المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "مكان استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران".
الا أنّ هذا الزعم خاطئ.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 1 نيسان 2024. ويظهر دمارا في مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، بعد تعرّضه لقصف جوي نُسِب إلى إسرائيل. FactCheck#
"النّهار العربي" دقّق من أجلكم
المشاهد الليلة تظهر اشخاصا انتشروا وسط ركام مبنى على ما يبدو، بينما تصاعد دخان منه. وقد تكثف التشارك في الفيديو خلال الساعات الماضية عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "عاجل... مكان استهداف اسماعيل هنية في طهران".
- مقتل هنية في غارة إسرائيلية بطهران -
تزامن انتشار الفيديو مع إعلان حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، اليوم الأربعاء 31 تموز 2024، مقتل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية مع أحد حراسه الشخصيين في غارة إسرائيلية في طهران.
وقالت حماس في بيان إنها "تنعى... الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد".
وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان أن "مقر إقامة هنية تعرض للقصف في طهران، ونتيجة لذلك استشهد هو وأحد حراسه الشخصيين". وذكر أنه "يجري التحقيق" في الواقعة.
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا الى حسابات عدة في وسائل التواصل الاجتماعيومواقع اخبارية نشرته في 1- 2 نيسان 2024، بكونه يظهر "فرق الإنقاذ في دمشق خلال البحث عن ضحايا بعد ضربة على مبنى مجاور للسفارة الإيرانية...".
نعم، المشاهد من دمشق. وقد أمكن العثور على صور مماثلة نشرتها وكالة "غيتي ايماجيز" في 2 نيسان 2024، لـ"لانقاض مبنى ملحق بالسفارة الايرانية في دمشق، اثر قصف جوي"، على ما كتبت. ويظهر فيها المبنى ذاته الذي نشاهده في المقطع ومعالم أخرى مماثلة.
واجرينا لكم مقارنة بين صورتين من "غيتي ايماجيز" (ادناه الى اليمين) ولقطة من الفيديو (الى اليسار). واشرنا بالاحمر الى القواسم.
وقد دمّر قصف جوي إسرائيلي، وفقا لمسؤولين سوريين وإيرانيين، مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق الإثنين 1 نيسان 2024، متسبّبا بسقوط 16 قتيلاً، بينهم القياديان في الحرس الثوري الايراني العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي.
وفي المعلومات، استهدفت ضربة إسرائيلية قرابة الساعة الخامسة عصر الاثنين (14,00 ت غ)، بحسب وزارة الدفاع السورية، مبنى ملحقا بالسفارة الايرانية في حيّ المزّة في العاصمة السورية دمشق.
والمبنى المستهدف بشكل مباشر، والذي يضمّ قسم الخدمات القنصلية ومقر إقامة السفير الإيراني حسين أكبري، ملاصق للسفارة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القتلى الـ16 هم "ثمانية إيرانيين وخمسة سوريين ولبناني واحد ينتمي إلى حزب الله كلهم مقاتلون، بالإضافة إلى مدنيَين اثنين".
وأوضح أن المدنيَين هما "سيدة وابنها كانا يقطنان في الطابق الرابع من البناء المستهدف المؤلف من أربعة طوابق، والذي تستأجر السفارة أول طابقين منه بينما الثالث يعد منزلاً للسفير الإيراني" حسين أكبري الذي نجا من الضربة.
وأفاد الحرس الثوري الإيراني بأنّ سبعة من عناصره، بينهم العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي، قُتلوا في الضربة.
وكان زاهدي (63 عاما) يشغل منصب قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان وفلسطين، وفقا للمرصد.
وفي 13 نيسان 2024، شنت إيران أول هجوم عسكري مباشر في تاريخها على إسرائيل، وأطلقت عليه تسمية "الوعد الصادق". وأعلنت على تلفزيونها الرسمي إطلاق مسيرات وصواريخ باليستية من أراضيها باتجاه إسرائيل. وقالت إنه رد على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق وقتل عدد من القادة العسكريين في 1 نيسان 2024.
وأعلنت إسرائيل أنها صدت 99% من الصواريخ والمسيرات الإيرانية، في حين أكد التلفزيون الإيراني إصابة نصف هذه الصواريخ والمسيرات الأهداف التي أطلقت من أجلها.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "مكان استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران". في الواقع، الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 1 نيسان 2024. ويظهر دمارا في مقر القنصلية الإيرانية في دمشق بعد تعرضه لضربة جوية نُسبت إلى إسرائيل.