حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك، نشرت خبرا يزعم اتخاذ الأزهر الشريف قرارا بمنع الشيخ علي جمعة من اعتلاء منابر المساجد؛ وهو زعم غير صحيح تماما. FactCheck#"
"النّهار العربي" دقّق من أجلك
فقد نشرت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، خبرا يقول (من دون تدخل): أحسن قرار خدوا الدكتور أحمد الطيب.. قرار مشيخة الأزهر الشريف بمنع الشيخ على جمعه مفتي مصر الأسبق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، من الخطابة ودورس العلم بالأحاديث والمقامات الإعلامية المسموعة والمرئية.
ولكن؛ بعد التحقق مع الخبر اتضح أنه غير صحيح تماما؛ وهو ما يمكن بيانه على النحو التالي:
أولاً: إن الحصول على ترخيص لاعتلاء منابر المساجد للخطابة يصدر عن وزارة الأوقاف المصرية وليس مشيخة الأزهر.
ففي 5 حزيران (يونيو) 2014، أصدر الرئيس السابق عدلي منصور، قراراً بقانون بتنظيم ممارسة الخطابة والدروس الدينية في المساجد وما في حكمها.
وبحسب ما نقلته جريدة الشروق (مستقلة)، قال السفير إيهاب بدوي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إن القانون يحظر الاشتغال بنشاط الخطابة والدروس الدينية على المنابر في المساجد أو الساحات أو الميادين العامة على غير المعينين المتخصصين بوزارة الأوقاف والوعاظ الأزهريين المصرح لهم بممارسة الخطابة، وينص على السماح فقط لخريجي الأزهر والعاملين في المجال العلمي والدعوي به وطلابه في التعليم الجامعي وقبل الجامعي، والتصريح لهم جميعاً بالخطابة من قبل وزارة الأوقاف، وارتداء الزي الأزهري. ويعطي المشروع موظفي وزارة الأوقاف المصرية، سلطة مأموري الضبط القضائي لضبط من يزاولون نشاط الخطابة دون ترخيص، وإحالتهم للنيابة العامة والقضاء الذي سيعاقبهم بالحبس لمدة لا تقل عن 3 شهور ولا تزيد على سنة بالإضافة إلى غرامة تتراوح بين 20 ألف و50 ألف جنيه.
وينص المشروع على عقوبة أخرى بالحبس مدة تتراوح بين شهر وسنة وغرامة لا تتجاوز 30 ألف جنيه لارتداء الزي الأزهري دون تصريح أو ازدراء هذا الزي والاستهزاء به.
وفي شباط (فبراير) عام 2015، نشرت جريدة الوقائع المصرية (الرسمية) القرار الوزاري رقم 241 لسنة 2014، الخاص بشروط الحصول على ترخيص الخطابة واعتلاء منابر المساجد من وزارة الأوقاف المصرية، وهي ذات الشروط التي يتم الاستناد إليها حتى الآن ولم يتم تغييرها بأي قرارات وزارية أو تشريعات جديدة.
ثانياً: لم يصدر أي قرار من وزارة الأوقاف المصرية بخصوص هذا الأمر، كما أن الشيخ علي جمعة لا يزال يعتلي منبر مسجده (مسجد الطريقة الصديقية الشاذلية) في مدينة 6 أكتوبر (شمال القاهرة).
وولد الدكتور علي جمعة مفتي مصر الأسبق وعضو مجلس النواب رئيس اللجنة الدينية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر؛ في 3 مارس 1952م بمحافظة بني سويف، وحصل على الإجازة العالية (الليسانس) من كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر عام 1979، ثم درجتي الماجستير عام 1985 والدكتوراه عام 1988 في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون بالقاهرة، ودرجة أستاذ أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة ــ جامعة الأزهر. وتولي الدكتور علي جمعة العديد من المناصب العلمية والإدارية بجامعة الأزهر والجامعات العربية، وإفتاء الديار المصرية منذ عام 2003 وحتى 2013، وعضوية مجمع البحوث الإسلامية، ورئاسة مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، وله إسهامات علمية متنوعة تربو عن المائة في الفقه وأصوله والأحوال الشخصية والمعاملات الإسلامية والفتوى، وغيرها بالتأليف والتحقيق، بالإضافة إلى الإشراف على إعداد العديد من الموسوعات الإسلامية، وقد اختير عضوًا بهيئة كبار العلماء في تشكيلها الأول حين عودتها عام 1433/ 2012.
الخلاصة: الخبر المتداول غير صحيح تماما. إذ أن مشيخة الأزهر الشريف ليس لها علاقة بتنظيم الخطباء في المساجد. كما لم يصدر أي قرار من وزارة الأوقاف المصرية بخصوص هذا الأمر.