ذلك، قال خالد الخالدي، الأستاذ في جامعة شعيب الدكالي ومنسّق مشروع كوست ويف المسؤول عن تثبيت هذه اللافتات "وقع سوء فهم. البعض فهم أن هناك خطر تسونامي مقبل"، مؤكّدا بدوره أن هدف هذه اللافتات لم يكن التحذير من ذلك.
وأضاف الخالدي في حديث لوكالة فرانس بس "يأتي تثبيت هذه اللافتات ضمن مشروع أكاديمي بحثي بهدف تعزيز استجابة المدينة للظواهر الطبيعية".
وأوضح أنه "تمّ تثبيت جهاز إنذار مبكر بمنطقة الجرف الأصفر- المحاذية لمدينة الجديدة- والقيام بتمارين محاكاة للإخلاء، إضافة الى لافتات لإرشاد السكان للأماكن الآمنة في حال وقوع مدّ بحريّ".
ونُفّذ هذا المشروع بتنسيق مع اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التابعة للأمم المتحدة وجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، وفق الخالدي.
وعن سبب اختيار مدينة الجديدة، قال "في مختبر علوم البحار والتربة في جامعة شعيب الدكالي، نقوم بأبحاث في مجال أخطار تسونامي منذ عشر سنوات. وتواصلت معنا اللجنة الحكومية" لتطبيق هذا المشروع.
واللجنة الدوليّة الحكوميّة لعلوم المحيطات هي هيئة الأمم المتحدة المسؤولة عن دعم علوم المحيطات وخدماتها على الصعيد العالمي. وتعمل اللجنة على تمكين دولها الأعضاء البالغ عددها 150 دولة للتكاتف من أجل الحفاظ على سلامة المحيطات، وذلك من خلال تنسيق برامج تُعنى بمجالات رصد المحيطات، وأنظمة الإنذار بأمواج التسونامي، وتخطيط الحيز البحري.
وأكد الخالدي أن المشروع سيشمل في المستقبل مدناً ساحليّة أخرى في المغرب.